الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفاق المصطلحات

بولات جان

2018 / 8 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


نفاق المصطلحات
هنالك مقولة كالتالي: " في الحروب تكون الحقيقة هي أول الخاسرين".
تخسر الحقيقة في الكثير من المجالات و خاصة تحت وابل من القصف الكثيف للمصطلحات المقلوبة، الكاذبة و الديماغوجية.
يمكن القول بأن هنالك جريمة فكرية تحدث يومياً بحق الحقيقة و خاصة في يومنا الراهن.
تتحول الأكاذيب المقولبة و الحقائق المقلوبة عبر مصطلحات تقصف بها عقول الناس إلى عاصفة من التشويش و الرياء و تهدف إلى اجهال الناس و حيونتهم و تحويلهم إلى قطيع من الحمقى.
القائد أوجلان و عبر الكثير من كتبه و مرافعاته و أطروحاته الفكرية أشار إلى خطورة المصطلحات على قلب الحقائق و خداع الناس و تحوير التاريخ و تزوير الواقع و ارجاع الانسانية إلى عصر من الجاهلية. فها هو يقول :" هل ثمة حدود للأضرار التي تتسبب بها وثنية المصطلحات الفسيحة التي لا نهاية لها؟ ". و في مكانٍ آخر يقول: " المصطلحات ليست بريئة في قلب الحقائق".
و حينما نسقط هذه الحقيقة على الحالة السورية سوف نجد مصطلحات كثيفة مليئة بالنفاق و الاكاذيب و الخديعة. الحرب السورية طيلة سنواتها العجاف أظهرت المئات من المصطلحات المخادعة التي كانت تغطي على الكثير من الأكاذيب و الفظائع و الحقائق الصادمة. فكم هي فضفاضة و منافقة و مسببة للتشويش و الجهل و خداع الجماهير تلك المصطلحات الفسيحة و الفضفاضة و المنمقة. فالحرب السورية عادة تبدو و كأنها حرب المصطلحات التي لم تكن بريئة في هدر الدم السوري و تدمير المستقبل و تفتيت المجتمع.
لنذكر بعض تلك المصطلحات:
- السيادة الوطنية.
- الوحدة الوطنية.
- حق المواطنة.
- الإرادة الشعبية.
- الدولة الإسلامية.
- المجاهد.
- شاهد عيان.
- خبير في الشؤون...
- المجلس الوطني.
- الجيش الحر.
- الحرائر.
- الأكراد الملاحدة.
- جبل التركمان.
- الخطوط الحمر.
- حمص خط أحمر. حماه خط أحمر. درعا خط احمر. حلب خط أحمر.
- الأمن القومي التركي في سوريا.
- الشرفاء الكورد.
- أصدقاء الشعب السوري.
- المصالحة الوطينة.
- حضن الوطن.
- الثوار في أدلب.
- المحاكم الشرعية.
- الدولة المدنية.
- التحرير، الاحتلال، اعادة التحرير، اعادة الاحتلال.
- المستقلين الكورد.
- الناشط.
- قائد جبهة حمص في غازي عنتاب.
- ......
و هنالك المئات من المصطلحات الأخرى التي غزت بكل صفاقة و فظاظة على عقول الجماهير و تم قصفها بشكلٍ مكثف عبر منابر الإعلام المحلية و الاقليمية التي ساهمت بشكلٍ سيء جداً في تحوير الحقائق و تزوير الواقع و الوقائع.
ولا زالت قصف المصطلحات مستمراً دون تباطئ في المنطقة، ولا زال الجهل يستشري و الغباء يتفاقم و الادعاءات الكاذبة تتكاثر دون مواربة أو خجل.
سيكون من الصعب جداً أن تحمي عقلك من حالات القصف المركز للمصطلحات التي تستهدفنا دون توقف. فكم هي صعبة الحفاظ على الحقيقة حية و كريمة و مؤثرة تحت غزوات المصطلحات الظالمة و المظلمة.
لكن الاحتماء من غزوة المصطلحات ليست بالمستحيلة و ليس انتصار الجهل و النفاق حتمياً؛ بالرغم من أنه صعبٌ جداً أن " تكون صوت الحق في زمن الباطل"، لكم يمكن التشهير بالباطل بلا توقف و تعريتها و السعي إلى تحذير الناس من تلك الاكاذيب البرّاقة و الحقائق المقلوبة. المحاكمة العقلية و تشغيل المنطق و ابتاع النهج العلمي و كذلك الحذر و الريبية في التعامل مع تلك المصطلحات كلها ستكون عوامل مساعدة في مواجهة جيش الكذب و النفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل