الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءة في رواية إحكي يا شهرزاد للروائية نسيبة السعدي

علاء نعيم الغول

2018 / 8 / 16
الادب والفن


إضاءة في رواية "إحكي يا شهرزاد" للروائية نسيبة السعدي
بقلم: علاء نعيم الغول

شهرزاد الأنثى ،،، وكفى!
رواية مفعمة بالمعاني والتفاصيل الواعية لقضايا الحب والخيانة والهزيمة واستمراء الشعور بالعجز وتبريره. هي مزيج من انهيارات عاطفية ونفسية يصعب أن تحدد فيها من المتهم ولماذا حدث كل هذا الصخب في تجاويف القلوب المهزومة. كل الشخصيات مطعونة
ومخذولة ولم أجد بينها شخصية هامشية؛ جميعها محورية وناضجة وجاهزة معرفياً ومتمرسة في التعاطي مع مفاجآت خيانية تضاف إلى سجل حافل بالذكريات المؤلمة ولم أجد بطلاً إلا الوقت المتمثل في فكرة الزمن الذي يتشكل في مكان ليس معروفاً بعينه في الرواية وهو لا يعكس أجواء الف ليلة وليلة التي نعرفها ولكن بعطينا الإحساس بأننا أمام حكاية ينعدم فيها المكان والزمان ولكن هنا الأمر مختلف مع أن "شهرزاد" إشارة غير مباشرة توفر المساحة والوقت على القارىء وتنقله إلى ذلك العالم السحري دونما شرح إضافي وتفسيرات وهنا أجدني أمام مصطلح ما يسمى ب Chronotope أو بالعربية الزمان-المكان أو تجاوزاً الزمكانية وهو مصطلح أوجده الناقد الروسي ميخائيل باختين لتوضيح العلاقة غير المنفصلة بين الزمان والمكان ولو أعدنا قراءة الرواية بتمعن أكثر سنجد اللغة تسبح في عبارات ومفردات زمانية تعكس حالة من الأسر في الماضي من جهة والإحتماء به من جهة أخرى وكأنه يشكل انفصاماً نفسياً حفر عميقاً في الشخصيات فأصبحت تبحث عمن كان معها في الماضي والزمن نفسه ولم نجد في النسيج الطويل لهذه الحالة الشعورية إشارة للبحث أو الوقوع في تجربة جديدة مع شخصية جديدة لا تمت للماضي بصلة هم جميعهم في قفص واحد متهمون يتعثرون بركام بعضهم البعض وهذا التعثر تنتشله اللغة المليئة بالوعظ والحكمة والتجارب المستخلصة وهذا يذكرني بأضعف مسرحيات شكسبير وهي الملك جون King John التي أغرقها بالوعظ وهذا ما فعلته نسيبة في السرد والذي بدوره أفقد الرواية الاعتماد على الحدث كمكون رئيس في الوصول إلى المعاني والعبر دون الاتكاء على الخبرة الجاهزة للشخصيات. أعجبتني شخصية شهرزاد على أساس أنها الراوي العليم ترتكز عليها بقية الشخصيات المحورية وعودة إلى مفهوم الزمكانية أجد أن المكان رغم أهميته قد تم تجاهله كمحرك مفصلي في تشكيل النسيج العام للعمل ككل وهذا الإغفال ينتج عنه تعزيز الشعور بالوحدة والتلاشي في أروقة الزمن البعيد الذي برعت الروائية في جعله حاضرا تقريبا في كل صفحة وعبارة كأننا نشتمه كجسد تمدد على سرير الخيانة وفاحت منه غريزة البحث عن حماية ولو هشة للتماسك والاستمرارية. ومع هذا كله تقدم هذه الرواية عملاً يستحق القراءة وتستحق الروائية المتابعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع


.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية




.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما