الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


١٤ تموز /أمل الثورة الدائمة/الجزء الأخير

مظهر محمد صالح

2018 / 8 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


١٤ تموز /أمل الثورة الدائمة/الجزء الأخير


مظهر محمد صالح



حدث الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم نفسه وهو يتطلع الى صورة ذلك الصبي الصغير القادم من ارياف شرق دجلة وهو يحمل في تضاريس عقله حاسبة عملاقة قادرة على حل سلسلة رقمية وحسابية في ثوانٍ معدودات، والزعيم يردد في سره:ان نؤمن بالعلم ياعادل فهي القوة وراء خلود بلاد مابين النهرين وان نؤمن بالحكمة والادب والمعرفة، لكي ننعم بنضارة الحياة وننهل من رحيقها وان نؤمن بالشعب وثورة الاصلاح، لكي نعجل مسيرة البلاد نحو الكمال،فالحرص على تماسك الأرض والشعب هما عماد الوحدة ،وان النكسة ياعادل لاتجيء الا نتيجة لخلل يصيب وحدة البلاد ولكن مجد العراق وأمنه سيظلان يستحوذان على مشاعري بقوة .فعندما ظهر ذلك الطفل الموهوب عادل شعلان في برنامج العلم للجميع اتصل الزعيم عبد الكريم قاسم واهدى له جهاز تلفزيون تقديرا له،وهي هدية ثمينة في حينها. ذهب عادل شعلان في اليوم التالي الى مقر الزعيم في وزارة الدفاع ،وحين عرف الزعيم بان عادل شعلان قد حضر شعر من فوره بالاحراج امام مدير مكتبه وقال لمن معه: أليس بالامكان تأجيله حتى نهاية الشهركي اتسلم راتبي ومن ثم اعطيه الهدية؟.مرت السنوات حتى منتصف سبعينات القرن الماضي يوم كُلفت بتدريس مادة مبادئ الاقتصاد الجزئي لطلبة قسم دبلوم التعاونيات الزراعية الوجبة المسائية في الجامعة المستنصرية، فوجئت حينها ان عادل شعلان هونفسه من بين اولئك الطلاب، وعندما ادى امتحانه الفصلي الاول كانت اجابته على الاسئلة الامتحانية ليست بالمستوى المطلوب وكانت نتيجته منخفضة جداً.حدثني في انتهاء الدرس شاب طويل القامة ريفي اللكنة بسيط المحيا قائلاً: يااستاذ انا عادل شعلان الذي يوصف بعبقري الرياضيات ولكن سوء الحظ سلط علينا عدواً اسمه الافكار فغزانا من الداخل وعبث بمجدي العقلي أيما عبث وانتهيت الى ما انا فيه الان. توقفت امامه ومن دون ان اجيبه وانا اتذكريوم وقف عادل شعلان امام مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم بانتظار هديته ، وامسكت بقلمي لاستمد القوة مستوحياً الرضا والانتصار للرافدين متذكراً ايمان الرجل الراحل بشعبه ، وكيف اتسمت حياته بالكفاح الطويل والنزاهة وعاش فقيرا ومات فقيرا، فاستبدلت درجة عادل المنخفضة تلقائياً بدرجة عالية اكراما له.ختاماً،
فمثلما رحل الزعيم عبد الكريم قاسم رحل عادل شعلان ..ولكن أمل الثورة الدائمةً لن يرحل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟