الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال فراج : أعتذر لك ومنك

عطا مناع

2018 / 7 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


جمال فراج : أعتذر لك ومنك
بقلم : عطا مناع

تأخرت في الكتابة لك يا رفيقي، لقد اتسمت كافة محاولاتي بالفشل، بصراحه لا اعرف لماذا، أو دعني اكون صريحاً معك كما كنا دائماً فمشهد رحيلك لم يكن سلساً بالرغم من معرفتي ومعرفتك المسبقة بانك ستترجل في اية لحظه.
سأسهب في الكتابة لك، لعل كلماتي تجفف الاشتياق، وسأكون سلسلا واقفز عن التعقيدات التي تكبل الفكرة، لن اغرق يا جمال في الطرح العاطفي وليد اللحظة، واقصد بذلك أن تأخري عليك فيه بعض الايجابيات لأنني هضمت مشهد رحيلك ورأيت الغث والسمين، والغث والسمين بلغتنا يعني فن الكذب والتضليل .
تحاصرني الافكار بطريقة مزعجة يا جمال، لا بل لا تتوقف عن المحاولات لقمعي، هي افكار وأنت تعرف تماماً تدفعك لاستئناس القمقم، ليخيل لك أن قمقمك يفوق اتساعاً الفضاء الواسع الذي تعيش فيه، فكرة بحاجة لنقاش، ولو كنت بيننا لاتفقنا من حيث المبدأ.
لا أدعي أنني امتلك الحقيقة يا رفيقي، لكن الرائحة النتة لهذا الواقع تزعجني كما كانت تزعجك، رائحة اعجز عن وصفها لك، اراها يا جمال تحمل ملامح البشر، هي عبارة عن مزيج لا يقوى العقل على استيعابه، هل تعرف لماذا ؟؟؟ لأنها تحمل ملامحنا وتعبر عن خليط من الاضداد ينتهكنا ويأتي على ما بدواخلنا والغريب أن ماسوشية المشهد تدغدغنا بالرغم من معرفتنا اننا نمشي باتجاه حتمية الفناء الجمعي.
عاتب عليك يا جمال، انت تعرف لماذا ؟؟؟ أتذكر قبل سنوات عندما اطلعنا على وصية الروائي السوري حنا مينا والتي نشرها في الصحف الرسمية والتي اكد فيها على انفضاض الناس عنه بعد اهالة التراب عليه، وان لا داعي لكلمات التأبين لان ما سيقال عنه سمعه في حياته، آآآآآخ يا جمال لو سمعت ما قيل.
لم يكن يا رفيقي باليد حيله، ففي مثل هذه المناسبات يحضر الغائب ويغيب الحاضر ولو الى حين، وفي مثل هذه المناسبات وقد تناقشنا بهذا الموضوع مطولاً يعكف الكثيرون على تصدر المشهد وكأنهم يشيعون أنفسهم، فلا يعقل ان تمضي حياتك ملاحقاً من كل اوباش الارض وحتى من ابناء جلدتك وعندما ترحيل يتدخل القدر ويعيد انتاج المشهد، انا لا اؤمن بالقدرية وكذلك انت ، اذن ما نسمي ذلك؟؟؟؟
انه يا صديقي ارثنا الثقيل والحقيقة التي بطعم العلقم، انها المقايضة يا جمال والاستقواء على قوانين المجتمع، وهي بالتأكيد عملية سطو مكشوفة على الواقع والطبقية التي تتغذى على ما تبقى لنا ليسود اللاهوت.
نعم يا جمال انه اللاهوت "التقدمي" الذي يتخذ الايدلوجيا متراسا لا اكثر، لاهوت ينطق بأمر الحاكم بأمره، لا بأس من فعل هنا وخر هناك، ولكنه الزواج النصراني بين بيت العنكبوت والايدلوجيا كما كنت تقول.
انه اللاهوت يا جمال، قسس ومشايخ ورهبان وشطار، يصدرون فتاوى الكيف السياسي والوطني وما اكثرها، فتاوى تسوق للواقع اليائس والميؤوس منه، لتجد نفسك وفي غمرة التيه أمام علم جديد من التدليس والتبشير بعالم صنع في غرف مظلمة.
أربعون يوماً يا جمال مرت والحال كما هو عليه، نستقوى بالماضي على الحاضر بمفارقة عجيبة، منا من يستقوى بماضيه ليغسل ما لحق به من خطايا واخرون يحنون للماضي فقط ليسرقوا في غفلة من الواقع بعض الهواء النقي.
يا جمال : لن اغلق باب الحوار بيني وبينك، سأبقي بابنا مشرعاً لنستلهم المستقبل، علنا في يوم ما نتحدث عن بعض ما تحقق من احلامنا الصغيرة التي عاشت معك وبقيت من بعدك تائهة في عالم المشايخ والقسس حيث المحاولات الدؤوبة لؤدها نظرية وممارسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام