الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطباعاتي عن زيارتي للمملكة الأردنية (1/2)

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


انطباعاتي عن زيارتي الثانية للمملكة العربية الأردنية !؟
(الجزء الأول)
***********************************
الأيام الماضية كنت في الأردن مع عائلتي لزيارة احدى قريباتنا - شفاها الله - حيث تعالج هناك في أحد مستشفيات هذا البلد العربي الذي يتمتع بتقدم في مجال الطب وفق المعايير الدولية، وهذه هي زيارتي الثانية بعد زيارتي الأولى منذ أكثر من 20 عام والتي كانت عقب فراري بجلدي ومعتقدي بل وبعقلي من معتقل الجماهيرية العظمى بقيادة (صقر العرب الأوحد وملك ملوك أفريقيا!!؟؟؟) حيث همتُ على وجهي في عدة دول عربية قبل الاضطرار للجوء للغرب بعد أن ضاقت علينا أرض العرب بما رحبت!.

وانطباعي هذه المرة كإنطباعي أول مرة عن الأردن وهو أنني شعرت بأنني موجود في (دولة) بكل معنى الكلمة أولًا، وأن هذه الدولة الفرق بينها وبين ما يمكن أن نطلق عليه جدلًا ((دولة ليبيا)) فرق كبير جدًا !، وثالثًا أن الدينار الأردني أقوى من الدينار الليبي بل وأقوى من الجنيه الاسترليني والدولار!، وأن اقتصاد الدولة - ورغم أن الأردن ليست دولة نفطية - يدور بشكل حكيم وجيد، خصوصًا بالقياس للحالة الليبية منذ (عصر الجماهير المزعوم) بقيادة (العقيد القذافي) حتى اليوم بقيادة (الراكبين الجُدد!!)!!... الأمر الرابع - وهو ما شعرت به أيضًا في (المملكة المغربية) ولكنني لم أشعر به في مصر أو سوريا وطبعًا كذلك في ليبيا - وهو أنني - في الأردن أو المغرب - حيال (مجتمع طبيعي بمشكلات طبيعية)، وهو مجتمع هادئ ينمو بشكل (طبيعي) ببطء كما تنمو الأشجار العريقة التي تحاول بشكل عفوي التكيف مع ظروف ومتغيرات البيئة الطبيعية للبقاء والارتقاء!، أما في ليبيا أو مصر أو سوريا فإنك تشعر بأنك في وضع ((غير طبيعي!!)) بل مجتمع غير طبيعي وأعني (غير سوي)!!!، إذ أنك في مثل هذه ((الجمهوريات)) العربية إما أنك ستشعر كما لو أنك تتجوّل في معتقل سياسي كبير أو معسكر للجيش والأمن المركزي أو في أحسن الأحوال ستشعر أنك - لا مواخذة - كما لو أنك تعيش في (مستشفى) للأمراض النفسية والعصبية بل وربما للأمراض العقلية أحيانًا كما لاحظتم في ليبيا عقب ثورة فبراير التي حطمت سور (المستشفى الكبير) - أو بمعنى أدق (حقل التجارب النفسية والعقلية) - حيث تمكن (النزلاء) في لحظة جنون وغضب من قتل المدير العام لهذا المستشفى المزعوم وخرجوا للشوارع يهتفون ويحطمون ويتشقلبون ابتهاجًا بحريتهم!، ولا شك أن مدير المستشفى المزعوم ليس سوى مريض عقلي عربي - منا وفينا - لكنه ظل ينتحل دور دكتور عالمي بشهادة افريقية مزورة بلقب (حكيم افريقيا) !، فالناس في ليبيا وكذلك في مصر وسوريا والعراق وجدوا أنفسهم تحت ضغوطات هائلة غير طبيعية وهزات عنيفة جعلتهم بالمحصلة أشخاصًا غير طبيعيين!!، انظر حولك!، أي بإختصار تحس أنك في وضع (غير طبيعي) ومجتمع لا ينمو ولا يتحرك بشكل تلقائي وعفوي!!... هل السبب أن نظام الدولة في الأردن وكذلك المغرب ملكي برلماني دستوري مستقر ومستمر!؟ بينما في مصر وليبيا وسوريا نظام الدولة (جمهوري) مفتعل مصطنع غير حقيقي تحكمه عائلة أو قائد عسكري ورجال الأمن!؟؟... أعتقد أن هذا السبب بلا شك سبب أساسي في الفرق بين الممالك العربية خصوصًا البرلمانية وبين الجمهوريات العربية الموهومة والجماهيريات المزعومة!!، فالنظام الملكي البرلماني الدستوري هو الأنسب والأقرب لطبيعة العرب في هذا العصر وخلال عمرهم الحضاري والسياسي الحالي، أما النظام الجمهوري فالعرب قطعًا غير مهيئين له بعد، وإذا أقاموه مرة أخرى فسيكون وبالًا عليهم اذ سيكون مجرد نظام جمهوري شكلي واسمي مزيف ومصطنع يخفي وراءه إما حكم عائلة أو حكم العسكر وضباط الأمن أو يقوم على محاصصة طائفية وعائلية كما في لبنان وهي أهون أشكال الجمهوريات العربية!، وبالتالي سيستمرون في حالة الدوران غير الطبيعي حتى التوهان أو الشعور بالغيثان أو انفجار البركان مرة أخرى فيخربون بيوتهم بأيديهم في لحظة غضب وفوران!... وهكذا دواليك!.. دواليك!.

عمومًا لازلتُ أحاول فهم (سر قوة الدينار الأردني)، فقوة عملة البلد دليل على قوة اقتصادها، لكن من حيث المبدأ ونحو تكوين هذا الفهم الواقعي فإن الدولة الإردنية كما هو حال الدولة البريطانية تقتات بشكل أساسي على (جيوب المواطنين) من خلال منظومة الضرائب التي تزداد مع ازدياد دخل المواطن فضلًا عن دخل السياحة الترفيهية والطبية (*) ودخل الاستثمارات العربية في الأردن خصوصًا من خلال سلسلة المجمعات التجارية (المولات) الضخمة التي لم أجد لبعضها مثيلًا حتى هنا في بريطانيا كمثل (مول العبدلي)!، ولا ننسى التركيبة السكانية المتنوعة للأردن والتي ربما لها دور في هذا النشاط الاقتصادي والحراك التجاري فبالرغم أن الأساس في سكان البلد هم القبائل والعوائل الأردنية والتي أغلبها أصلها عربي بدوي وتمثل طبقة ملاك الأراضي الحامية للنظام الملكي، فهناك عدد كبير من الفلسطينيين المتجنسين بالجنسية الأردنية وسبقهم في التجنس جيلٌ من الشركس والشيشان الذين فروا من روسيا بعد الثورة الشيوعية عام 1917، هذا عدا العمال المصريين، ضف لهذا مجموعة من أنصار صدام حسين وأغلبهم من الأثرياء وكذلك أنصار القذافي الذين فروا للأردن بعوائلهم واستقروا هناك وبعضهم حصل على الجنسية الأردنية بالفعل معتمدين في حصولهم على حق الاقامة الدائمة على ما معهم من ثروة حملوها معهم من بلدانهم الأصلية وساهمت أيضًا في تنشيط الاقتصاد الأردني مع جملة العوامل الأخرى بالطبع!.
سليم الرقعي 2018
كاتب ليبي يقيم في بريطانيا
(*) ثمن تأشيرة الدخول للأردن 40 دينار للفرد وهو مبلغ كبير بالقياس للدولار كما أن الرسوم المرسومة على الأجانب - غير العرب - للدخول للأماكن السياحية الأثرية - باستثناء أثار أهل الكهف - باهظة جدًا، فمثلًا ثمن تذكرة الدخول لمدينة (البتراء) العجيبة لمن يحمل باسبورت أجنبي 50 دينار للزائر فضًلا طبعًا عن ثمن الوصول إلى هناك وثمن استعمال عربة للتجول في تلك الاعجوبة التاريخية!، فالدولة الأردنية - وبذكاء يشبه ذكاء الانجليز - تعرف من أين تؤكل الكتف!!؟













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو