الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطة من جنوب الوادي

طارق المهدوي

2018 / 7 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



ضمن بحثه المنشور تحت عنوان "الحركة الإسلامية في السودان" قال حسن مكي الذي يعد أحد المفكرين السياسيين للإخوان المسلمين السودانيين الآتي بعد بالنص: "كانت واحدة من استراتيجيات عمل الإخوان المسلمين خلال الفترة من عام 1965 حتى عام 1969 هي تأمين الجبهة الداخلية لمحاربة الحزب الشيوعي السوداني حرباً ضارية في كافة الميادين، من خلال جبهاتنا واتحاداتنا وروابطنا وإعلامنا ومساجدنا وصولاً لدفع السلطة إلى حله بعد أن فاقت منابر الشيوعيين في قوتها منابر الإسلاميين"، فيما شرحه حيدر إبراهيم علي الذي يعد أحد المفكرين السياسيين للحزب الشيوعي السوداني ضمن بحثه المنشور تحت عنوان "اليسار والدين في السودان" حيث قال الآتي بعد بالنص: "في نوفمبر 1965 نظم الإخوان المسلمون ندوة عن ظاهرة البغاء بكلية المعلمين في أم درمان أدارتها الكادر الإخواني سعاد الفاتح، التي تعمدت استفزاز الحاضرين بأكاذيب مكشوفة حتى قام الطالب العلماني غير العضو في الحزب الشيوعي شوقي محمد علي قائلاً إن بيت الرسول نفسه لم يخلو من الزنا بدليل واقعة الإفك، وهو القول الذي كان ينتظره الإخوان المسلمون فأعلنوا أن الطالب ينتمي للحزب الشيوعي ويعبر فيما قاله عن موقف الحزب المعادي للإسلام والمسلمين، ثم انتظروا صلوات الجمعة التالية ليسيروا من مساجدهم مسيرات معادية للشيوعيين طافت مختلف أنحاء العاصمة السودانية وأحاطت بمنازل كبار رجال الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الختمي الاتحادي إسماعيل الأزهري، الذي وعدهم تحت الاعتبارات الشعبوية بالضغط معهم على الحكومة والجمعية التأسيسية من أجل حل الحزب الشيوعي، ليزايد عليه شعبوياً منافس الختمية التقليدي إمام طائفة الأنصار الهادي عبدالرحمن المهدي عبر إرساله بعض كتائب الأنصار للمشاركة في المسيرات المعادية للشيوعيين، وسرعان ما تقدم محمد أحمد محجوب رئيس الحكومة والجمعية التأسيسية بطلب برلماني عاجل لحل الحزب الشيوعي فتلقفه منه رئيس الكتلة البرلمانية الإخوانية حسن الترابي لوضعه موضع التنفيذ، وقبل أن ينتهي شهر ديسمبر من عام 1965 كان البرلمان قد قرر دون مراعاة لنسب الحضور والتصويت الدستورية والقانونية عدة قرارات ضد الحزب الشيوعي، حيث تقرر تعديل الدستور وحل الحزب الشيوعي وفصل جميع نوابه البرلمانيين مع حظر قيام أي أحزاب أو منظمات شيوعية أخرى في المستقبل، ورغم حصول الحزب الشيوعي السوداني على أحكام قضائية باتة ونهائية لصالحه في شهر ديسمبر من عام 1966 إلا أن السلطتين التشريعية والتنفيذية اللتين أصبحتا خاضعتين للإخوان المسلمين لم تلتفتا إليها"، نعم هي مجرد لقطة لكنها تكرارية في السودان ومصر وكافة الدول العربية المبتلية بالحركات الإسلامية سواء كانت سياسية كجماعة الإخوان المسلمين وأخواتها أو كانت دعوية كجماعة السلفيين وأخواتها أو كانت جهادية كجماعة داعش وأخواتها، نعم هي مجرد لقطة لكنها كاشفة عن فيلم تراجيدي طويل وممل يستطيع من رآه التسامح لكنه لا يستطيع النسيان وفي الحالتين يجب عليه روايته بأمانة لمن لم يره بعد!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا