الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلا بالخميس: كيف أصبحتم أقل من العبيد؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2018 / 8 / 4
حقوق الانسان



قال واحد من المفصومين البطرانين المنتشين بنشوة السلطان والقوة والمال والحكم المكين وبآخر تصريح له أنه لا يوجد في بلده المنكوب المدمر بسبب الفساد أي فساد ولو فيها فساد لما "انتصرنا"(هم انتصروا على الشعب طبعاً)...
وأضاف: "أجد متعة بمحاربة الفساد"، هكذا...

فحين يخرج إلى الإعلام مسؤول علّاك مفصوم رسمي في واحدة من أكثر حقب التاريخ ظلاماً مظلمة، ويتصرف بتلك الصبيانية والتهريج والخفة والوضاعة وقلة الأصل والاستخفاف بالبشر والاستهتار بمصائرهم ولقمة عيشهم وظروفهم المزرية وبأوضاعهم الإنسانية المؤلمة والموجعة والتي تدمي الحجر لكن دون أن تحرك فيه خلجة أو ذرة شعور بشري نحوهم وينطق بكلمة تعاطف ومواساة اتجاههم ودون أن يشعر بوجع أي منهم كأي خنزير بري متحديا كل القيم والأعراف السائدة، متحدثاً بكل صلف وتعالٍ وغرور وعنجهية وغطرسة وهو يخاطب شعباً مكلوماً مقهوراً جائعاً يعيش تحت الحصار الخانق والجوع والفقر والقلة والتعتير وبحجة أنه يحكمهم بالبسطار والحديد والنار ووزراؤه أجهزة قمعية وشراذم فاشية متوحشة تحميه وتحمي تجرؤه على البشر ولا تتورع عن الفتك والبطش بكل من يتصدى لخنزرته ووساخته، ولكل من ينتقم لكرامة شعبه ويفضح إهانته لشعب كامل ومخاطبته له بدونية واحتقار وكأنه مجموعة من القطيع والحشرات والحمير الذين لا يفقهون ولا يفهمون ولا يتحسسون وبإمكانه أن يضحك عليهم بكم كلمة فهم بلا إحساس ولا عقل ولا كرامة لديهم ولا اعتبار لهم أمامهم وصاروا تحفة وفرجة البشر وأعجوبة التاريخ بسبب فساده وفساد حكومته وما عليهم سوى سماع وتصديق كل حرف مما يقوله هذا الخنزير المفصوم الخارج عن كل قيمة وخلق وأعراف مستخفاً بهم مستهتراً بكل واحد فيهم ولا يبالي بهم طالما هو يعيش مع "ربعه" وعصاباته عيشة الملوك والأباطرة وقد نهبوا ثروات البلد وصارت بجيوبهم وقد استباحوها من الباب للمحراب وعطلوا القانون والدستور وصارت ملكا خاصا لهم يتصرفون بها وبأهلها كما يريدون...نقول حين يخرج بهذه الطريقة فاعلم بأن هذا حقه وبأن هذا الشعب قد أصبح مجرد مماليك ومملوكين وأقل من درجة العبيد عند هؤلاء والحياة ترمهم ما زالوا أحياء عنده...(مرة قالها لي أحدهم: "هاي تاركين تعيش هون")..

وحين تدرك أنك المخلوق الأفقر في العالم الذي يعيش تحت كل خطوط الفقر المعروفة بالتاريخ وبدون قانون ولا دستور ولا أية حقوق ولا يتمتع بشيء من ثروته الوطنية التي تذهب وتتكدس في جيوب فئة قليلة وحواشيها فيما الغالبية العظمى تكابد الحرمان فاعلم بأنك أقل من عبد ولا تستحق العيش والبقاء والحياة التي منحتها لك الطبيعة ..
والسؤال الآن ماذا لو قام هذا الخنزير البري وغيره بهذه التصريحات المهينة والجارحة لشعب بأكمله في بلد فيه شوية عدالة ونذر من دستور وبقية قانون؟ لماذا فقط في هذا الجزء من العالم يحصل هذا الجموح والجنوح والمغالاة في البطش بالبشر وإهانتهم والحط من قدرهم والإساءة لهم بطريقة أو بأخرى؟ أين يعيش هذا المسؤول وسواه؟ هل هو فعلاً بملكاته العقلية وهل هي طريقة وأسلوب أخلاقي وحضاري ومدني أن يخاطب بشراً تحت عهدته وأمانته بهذا الاستخفاف والاستعلاء فقط لأنه يملك قوة إخراس وإسكات البشر ونفس هذه القوة تحميه من غضب الناس ومن تطبيق القانون والدستور عليه؟
هل يتجرأ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة