الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شب على شيءٍ شاب عليه .

يوسف حمك

2018 / 8 / 4
الادب والفن


هو على يقينٍ أنه شخصٌ غير مرغوبٍ به .
لا يسبح إلا مع تيارات الأقوياء . كل ما يصدر عنه عزفٌ على
أوتار رجال السلطة ، و مزامير أمنهم بامتيازٍ .
لا يتناول أية قضيةٍ إلا بعد ان ينفث سمومه المخفية المشبعة بالوشاية
عليها ، و المركزة بالتجسس .
لشدة إدمانه بنقل الأخبار طازجةً ، يهدد جليسه علناً - حتى لو ألصق
به تهمةً باطلةً - لإحالته إلى زوار الفجر .

لو لم يرتضي حمل الأوباش على كتفه منذ الصغر لما تضخمت موهبته
من ورم العمالة .
ولو لم يفرط في الركوع بضواحي بيئته المذلة ، لما امتهن الركوع في
الكبر ، او أتقن لغة التملق ، حرصاً على عدم الخروج من الأطر السائدة ،
مهما تنكر في هيئة متصوفٍ وطنيٍّ .

عجز الساقطون من نظرائه ، و الهابطون أخلاقياً من أمثاله على منافسته
في سرقة شمعة المبدعين و أنقياء القلوب . لجعل حياتهم سرداباً مكتظاً بالعتمة ، و فتح جروحٍ يبقى مفعوله سارياً للأبد ، لاستنارة حياته البائسة .

من ينابيع صدره الحقودة تتدفق أنهار الكراهية لحرق من لا يوافقه الرأي
، أو يسايره بأقل تقديرٍ .
يلبس ثوب البياض كثائرٍ يدعي المقاومة ضد الاستعلاء و الاستبداد ، لكنه
يبيد المستضعفين ، و يبقي المستبد . أو كمنشارٍ يقص الآخرين ذهاباً و إياباً ،
لكسب رضى ولي نعمته .
عاشق المظاهر الاجتماعية ، يتظاهر بالتباهي و هو مفلسٌ ، فارغ المضمون
إلا من اكتظاظ العيوب و العلل .

من المكابرة المزعومة يخفي زيف مشروعه المشبوه ، و لا يعترف بهزيمة
نفسه البائسة .
مشروعٌ لم يأتي من فراغٍ ، فهو لب ثقافةٍ مشبعةٍ بغبار التاريخ السلطوي العنفي .
و نتاج قحطٍ رهيبٍ لفكرٍ لا يحلم إلا بالسطوة و القهر ، و انتزاع الإنسان
من عالمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم