الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تظلمني يا بُني كما ظلمني أخي!

عماد نوير

2018 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا تظلمني يا بُني كما ظلمني أخي!
_____________________________
التّرحم على البعث و على صدام نهج جديد لأبنائنا ممّن وِلدوا بعد سقوط الطاغية، و لأنهم وجدوا الحال مزرٍ في حاضرهم ترحّموا على ماضينا دون أن يعيشوا مرارته و لوعته و حرمانه و اضطهاده.
عانينا و مازلنا نعاني من حب الأخوة لجلّادنا و مُغيَّب كرامتنا، تفاخرٌ برمز و تباكٍ على رحيله يؤلم الجرح العراقي كثيرا، و يوسّع الهوّة التي يتحمل ردمها العراقيون وحدهم!
أي ثقافة عاطفية غير عقلية تلك! و أي تفكير غير سوي ذلك! فالحاكم الشرير الذكي ينال الدرجات العليا في قلوب العامة لأنه يعرف كيف يخدعهم بالطّرق المتاحة و التي توصله إلى قلوبهم بكل بساطة!
*هو رمز لأنه ضرب إيران، لكنهم شاركوا التجمُّع العالمي في طرده من الكويت و إذلاله، و المشاركة كذلك بأول هزيمة نكراء للجيش العراقي المغلوب على أمره من قبل طغيانه و ظلمه و جبروته.
*هو رمز لأنه ضرب إسرائيل فلم يُصْب مقتلا، في حين إنّ علم إسرائيل يرفرف عاليا في عواصمهم و سفارات الدولة الصديقة إسرائيل لا تُمسّ بأيّ أذى، فيما باركوا إبادة مدنا عراقية كاملة ليكون جلّادا قوميا بامتياز لا نظير له، مبرّرين ذلك بالحفاظ على بطل العروبة من مؤمرات الأعداء، دون الالتفات إلى العامل الأخوي و القومي و الإسلامي، فإن أنكروا كل ذلك، فالعامل الإنساني له نصيب في كل قلوب العالم المتمدّن غير الجلف المتصحّر.!
*هو رمز لأنه يبارك القضايا العربية و ينصرها، دون التحقيق بصدق النوايا، و الشعب العراقي بطل ينهض ملبيا نداء القائد الضّرورة، لكن المباركات على قدم و ساق لرمزهم حين عزل هذا الشّعب عن العالم أجمع، ثم دفنهم في مقابر جماعية ما بين حيّ و ميت، يرمي على جثثهم الطاهرة ضحكته المحبوبة لديهم مع أعقاب سجائره الفاخرة.! و ككل مرّة كان التفكير الساذج هيبة الدولة خير من حياة شعب بأكمله!

الشعب العراقي المسكين مبتلى إلى اليوم بثقافة الأخوة التي تمجّد بقاتل أخوانهم، في حين يلعنون غيره، و يبكون على ظلامة شعبه منه!
مالكم كيف تحكمون.
يقول العاقل اعذروهم فهم شعب عاطفي يُخدع بسرعة، و تخلد بذاكرته من يدغدغ مشاعرهم، فيجيبه المجنون: فلِمَ لا يلتفتون إلى العراقيين و لِمَ لا يدغدغ مشاعرهم كمُّ الحيف الذي وقع عليهم؟

الأبن الشّاب في العراق المظلوم
*لا يعني الظلم الذي تعيشه الآن مبررا لتمجيد عهد مضى، لم تشهده و لم ترَ تلك الحقبة التي عاشها أباك، لا يكفيك أن ترى غيرك ممن لم يعش مأساة أبيك يمدح و يثني على زمن الظلم الحقيقي الذي لا قياس له في كل العالم.
*كن منصفا مع عقلك، ارفض الظلم بكل أشكاله و في أي زمان هو و في أي مكان كان. *احترم شهداء العراق و دمائهم الزّكية، *احترم أمك التي عاشت في زمن ولادتك تطحن لك الشعير بالرحى اليدوية، فالقائد الضرورة كان أحمقا مجنونا لا يستحقّ التّرحم على زمنه، قدر البحث عن الخلل الذي جعلنا ننهج هذه الثّقافة المختلّة و البحث عن عقل يدرك حقائق الأمور.
ولدي العزيز
*حبّ بلدك دون الانجرار وراء شعارات زائفة غريبة ينكرها المنطلق و العقل السوي، فأنت طليعته و وجهه الصبوح، فلا تكن كالذي يحب النتانة لأنها مغلّفة بورق زاهٍ برّاق، و مثلك أيها المحمدي السومري البابلي لا تنال من عقله الجبّار مهازل القوم الرخيصة.
أحبك يا ولدي
وأبقى أحبك يا أخي.

عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عماد نوبر
نصير الاديب العلي ( 2018 / 8 / 5 - 23:47 )
لا تظلم الناس يا عماد فقد فاض الكيل هذا كانت لدي بعض الناس مشاكل مع صدام ونظامه لهذا لا يعني ان كل الناس كان لديهم مشاكل مع نظامه بينما اليوم كل الشعب بلا استثناء ينامون الامرين ومعدتهم خاوية قبل جيوبهم بينما ان صدام لم يفعل هذا
هل سالت نفسك قبل ان اكتب يا امي أين فلوس النفط أين ذهبت وابناء ااجنوب الأبطال حرروا نصف العراق المحتل من الدواعش أين قوة الفقراء والمعدومين
هل سالت نفسك ماذا تفعل ايران في البصرة وبغداد والمحافظات الشيعية
إذا احبة بضميرك حينها ستدرك الحقيقة وكنت اكتب حرام يريح ضميرك
انظر إلى حواليك وانتظر الى مصلحة الشعب والوطن قبل ان انظر إلى مصلحتك الانانية


2 - رد
عماد نوير ( 2019 / 1 / 2 - 07:53 )
لا مصلحة لي في النظام الجديد، كما لم تكن لي عداوة شخصية مع النظام القديم أو أحد شخوصه، الوضع واضح و جلي على الأرض و العاقل من يبصر الحقيقة دون مغازلة العواطف.
لست أنانيا كما تدّعي و لا أعتقد أني أميّ لدرجة عدم فقهي لما يجري في ساحة بلدي.
هي وجهة نظر من قناعة واقعية، لك تقبلها و لك رفضها بدون تجريح.

تحياتي..

اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات