الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


١٤ تموز :الثورة المغدورة

مظهر محمد صالح

2018 / 8 / 5
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


١٤ تموز :الثورة المغدورة
مظهر محمد صالح
شهدت ثورة 1958منذ اشهرها الاولى استقطابات وانقسامات مثلها انسحاب التيار القومي باكملة من التشكيلة الحكومية سواء بجناحه المدني او العسكري ،ما جعل المسار الثوري ذي غلبه على المسار الديمقراطي الذي سُحق تدريجياً تحت مطرقة العنف والعنف المضاد داخل اجنحة الجيش ومن ثم بين صفوف الاجنحة الحزبية المدنية المتناحرة.وهكذا اضطرت الدولة بغياب التمثيل الديمقراطي ان تتحول الى سلطة تدافع تدريجياً عن وجود النظام الجمهوري ولمصلحة فصائل وقوى بيروقراطية ومجموعات قومية وعرقية ودينية مختلفة متنفذة داخل جهاز الدولة الاداري والامني والعسكري .فضلاً عن ظهور بوادر الدولة الموازبة مثلتها القوى العشائرية المسلحة بدفع وتحريض من بقايا الاقطاع والدعم الخارجي او الاجنبي.ان انعدام الديمقراطية والتخندق في معسكر الدفاع عن مكتسبات النظام الجمهوري وقواه الفقيرة من العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة ادى الى فقدان انساق الاستقرار السياسي مولداً سلسلة من الانقلابات العسكرية بعد ان سبقها عدد من المحاولات الفاشلة خلال السنوات الاربع ونيف من عمر الثورة والتي نفذتها فصائل من الطبقة العسكرية الوسطى ضد حكومة الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم الذي اعدم بالرصاص في 9 شباط1963 .حيث ادت الى سلسلة انقلابات وافرزت مساراَ داكناً مفاده بان الثورة قد بدء اغتيالها بعد التشظي الطبقي في صفوف القوى الوسطى الوطنية كبرجوازية صغيرة وغياب المرجعية الاديولوجية فضلاً عن الانقسامات الحادة التي طالت صفوف الطبقة العاملة وطبقة صغار الفلاحين صاحبة المصلحة في ثورة تموز ( بعد ان اخذ الانتهازيون والرجعيون مصادرة مكتسباتها).فالانقسام صار عمودياً وعلى مستوى الطبقات ، جاء اولهما انقسام الطبقة الوسطى باجنحتها المدنية والعسكرية والتي سبق لها ان قادت الثورة بنفسها وثانيهما على مستوى العمال والفلاحين اصحاب المصلحة الحقيقية في البناء والتغيير الثوري. كما شهدت احزاب الطبقة الوسطى وتنظيماتها كافة حالة انشقاقات واسعة وادانة الاجنحة السياسية بعضها البعض في عدم التمثيل لجماهيرها او شرعيتها والتطرف بين اقصى اليمين واقصى اليسار بما في ذلك الحركات القومية والاشتراكية والدينية وغيرها .وتعمق الانقسام وامتد ليطال التنظيمات العسكرية نفسها التي فقدت هي الاخرى الشكل الهيراركي التي وحدها ووحد الطبقة العاملة والطبقة الوسطى معاً في خمسينيات القرن الماضي والذي قاد الى قيام الجمهورية الاولى للعراق بتماسك ونجاح عاليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص