الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يجب المشارکة والتضامن مع الاحتجاجات الاجماهيرية فی العراق؟!

مظفر عبدالله

2018 / 8 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما تزال المظاهرات والاحتجاجات الجماهبربة فی العراق، التی بدات قبل اسبوعبن فی مدبنة البصرة وعمت اکثربة المدن، خبر سار ومسآلة کبيرة علی الصعيدين الداخلی والخارجی. ولو ان اسلوب هذە الاحتجاجات من بعض الاماکن والاوقات تحولت الی العنف نتيجة هجوم قوات النظام اوالجماعات المسلحة للاحزب الدينية والطائفية، وادت الی جرح وقتل واعتقال وتعذيب مئات الاشخاص، ولكن ماتزال تمر الاحتجاجات بصورة سلمية ومدنية وتحررية.
وفی نفس الوقت فان اکثرية مطاليب وشعارات المتظاهرين لها محتوی طبقي جماهيري وتحرري. ولكن مع کل هذە الحقائق الواضحة والصريحة مايزال بعض الجهات والاحزاب وفی مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي لا يتضامن ولا يشارك فيها. وان تبريرهم الوحيد هو بانه يوجد شعارات ضد الاحزاب السياسية وهذا التبرير بحد ذاته ليس الا موقف انتهازي تصفوي.
وهناك موقف انتهازي وتصفوي اخر ايضا من قبل البعض ويقولون ان هذه المظاهرات تدعم من قبل بعض جهات داخل النظام الطائفي والقومي، وبمبارکة امريکا من اجل مصالحهم وتغيير توازن القوی خاصة ضد النظام الاسلامي فی ايران، حيث أنه مسيطر علی اوضاع العراق السياسية.
الی جانب هذين الموقفين المضادين فان اکثرية القوی ضد هذە المظاهرات ويحاولون بكل الاشكال والوسائل سحقها او خداع الجماهير المحتجة بوعود فارغة من اجل انهائها.
والسوآل الرئيسي هنا لماذا يجب المشارکة والتضامن مع هذە الاحتجاجات بغض النظر عن هذە الادعاءات الفارغة، وعلاوة علی کل الضعف السياسي والتنظيمي والقيادي وعدم دقة بعض الشعارات من الناحية الزمنية والطبقية؟!
الجواب لهذه السؤال يجب ان نعرض بعض الوثائق والنقاط السياسية الحقيقية والتي تبرهن عن حقانية هذه الاحتجاجات وتجعل نشارك فيها ونتضامن معها.
اولا: المحتوی الطبقي لهذە الاحتجاجات من الناحية الاجتماعية حيث الاکثرية الغالبة منهم من الجماهير المضطهدة من العمال والعاطلين عن العمل والطلبة والشباب، او الفقراء والبائيسن والمتشردين ..الخ
وهذه الموقعية تتبين من مطالبهم وشعاراتهم ايضا من ايجاد فرص العمل والوظيفة وتامين الخدمات من الماء والكهرباء والصحة والتربية التعليم وضد الفساد وانهائه.
ثانيا: ان هذه الاحتجاجات ضد کل الاجنحة الاسلامية الطائفية من الشيعية والسنية. ومن القومية والعشائرية داخل السلطة او خارجها. والدليل علی ذالك حرق اعلام وحتی مقرات ومكاتب هذه المجموعات کـ"آل الصدر وآل حكيم وعلاوي والمالكي والعبادي والعامري ..الخ". ان الجماهير اعلنت في شعاراتهم انهاء سلطة هذە الجماعات الرجعية وبرهنوا من شعارهم: لا سنية لا شيعية حكومة علمانية. ولو ان هذا الشعار ما زال ليس اجتماعيا جدا ولا طبقيا من افق عمالي اشتراکي، ولكن رفعه ضد هذە المجموعات بحد ذاتها هي رمزا لتحررية واسقتلالية الاحتجاجات من کل النواحي.
ثالثا: ان هذە الاحتجاجات کالاحتجاجات السابقة في المدن والمناطق الجنوبية او في مناطق کردستان العراق حتی في الخارج خاصة في ايران، نتيجة اعتراض شرائح عمالية او العاطلين عن العمل او الطلبة او الشباب او الفقراء.
ان هذه المرة بدات نتيجة تمجع مجموعة من العاطلين عن العمل في البصرة. المدينة التي عرفت بثروتها النفطية الهائلة ولكن الاکثرية من سكانها يرزخ تحت خط الفقر. وان ظاهرة البطالة والتشرد والبؤس والفقر ظاهرة کبيرة لا توصف.
رابعا: ان هذه المظاهرات الاحتجاجية تعتبر ممارسة وترجمة عملية لكلمة "لا" لمهزلة الانتخابات البرلمانية المزيفة.
کما رآينا فان اکثرية هذه المجموعات الاسلامية الطائفية والقومية وحتی بعض المدعين للعلمانية واليسارية، وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي، کانت تطالب الجماهير بالمشارکة في الانتخابات والتصويت لهم .وکان يطلقون شعارات ووعود کاذبة بالاصلاحات. ولكن اکثرية الجماهير لم تشارك ولم تصوت لهم وکان المشارکة اقل من النصف. ولم تصل الی النسبة التی تعتبر شرعية من قبل الجهات الدولية.
بمعنی اخر ان عدم مشارکة اکثرية الجماهير في الانتخابات وقيامهم بالاحتجاجات ليس ضد العملية السياسية وسلطة کل هذه المجموعات فقط، بل ضد کل التدخل الخارجي. خاصة تدخل النظام الاسلامي الرجعي فی ايران، و‌هذە ظهرت وانعكست في حرق صور الرموز القيادية الاسلامية الايرانية.
خامسا: ان هذه الاحتجاجات استمرارا للاحتجاجات السابقة بصورة اخری ليس في العراق بل في المنطقة. وخاصة الاحتجاجات الاخيرة للجماهير فی ايران التي لم تصل الی تحقيق المطالييب والشعارات المرفوعة، بسبب سحقها او عدم نضجها من الناحية السياسية والتنظيمية والقيادية العمالية والشيوعية.
مثلما هذين النظامين للطبقة البرجوازية متحالفين ولهما مصالح مشترکة في کثير من النواحي فان الجماهير المضطهدة وخاصة الطبقة العاملة لها افق ومصالح مشترکة وتتفاعل فيما بينهم.
کما رآينا فان الجماهير في ايران في الاحتجاجات الاخيرة رفعوا شعار: "اصلاح طلب اصولگرا ديگە تمام شد ماجرا"، اي ايها الاصلاحيون ايها الاصوليون لقد انتهت المساومة. ها نحن نری نفس الشعار تقريبا مرفوع لدی جماهير العراق المحتجة ويقول لا سنية لا شيعية حكومة علمانية. وان هذا الشعار ضد کل الاجنحة الاسلامية والطائفية والقومية داخل السلطة او خارجها. ای يعني ضد کل المجموعات والتيارات من الدواعش حتی البعثيين.
صحيح ان هذا الشعار موضع نقد ومخالف من قبلنا کتيار شیوعي عمالي، ولكن مع ذلك فان رفعه من قبل الجماهير ضد هذه المجموعات الاسلامية والطائفية والقومية بحد ذاته يعتبر خطوة وموقف تقدمي في هذه المرحلة.
لذا بناءا علی هذه الوثائق والحقائق السياسية يجب علی کل الناس والجهات اليسارية والشيوعية والتحررية التضامن والمشارکة في هذه المظاهرات والاحتجاجات. ويحاولون تنظيها وانسجامها. خاصة تنظيم العمال والعاطلين عن العمل والموظفين والاساتذة والطلبة والشباب والنساء في الاماکن العامة. مكان العمل او المحلات السکنية حتی تكون الجماهير المنظمة بديلا للسلطة السياسية لادارة شؤنهم، وفي نفس الوقت استمرار الاحتجاجات وصولا الی انتفاضة جماهيرية واسقاط السلطة السياسية الحاکمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات