الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك حقيقة قاطعة عن أصل الكون المرئي؟ - 1 -

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2018 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنالك رؤيتين متباينتين كلياً عن الأصل الذي أوجد كوننا المرئي أو المنظور، الأولى علمية والثانية ثيولوجية. الأولى عقلانية دنيوية بشرية تقبل الخطأ والصواب وقابلة للتطور، وتستند على معطيات علمية ونظريات ومعادلات رياضياتية وعمليات رصد ومشاهدات فلكية وتجارب مختبرية وبالرغم من ذلك فهي ليست قاطعة ومطلقة. والثانية تستند على مسلمة الإيمان ، وهي غيبية ماورائية تدعي أنها منزلة من السماء في نصوص إلهية مقدسة لا تقبل الطعن أو النقاش أو المراجعة والتمحيص، لأنها إلهية المصدر نقلها الأنبياء والرسل عن الله ، وهي قاطعة ونهائية ومطلقة وثابتة لا تتغير و لا تتطور. الأولى تقول أن الأصل هو مادة مكونة من جسيمات أولية لا متناهية في الصغر تتحرك وتتفاعل وتتجمع في تركيبات متنوعة لتخلق هيئات أكبر فأكبر وتخضع لقوانين فيزيائية جوهرية كالجاذبية الكونية أو الثقالة الكونية والقوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة. والثانية تقول بأن الأصل نشأ عن إرادة ربانية أردت أن تخلق الكون " من العدم؟" بطريقة " كن فيكون" ومع ذلك استغرق الله ستة أيام لخلق الكون بما فيه من سماء وأرض وشمس وقمر وليل ونهار وكائنات حية وجماد ونبات وحيوان وبشر ، وقبلهم ملائكة وجن ، كما ورد في الكتب المقدسة أو المنزلة وهي العهد القديم أو البابيل أو التوارة ، والعهد الجديد أو الأناجيل، والقرآن. يقول رجال الدين والمؤسسات الدينية في كل مكان على الأرض، أن الرؤية الثانية هي الصحيحة ، وهم لا يؤكدون ذلك فحسب، بل يفرضونه بالقوة تحت التهديد والترغيب والتلويح بالعذاب الدنيوي" كمحاكم التفتيش السيئة الصيت" والوعيد بالعقاب الآخروي والتهديد بعذاب جهنم والنار الخالدة والجحيم لمن لايؤمن بذلك.
ووفق طرح الثيولوجيين بمختلف مشاربهم، لم يكن العالم موجوداً منذ الأزل ، الله وحده هو الأزلي وكان موجوداً وحده و لا شيء غيره، فهو الوجود الكلي المطلق. وفي لحظة ما قرر الله أن يخلق الكون، ويعتقد هؤلاء الثيولوجيين أن الله خلقه " من العدم" وهذا يعني ضمناً أن هناك شيء إسمه" العدم" كان موجوداً إلى جانب وجود الله ، ولا ندري هل هو من خلقه أيضاً أم لا، أي هل العدم جزء من ملكوت الله أو مستقلاً عنه؟ والحال أننا نعرف ، علمياً، أنه لا يوجد شيء إسمه " العدم" إلا في صيغ ومفاهيم فلسفية. وبالتالي لا يمكن لله أن يأخذ شيئاً من شيء غير موجود. والتفسير الوحيد الممكن والمقبول ، من وجهة نظر ثيولوجية ودينية بالطبع، هو أن الله أخذ جزءاً من ذاته وصنع منه الكون.
من جهة أخرى يقول الثيولوجيون أن الله يتصف بالكمال والتمامية والكلية، وما يؤخذ منه كجزء لا بد أن يكون ذا صفة كلية تامة وكاملة وتتصف بالكمال، على غرار الكل الأصلي، والحال أن رجال الدين والمؤسسات الدينية تعترف بأن العالم المادي الظاهر لا يتصف بالكمال والتمامية بل يشوبه القصور والنقص. ويقولون أيضاً أن الله خلق بحرية وبكامل إرادته هذا الكون بما فيه وبما يحتويه، وبالتالي فهو مسئولاً عنه وعن النتيجة والهيئة التي ظهر بها هذا الكون المرئي، أي هو مسئول عن خلقه، وإذا كان هناك ثمة نقص فالمسؤولية تقع على عاتق الصانع أو الخالق. مثلما يقولون أن الله خلق للإنسان العقل لكي يختار ولكن إذا أخطأ العقل في اختياره فمن المسئول عن ذلك الاختيار؟ العقل أم من خلق العقل؟. يؤكد رجال الدين أن الشر مصدر الشيطان أو إبليس وأتباعه ، لكنهم يتجاهلون حقيقة أن الشيطان أو إبليس وأتباعه هم مخلوقات خلقها الله بنفسه ، لكنهم تمردوا عليه وعصوا أوامره مما جعلهم يعيثون فساداً في الكون الذي خلقه الله وتضليل مخلوقاته وبعلمه " لأنه يعلم كل شيء" كما يقول الفقهاء ورجال الدين، فمن غير المعقول أن الله لا يعرف سلفاً بنوايا جزء من ملائكته ، وعلى رأسهم إبليس ، وبالتالي يحصل الإغواء الشيطاني للبشر بموافقة ضمنية من الله لأنه قادر على منعهم عن ممارسة الشرور ضد البشر لو شاء ذلك، ولو لم يكن موافق ضمنياً لما أتاح لهم ذلك ومنحهم القدرات الخارقة لإتيان الأعمال الشريرة وجر البشر للعصيان والكفر وممارسة الشر. فإما أن يكون الله لم يرد منع الشر أو إنه لم يستطع ذلك وعجز عن منع ظهور الشر، ففي الحالة الأولى يكون مسؤولاً عن الشر ، وفي الحالة الثانية تنتفي عنه صفة الكمال والكلية والقدرة اللامحدودة، وهذا ما يرفضه الثيولوجيين ويتهمون من يقول به بالكفر والزندقة. ولقد ورد في الإنجيل أن الله لم يمنع وقوع الشر. :" قال الملك"يسوع" لمن على يمينه ، تعالوا أيها المباركون من أبي خذوا المملكة التي أعدت لكم منذ بدء الخليقة ، وقال لمن كان على يساره ، إبتعدوا عني أيها الملعونون في نار جهنم الخالدة التي أعدت للشيطان ومن تبعه من الملائكة ". فمنذ خلق العالم يكون الله قد خلق السماء وفيها الجحيم أي أن المهندس الأول الخالق يعرف مسبقاً كما يقول الثيولجيين، أن هناك من بين مخلوقاته " من بين أبنائه" من سيتمرد عليه ويعصيه ، من ملائكة وبشر وحدد سلفاً من سيذهب للنار ومن سيذهب إلى الجنة ولم يفعل شيئاً لمنع العصاة والمتمردين ، لكن ذلك جعل نتاج خلقه ناقص وغير متقن، وإنه أعد النار الخالدة منذ البدء للذين دنسوا عملية خلقه ، وهم من مخلوقاته في نهاية المطاف. وعندما يواجه رجال الدين والمؤسسات الدينية بهذه المفارقة يردون بكلمة" هذا سر الله الغامض أو هذا لغز لا يعرف جوابه إلا الله. ومن أهم الألغاز التي يعجز الثيولوجيون الإجابة عنها أو شرحها وتفسيرها وتبريرها هو وجود الشر وتغلغله في ثنايا الوجود الإنساني والبشري وقد يتعدى التبرير حدود الأسطورة، فلا يمكن لرجال الدين إنكار وجود الشر لكنهم حائرون في البوح عمن خلقه ولماذا، فالله خلق النفس الأمارة بالسوء ومنح الشيطان القدرة على الهيمنة على البشر ونشر الشرور بينهم. وقد يحتج البعض أن الله خلق العقل وحباه بالذكاء وملكة التفكير وحرية الاختيار، حسناً وماذا لو اختار العقل الذي خلقه الله طريقاً مغايراً لما أراده الله ورسله وأنبيائه؟ فمن المسؤول هل هو العقل أم الله؟ فالعقل لم يخلق نفسه بنفسه كي يكون مسؤولاً عن اختياراته بل هو من صنع الله . وهل نجح آلاف الأنبياء والرسل في صناعة جنس بشري عاقل يستطيع التمييز بين الخير والشر؟. فماذا يقولون عن مئات الألوف من الحروب بل لعلها ملايين منذ ظهور النوع الإنساني وحتى بعد تحوله لحالة البشر العاقل الواعي؟ وماذا عن جرائم القتل والذبح والتمثيل بالجثث واكل الموتى في المجاعات وغيرها؟ هل ينكر المؤرخون أن البشر اعتادوا على أكل البشر في الكثير من حقب التاريخ البشري والفتك بشعوب كاملة وإبادتها بإسم الله والدين؟
النصوص الأسطورية والحقائق العلمية:
كلما حقق العلم تقدماً وإنجازاً في عالم المعرفة والبحث عن حقيقة الكون، كلما تبين أن ذلك يتعارض ويختلف كلياً مع ما جاءت به الأديان السماوية والوضعية، وروته من قصص عن موضوع خلق الكون والكائنات ، ولتفادي هذه الهوة وتهدئة ذوي العقول المضطربة والحائرة تقد بعض رجال الدين وأنصاف العلماء بموضوعة الإعجاز العلمي المقحم في القرآن وأبرزوا الآية التي تقول أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ( الانبياء 30) فما هي العلاقة أو الصلة بين نظرية الإنفجار العظيم والرتق والفتق بين الأرض والسماء؟ السماء بنظر الكثير من الفقهاء ورجال الدين هي القبة أو الغطاء الفوقي الذي يغطي الأرض والحال لا توجد سماء بل يوجد فضاء في كل مكان بين المجرات والنجوم والكواكب، وفوق الأرض وتحتها وعلى جانبيها ، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها. هل كان محمد وصحابته قبل 1500 سنة تقريباً يعرفون أن الكون المرئي نشأ عن انفجار نقطة لامتناهية في الصغر عرفت بالفرادة الكونية، وصاغوا هذه المعلومة بآية وفسرها المفسرون على أنها عبارة عن فصل بين السماء والأرض وتقسيم السماء إلى سبع سموات، وكذلك الأرض. الحقيقة العلمية تقول أنه لم يكن هناك سماء و لا أرض عند حدوث الإنفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة وليس خمسة أو سبعة آلاف سنة. بينما يذكر النص الديني أن الفتق حصل لكينونتين موجودتين أصلاً ومندمجتين ببعضهما أي كانتا بمثابة " كتلة" واحدة وتم الفصل بينهما ورفع السماء وأبعدها عن الأرض { اللَّه الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَات بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا الرعد 2}، ومن ثم يستطرد النص القرآني في وصف ما طرأ على السماء والأرض من تغيرات وتطورات وتعديلات لا علاقة لها بما نعرفه عنهما من الناحية العلمية، أَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ( النازعات 31) ولكن في أية أخرى تناقضها يقول فيها النص القرآني إن الله خلق الأرض وأكمل أقواتها ثم استوي إلى السماء وهي مجرد دخان فسواها سبع سماوات (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " سورة البقرة 29)
أحتاج تكون الأرض إلى 4 مليار سنة أو أكثر وتقول الآية أن الله خلق الأرض في يومين من ألأيام الستة التي احتاجها الله لخلق الكون برمته:" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ( فصلت 12) أي انه خلق الأرض وأكمل التعديلات عليها في أربعة أيام ثم استوي إلى السماء وسواها ورفع سمكها وهذا يناقض الآية الأولى ( النازعات 31 ) التي تذكر انه عدل السماء ثم رجع يعدل الأرض ( والأرض بعد ذلك دحاها )ويناقض أيضا آية ( الأنبياء 30) في كونهما مخلوقتان ثم فصلهما كما يقول ! بمعنى انه خلق السماء والأرض ثم قام بالتعديل ( الفتق ) رغم انه في موضع آخر هنالك تسلسل في الخلق والتعديل ( الأرض ثم التعديل ( الأقوات ) ثم السماء ثم التعديل ( رفع السمك ) حسب تسلسل آية فصلت 12. أما التوراة فقد سبق القرآن بهذه الأطروحة الخرافية عن نشأة الكون والإنسان من خلال سلسلة من الأسفار الأسطورية لا سيما سفر التكوين الذي يتحدث عن الخليقة وكيف خلق الله العالم والإنسان في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع ففي :" ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ : ﺧﻠﻖ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ:ﹶ ﺧﻠﻖ ﺍﳉﹶﻠد ﻟﻴﻔﺼﻞ ﺑﲔ المياه وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ والنباتات وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ والنجوم وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﺎﻣﺲ: خلق ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: خلق ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ وفي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺔ الله ، كما جاء في كتاب الباحث في التاريخ القديم الدكتور خزعل الماجدي تحت عنوان " أنبياء سومريون : كيف تحول عشرة ملوك سومريين إلى عشرة أنبياء توراتيين؟. ولقد فصل الدكتور الماجدي مقتبساً نصه من التوراة ، في عرض عملية الخلق كما وردت في العهد القديم : في البدء خلق الله السماوات والأرض . وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله: ليكن نور، فكان نور . ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً ، وكان صباح يوماً واحداً وهكذا يستمر الله في عملية الخلق وبعد الانتهاء من خلق النباتات والفصل بين الليل والنهار ثم خلق الحيوانات ، يقرر خلق الإنسان في اليوم السادس ، والذي خلقه على صورته ليسود على باقي الكائنات الموجودة على الأرض وسماه آدم ومن ضلعه خلق له زوجة أنثى سماها حواء ثم يروي لنا باقي الأسطورة عن الجنة والثعبان وإغرائه لحواء بأكل الثمرة المحرمة من شجرة المعرفة أو شجرة الشر والخير، فطردهما الله من الجنة بسبب هذه " الخطيئة " قبل أن يأكلا من شجرة الحياة ويحصلا على الخلود فعاقبهما الله وطردهما من الجنة ، التي لا ندري أين توجد هل في السماء أم على الأرض"، وجعلهما على الأرض ليكدحا فيها من تعبهما. عاقب الله آدم وحواء والحية التي قال لها :" لأنك فعلت هذا أنت ملعونة من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك" لماذا الحية وليس أي حيوان آخر؟ وكيف تسللت إلى الجنة بدون علم الله؟ وبأي لغة تحدثت مع حواء لتغريها؟ وهل هو الشيطان تنكر بهيئة الحية ليغوي حواء ، وإذا كان هذا ما حصل فما ذنب الحية لكي تعاقب؟ هذه هي صورة الخلق الرباني التي لا يمكن للعلم أن يقبلها وللعقل أن يتبناها ويصدقها.
نظرية الانفجار ليست قاطعة لكنها أفضل ما تقدم به العلم عن هذا الموضوع لحد الآن، وبالإمكان نقدها وتفنيدها بالأدلة العلمية ومن الممكن أن يكتشف العلماء نظريات أخرى في تفسير خلق الكون فماذا سيكون موقف القرآن حينئذ؟ هل سيتشبث بصحة النظرية لأن " الإعجاز العلمي للقرآن " أقرها؟ لا بد من إعادة النظر وتمحيص مصداقية ما روته الأديان وكتبها المقدسة من قصص وأخبار وأطروحات أحاطتها بنوع من الهالة المقدسة والغموض المتعمد والرهبة من مناقشتها أو محاولة دحضها أو التشكيك بها تحت طائلة التكفير. والحال أن أغلب تلك النصوص الدينية مأخوذة، إن لم نقل مسروقة، من نصوص قديمة سبقتها بآلاف السنين أنتجتها حضارات قديمة كالسومرية والأكدية والآشورية الكلدانية والبابلية في بلاد ما بين النهرين والفرعونية المصرية وهي نصوص وثنية أفرزتها أديان لحضارات سبقت التوحيد، ما يعني أن النصوص الدينية المقدسة ليست منزلة بل موضوعة ومؤلفة من قبل بشر.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال للاستاذ جواد
بشارة خليل قـ ( 2018 / 8 / 14 - 01:26 )
تقول ان-الأصل هو مادة مكونة من جسيمات أولية لا متناهية في الصغر تتحرك وتتفاعل وتتجمع في تركيبات متنوعة لتخلق هيئات أكبر فأكبر- اي نظرية نشوء الكون هذه؟
الم تقول نظريه الانفجار العظيم ان الزمكان بدأحينها وما قبل كان العدم؟ كيف تقول بوجود جسيمات قبلها؟

تحياتي لك


2 - الكتاب المقدس هو تاريخ الشعوب القديمة
مروان سعيد ( 2018 / 8 / 14 - 08:30 )
تحية للاستاذ جواد بشارة وتحيتي للجميع
الكتاب المقدس هو جزئين عهد قديم وعهد جديد العهد القديم هو تاريخ ويوجد به كلام الله وكلام البشر يعني مثلا موسى شاهد رؤية وهي الخلق وكما تعرف حضرتك لم يكن هناك تدوين وتناقلت القصة شفهية وبعدها دونت ولكن مع ذلك فالقصة مشابهة للعلم
شاهد ظلمة رهيبة وبعدها نور عظيم وبالوان رائعة ينتشر بكل مكان ماذا تريد ان يسميها في ذلك العصر هل يسميها الانفجار الكبير ويشرح نظرية الكوانت

وكيف عرف موسى ان الارض كانت خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة
وارجع للعلم ستجده يشرحا كما يلي ومن الويكيبيديا
كوكب الأرض في البداية
كانت الأرض كوكب مظلماً، عديم الحياة، بدلاً من الماء كانت الحمم الحمراء الساخنة تتدفق عبرسطح الكوكب، والبراكين تنفث غازات سامّة إلى الغلاف الجوي البدائيّ، ليتحوّل من كوكب ناريّ الى أرض صلبة جميلة، وهواء نقي نتنفسه، وماء يغطّي
ثلاث ارباعها
https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6
وهذا هوالرابط
وكيف عرف موسى ان الارض كانت قطعة واحدة وان المياه بالطرف الاخر وبعدها تشكلت القارات
يتبع رجاء


3 - سيدي الكريم بشارة
نيسان سمو الهوزي ( 2018 / 8 / 14 - 08:50 )
الكلام جميل بالرغم من تكراره من قبل الكثيرون ولملايين المرات ولكن هو هو الفرق لا يتغير ! يعني هناك نظرية علمية قابلة للنقاش والتفسير ووووووووالخ يقابلها خرافات وهمية وثنية جاهلية توارثها أصحابها من التخلف الذي سبقهم فتشبثوا بها كما يتشبث الغريق بخشبة في النهر ولا يمكن التخلص منها خوفا من الهلاك !
هنا تبقى المسألة الى متى يبقى المتخلف متشبث ومتى سيتم سحب الخشبة من تحت أيديه وماذا سيكون مصير المتشبث ! هنا يأتي دور العلماء والمثقفين من امثالكم لبذل جهد جبار واستثنائي لسحب الخشبة دون غرق المتشبث بها ! لانه علميته بغرقه سيمتنع عن ترك الخشبة ومهما كانت النتيجة لهذا عليكم إيجاد وسيلة لسحبها وفِي نفس الوقت انقاذه !
طبعا تعي ما اعنيه وانكم سيد العارفين ! بدوري رغبت من زمان عن الكتابة في تلك العملية الإنقاذية وها انك تذكرني بها مرة اخرى فاعتقد سأعود الى تلك القصة المهمة جدا !
لقد استمتعت كثيرا بكلمتك الرائعة هذه . تحية وتقدير


4 - اسف يوجد خطئ بالمصدر ليس من الويكيبيديا
مروان سعيد ( 2018 / 8 / 14 - 08:53 )
وليس مكتوب باللوح المحفوظ وليس منزل كما يتوهم الاخوة المسلمون ونتابع الرؤية للتكوين
نعم اليابسة كانت بناحية والبحر كان بالناحية الاخرى ومن نفس المصدر
فرضية مراحل تكون الأرض يرى العالم فينغيز أنّ الأرض تكونت ككتلة واحدة، ومن ثمّ تعرّضت للتصدع والانكسار ومن ثمّ انقسمت الى أجزاء أخذت تتباعد لتكون فيما بعد أقسام الأرض بمراحل عديدة هي: المرحلة الأولى: اليابسة كانت كتلة واحدة تدعى بانجيا يحيط بها الماء. المرحلة الثانية: أخذت الكتلة في الإنقسام الى جزأين أو كتلتين، كتلة في الشمال تعرف باسم لورسيا، وكتلة في الجنوب تعرف باسم جندوانا.

إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6
واريد من حضرتك اين قال الكتاب المقدس ان عمر الابشرية 9 الاف سنة اعتقد انك لم تقراء ابدا الكتاب المقدس
يا استاذ الكتاب المقدس هو مثل فيلم من الانسان الاول وكيف كان لايعرف الخطيئة مثله مثل الحيوان او القرود وكان عاريا يعني داروين لم ياتي بشيئ جديد الى تطور البشرية خطوة خطوة اي من الهمجية الى التمدن والرقي ايام السيد المسيح ووصاياه
مودتي


5 - تعليق على المقال
صباح ابراهيم ( 2018 / 8 / 16 - 15:12 )
نظرتقول ايها الكاتب :
لا يمكن لله أن يأخذ شيئاً من شيء غير موجود. والتفسير الوحيد الممكن والمقبول ، من وجهة نظر ثيولوجية ودينية بالطبع، هو أن الله أخذ جزءاً من ذاته وصنع منه الكون
تعليق :
بما ان الله قادر على كل شئ و لا يعجزه شيئا و يمكنه ان يخلق شئ من لا شئ ، فهذا الكلام (لا يمكن لله أن يأخذ شيئاً من شيء غير موجود) غير منطقي .

الكاتب افترض ان الله اخذ جزء منه وخلق منه الكون . وهذا افتراض من الاساس خاطئ وبلا دليل منطقي ، ولا يجوز ان يبني على هذا الخطا فرضية اخرى . ويقول ان المخلوق الناقص سببه الخالق .


6 - كنت شبه متأكد ألا جواب عندك
بشارة خليل قـ ( 2018 / 8 / 17 - 17:59 )
استاذ جواد انا اسف ان اقول لك انك خذلتني
كنت اعتقد ان هنالك تطور لنظرية البيج بانج لم اكن ادر به
عزوفك عن الاجابة عزز قناعتي ان التعصب الايديولوجي موجود عند غير المؤمنين تماما مثل المؤمنين بالغيبيات. تماما الفناتيزم يؤدي الي لي اعناق النظريات العلمية
بما يخدم ايمان الطرفين من المتعصبين , ذاك ايمانه الاعمى بالغيبيات والاخر بعدم وجود ما هو غير محسوس
الامانة العلمية انت اعلم مني باهميتها ولا اضيف حرف

سلامي لجميع الاخوى المعلقين
ولك


7 - توضيح
د. جواد بشارة الكاتب ( 2018 / 8 / 17 - 18:16 )
الأخ بشارة قليل المحترم تحية وتقدير
لا يوجد لدى العلماء شيء إسمه التعصب الآيديولوجي لأنهم لا يدعون إمتلاك الحقيقة المطلقة كما هو حال رجال الدين والمؤسسات الدينية في الأديان التوحيدية الثلاثة التي تكفر من لايتفق معها وتعاقبه في الدنيا إن تمكنت من ذلك وتعده بعقاب أبدي في الآخرة . أولا لم اقل أن هناك جسيمات أولية قبل البغ بانغ أو الانفجار العظيم وهذه نظرية تعرضت للتطوير على مدى قرن من الزمن وأكثر ودخلت عليها مفاهيم كالتضخم والتسارع وفرضيات ماقبل الانفجار العظيم الخ كما دخلت عليها تحسينات بفضل النظريات العمية كالنظرية المعيارية للجسيمات الأولية ونظرية الأوتار الفائقة ونظرية الكموم أو الكوانتوم ونظرية تعدد العوالم الخ.. وعليك ا، تنتظر الحلقات القادمة من هذه الدراسة أو الإطلاع بنفسك على كتب عديدة بلغاتها الأجنبية الانجليزية والفرنسية والألمانية أو المترجمة وهي متوفرة في الأسواق والمكتبات إذا كنت حقاً راغبا في البحث عن الحقائق العلمية ولديك فضول علمي أنا لا أؤمن بالغيبات على الإطلاق وعقلي علمي وليس خرافي لكني منفتح على أية فكرة أو معلومة جديدة وأؤكد لك أنه لا وجود للفناتيزم في العلم


8 - استاذ نيسان انا من المعجبين بكتاباتك
بشارة خليل قـ ( 2018 / 8 / 17 - 18:19 )
استاذ نيسان انا مؤمن بوجود الكائن السرمدي
وادري ان نظرية الانفجار العظيم غير مريحة للملحدين لانهم يريدون ان تكون المادة-الطاقة هي الكائن السرمدي , لكن العلم ينفي هذا على الاقل لهذه اللحظة
اكن كل احترام لغير المؤمنين ولي افراد من عائلتي واصدقاء ملحدين لكني احارب اللف والدوران
انا قبلتي هي الحقيقة مهما كانت

تحياتي لك


9 - صحيح لا يوجد فاناتيزم بالعلم
بشارة خليل قـ ( 2018 / 8 / 18 - 01:26 )
لكن هنالك فناتيزم في الايمان بعدم وجود ما ورائيات لدرجة تأويل النظريات العلمية كما استشف من قرائة مقالك: محور المقال هو نشأة الكون وحضرتك تقول بالحرف -الأصل هو مادة مكونة من جسيمات....- ماذا تقصد بكلمة الاصل غير ان هذه الجسيمات هي البداية؟ بينما تعلمنا نظرية الانفجارالعظيم الا وجود لاي شيء مادي قبل الحدث وبالتالي كيف للعدم ان يوجد مادة كجسيمات اولية منها تطور الكون؟
اعلم علم اليقين الا اجابة علمية على هذا السؤال
انت ادرى مني ان العلم والثيولوجيا لا يبحثان نفس الموضوع لهذا استفزني عرضهما على انهما كذلك وانهما يتعارضان
هذا كل ما هنالك واشكرك بصدق على اهتمامك بمداخلتي

اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي