الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية والحاجات الانسانية

قاسم محمد حنون

2018 / 8 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الماركسية والحاجات الانسانية
ليست الماركسية كلية الجبروت وشاملة لتفسير التاريخ والطبيعة والعالم . كما يدعي اهم زعمائها بتصوري. بل هي اجابه لجزئية تاريخية منقوصه لم يتربص لها او يكتشفها غيرها. حيث كان الانسان ومن خلال ممثليه تاريخيا من الفلاسفه والانبياء وسحرته, يؤكدون على عوالم اخرى غيرى الانسان بجسده الواعي الغير مفصول من الرأس.اي ماوراء العالم المنضور والمعلوم والمحسوس. فوضعوا الالهه ووحدوها وتكاثرت ونمت بالوعي البشري ومخيلته عبر المجرى التاريخي للبشرية . حتى جائت العقلانية والعقل والتفكير من ذات الانسان وحسه اتجاه العالم. دون الخضوع لكائنات فوقه. وبدات المثالية تسود والتفكير والعقل وقدرة وسيطرت الانسان لفهم وادراك هذا العالم.وكان شوط طويل وتضحيات ومساجلات نورة وكلفت البشرية والعلماء من الكثير وهو تحول تدريجي قاسي ضروري للتطور الذي نشهده اليوم بعالمنا الفلسفي والعلمي والكوني.. حتى تكون جيشان من البشر ماديين ومثاليين وانشطر منهما مدارس اخرى صحفية مفسرة ومرددة ومجتهده من منطلق المدرستيين تلك. نبعت الماركسية من احدى تلك المدارس المادية بثوب جديد واجتهاد جديد كان قد طرأ قبلها لكن ليس كمنهاج بل كاحلام ومقتطعات. ربما بسبب طبيعة التطور الصناعي والتقني وولوج نظريات اخذت مساحتها من الفضاء الاجتماعي الفكري وخاضت معاركها ولكن بسلاح له ادواته وجمهوره وجنوده ومناصريه. فضهرت نظرية التطور ونظريات اخرى. دفعت بالماركسية للتصدي بقوة وجراة لاعلان ماديتها الاحادية وديالكتيكها العالمي للطبيعة والتاريخ والمجتمع. كانت ثوريتها تتجلى بان كل شيء يفنى ذاته ليتطور الى ذات اكثر رقي بشكل معقد ولكن اكثر تطورا كحالة حتمية . وصراع الاضداد والشيء ونقيضه والصيرورة الفاعلة بدون ارادة سلبية او فاشية بل اراده طبيعية. بمعنى ان ساق الزهرة واوراقها تتطور من البذرة والحبة, حيث تتلاشى البذرة بهيئة تطور عبر اوراقها ساقها دون ان تمر فاس لقطعها. انه تطور طبيعي وتدريجي وهو حي لاموت فيه ولانهاية. بل هنالك سماد للتطور يرفض ان يكون سماد خلف هذا التطور وهذا هو العقل المثالي الذي يرفض الموت ولايتحمله فيتخيل عالم اخر ويد خفية تتجسد بالطبيعة نفسها وفوقها. كما يقول سبينوزا؟ ان الماركسية تؤمن بالفاعلية والاصرار البشري عبر ارادته لمواجهة الطبيعة. وكذلك لمواجهة التناقض والصراع الاجتماعي. الذي افرز ثورية الراسمالية البرجوازية والتي نبعت من عمق الاقطاعية ونبلاءها وتقاليدها وايدلوجيتها. ونمت باحشائها وتصادمت مع تقاليدها وافرزت علاقات وقوى اخرى ايضا نمت تقاليدها وايدلوجيتها عبر نفس الصراع اليومي القائم. وافرزت البرجوازية صراعها مع طبقة اخرى نمت هي ااخرى باحشاء الطبقة المسيطرة الجديدة وايدلوجيتها وتطور الصراع ومازال بمولوده الجديد اجتماعيا ولكنه يقترب سياسيا ويبتعد عبر الارادة الثورية للتغيير التي تحققت ادواته ومادته وتقاليده وايدلوجيته والتجارب كثيرة لهذا الصراع القائم ايضا. والطريق مازال شائكا والصراع على اوجه ومحتدم جدا. وياخذ اشكال ولبوس اخر بفعل الصراع الفوقي الايدلوجي الذي تسيطر عليه وتتملكه البرجوازية العالمية من خلال سيطرتها على بيروقراطية المؤسسات ااعلامية والعنفية والابناك والتعليم والربية والمؤسسات الدينية الكبرى. ان معرفة العالم بالنسبة للماركسية هي حسب المقولة الشائعة. افعال الناس هي من تحدد مساراتهم وعلاقاتهم. وليس الصورة والادراك والفكرة. لان تلك الخصائص هي غير موجودة فيزيائيا بالزمكان. فالفكرة ليست مادية. نعم انها نستطيع ان ننظر الى تلافيف الدماغ والدماغ كله. لكن الفكرة لاوجود مادي لها. الا بفعل الممارسة والسلوك والابداع والعلم والتكنلوجيا والعلماء. لذلك تعتمد الماركسية على الممارسة وليس على الصورة والتامل كما ينطلق هيجل والمثاليين وجمهور كبير مازال يعتقد بالعقل والوعي. وليس الواقع الاجتماعي والوجودي الموضوعي للعالم النتغير بفعل تطوره عبر الممارسة ووسائل الانتاج التي تفرضه الحياة نفسها وذاتها. للك يقول ماركس اذا اردت ان تتعرف على مجتمع ما بتاريخ ما. فلا تعتمد على القصص الشعبية والاساطير وتصوراتهم. بل عن وسائل انتاجهم وانعكاسها على حياتهم. فكلما تتطور تلك الوسائل من الخارج يتطور الانسان والمجمع من داخله. وهذه هي العلاقة بين المادة والوعي والروح والطبيعة واولولية واسبقية المادة على الفكر والوعي . فاينما تجد تطورا ما. تقول ان الانسان هنا وعقل ما كان هنا. ان التجريد هو انعكاس لواقع وشكل مادي حتمي وليس تجريدا بمعنى التجريد. ومن هنا يكون للخيال المجرد قيمة. كما تكون للبضاعة قيمة عندما تكون قيمة استعمالية ومنفعية. لايمكن ان تتخيل عروس البحر او نصف حصان وراس انسان دون ان ترى الانسان ووجهه. فالانطباع عن تلك المجردات هو لاقيمة له لكنه ايضا لاياتي من الخيال المجرد من دون واقع لصورة الانسان فيزيائيا. ان التصور القديم بفعل غياب الممارسة والادوات هو الذي جعل كثير من افلاسفه يدركون ان العالم مرتب عضويا بدون الرجوع الى الخصائص والتنوع المحدد. فمثلا كانوا يعتقدون ان طعامنا مكون من شعر واسنان لكن بذرات صغيرة بالعالم. وهكذا تنشيء اسناننا ومكوناتنا. كما يحث اليوم باننا مكونون من النجوم عبر ذرات غاية في الصغر وغير متناهيه. ان التحول الكمي الى نوع اخر هو ذاتي عبر تحولات ومتناقضات وليس بفعل المحيط حيث نموت اذا كان اي جسم خارج المحيط الذي يتغذى منه وهو ارتباط عضوي عام. لذلك مفهوم نفي النفي يواجه النسبية. وهو ليس من نابع من تصوراتنا او ايدلوجيتنا. بل بالواقع الحياتي المتغير. حيث هنالك عملية نفي لاتنتهي لكل حقيقة سنصل اليها عبر الممارسه والبحث والدرس والتجربة. فالحقيقة المطلقة هي في الواقع المنفي لواقعه وليس عدم الوصول الى حقيقة. ان عدم معرفة العالم رغم الاعتراف بتناقضاته هو عودة للميتافيزياء والركون والاستسلان ودعوة لعدم قدرة الانسان والانسان الاجتماعي بمغرفة هذا العالم كي يتسنى له تغييره. ان الثورات الاجتماعبة هي برهان ساطع على اهمية القفزات الجبارة في تطور المجتمع.وهناك قفزات لاتتم الا خلال وقت طويل . وربما تستغرق زمنا طويلا في تطور المجتمع(كالثورة الاشتراكية العالمية مثلا) يقول انجلز ان زمن تلك الخرافة التي كانت تعزو الثورات الى الحقد الذي تحمله حفنة من المحرضيين, قد ولى منذ زمن بعيد." لقد قدر لينين قانون وحدة وصراع المتضادات ف لديالكتيك الماركسي. معرفا نظرية التناقضات بنواة الديالكتيك وجوهره. وهي تلك القوة المحركة للتطور, الكامنة في اساس انتقال التبدلات الكمية الى كيفية, في اساس القفزات من الوضع القديم الى الجديد, في اساس حركة الوجود الابدية التي لاتعرف الكلل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو