الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين وثقافة الاستعباد والاستبداد والقهر والتركيع والدعوة لعودة اللاجئين السوريين

فتحي علي رشيد

2018 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


.

كان زعماء ملوك أوروبا الرجعيين في القرن التاسع عشر يعتبرون روسيا القيصرية الحامي الأكبر لهم , في حين كان يعتبرها الثوريين والديمقراطيين في أوربا بمثابة قلعة للرجعية والاستبداد في أوروبا والعالم , لأنه كان لها دور كبير في دعم الملوك في قمع الثورات الديمقراطية التي قامت بها شعوب أوروبا بعد عام 1848 لاسقاط الأنظمة الاستبدادية في أوروبا , والتي شكلت يومها وسميت ب " ريبع أوربا " . وهذا مايذكرنا بما فعلته بثورات الربيع العربي . حيث لعبت روسيا القيصرية الجديد ة في عهد بوتين , دورا حاسما في دعم الأنظمة الاستبداية العربية ـ خاصة في سوريا وفي إعادة انتاجها . والخطورة الكبيرة غير المنظورة نجمت من كون روسيا اليوم , ورثت ما انجزته الشعوب السوفيتية من تقدم صناعي وحربي كان من المفترض توجيهه ضد الامبريالية ,ولكن تستخدمه -القيصرية الروسية الجديدة لاستعباد وتدمير وقهر الشعوب الثائرة في كل مكان في العالم .بدءا بأبخازيا واوسيتيا مرورا بأوكرانيا وانتهاء بسوريا .

ربما لم نكن نكترث كثيرا للتنسيق اليومي القديم بين لافروف وكيري وومن ثم بين نتنياهو وبوتين , ولا لجولات لافروف على كل من الأردن ولبنان وتركيا الهادفة إلى إقناع حكومات تلك الدول بممارسة أشد أنواع الضغط والقهر والحرمان والتعتيروالاذلال على اللاجئين السوريين بما يرغمهم على العودة إلى حضن النظام المجرم . لكن أن يكون عنوان جولة الرئيس الروسي بوتين العظيم على بلدان أوروبا ,"إقناع حكومات أوروبا ـ خاصة ألمانيا , بضرورة العمل والضغط على اللاجئين السوريين ـ بالذات ـ بهدف إعادتهم إلى حضن النظام بعد أن مكنه بوتين من قمع الثورة السورية فذلك أمرا يتطلب التوقف والنظر . فلو كان حريصا وحنونا على السوريين لما قام وساهم أساسا ـ بترحيلهم عنوة وقسرا . وكان من الممكن أن نصدقه لو لم يكن لنا عقل ,أو بقية من ذاكرة .لايمكن أن تجعلنا ننسى ماقام به الجيش الروسي من عمليات تجويع وحصار وقتل وتدميروترحيل قسري لنصف الشعب السوري وانقلاب هلى جميع الهدن للاتفاقات التي أبرمها .

ولو كان حريصا عليهم لما قام وساهم بتهجيرهم أساسا , ولما اضطر للدعوة لإعادتهم .مما يدفعنا إلى الاعتقاد أن الحرص على إعادتهم قسريا تهدف إلى إعادتهم لحضن النظام والاحتلال الروسي بهدف تركيعهم وإذلالهم أكثر .وما يجعلنا نؤمن بذلك هو أن العقلية الاستبدادية والقمعية لبوتين وللجيش والمخابرات والشرطة الروسية والتي مارستها ضد الشعوب الروسية لن تتغير طالما أن بوتين مازال يحكم روسيا , ولن تكون رحيمة بالشعب السوري .

وهنا أوجه للرئيس بوتين رسالة أقول له فيها "إذا كنت رحيما باللاجئين السوريين وصادقا فيما تعلنه حول حرصك على إعادة السلام والحياة الطبيعية للسوريين .فالأحرى بك قبلا أن تعمل لإقناع صديقك " نتنياهو" بإعادتنا نحن اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارنا التي هجرنا منها منذ سبعين عاما " .

20/08/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا