الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بد من فك الارتباط بين الاسلام الاوروبى و اسلام الشرق الاوسط!

سليم نزال

2018 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تحدث الرئيس الفرنسى الاسبق جاك شيراك عن الاسلام الاوروبى اعتقد البعض ان الامر بدعة, و اعتقدت ان الامر وصف لواقع موجود او فى طريقه الى التشكل .القول ان الاسلام واحد فى كل مكان كلام فارغ يكذبه العلم و حقائق التاريخ.و لا يوجد على الكرة الارضية دين واحد هو ذاته فى كل مكان و زمان ,و نفى هذا الامر يشبه تماما نفى قواعد علمية راسخة مثل قانون الجاذبية.المسلم او اى دين اخر فى افريقيا مثلا ليس هو ذاته فى اسكندينافيا و سواها حتى و ان كان هناك بعض المشتركات الدينية الاساسية .
.البشر يعيشو ن فى مجتمعات مختلفه لها تاثير على طرق تفكيرهم و سلوكهم بما فى ذلك التفكير الدينى . و مفهوم الامة الاسلامى مفهوم غامض يجب ان ياخذ بالمعنى الرمزى و ليس السوسيولوجى لان الامة هى الشعب الذى يعيش فى دولة واحدة و فى ظل اقتصاد واحد و قوانين واحدة و هو مفهوم ينطبق على شعب واحد بوجود عقائد مختلفه.
و انا اعتقد انه عاجلا ام اجلا لا يمكن لللاسلام فى اوروبا الا ان يتاثر بالمنهج العقلانى الاوروبى و ينتج اسلاما غير ذاك الموجود فى الشرق الاوسط؟
من غير المعقول ان يظل الاوربيين المسلمين مرتبطين برجال دين متخلفين فى السعودية و سواها يقدموا فتاوى بدائية على شاشات الانترنت و الفضائيات و ان يكونوا قدوة للمسلمين فى اوروبا .. الاوربيون المسلمون يعيشون فى مجتمعات متقدمة و فى ظل ظروف و قوانين تختلف عن تلك الموجودة فى الشرق الاوسط . و لا يمكن مقارنتهم بمجتمعات الشرق الاوسط .

اعتقد ان هناك سببين اساسيين يحولان دون تطور منهج اسلامى عقلانى فى اوروبا ,الاول هو نسخ اسلام الشرق الاوسط ,سواء عبر تبنى المنهج الاكثر تشددا فى الاسلام الامر الذى يحول دون ظهور اسلام حديث يتجاوز كل الصراعات الاسلامية التاريخية التى لا تقدم و لا تؤخر .و السبب الثانى التدفق الهائل من الاجئين من الشرق الاوسط بحيث ان النخب الليبرالية المسلمة التى ولدت او عاشت طويلا فى الغرب اصبحت ضعيفة التاثير امام هذا المد الهائل القادم الحامل فى الاغلب فكرا دينيا ضيق الافق .

ففى الاعوام العشرين الماضى جاء عشرات او مئات الالاف من العرب و غير العرب من المسلمين الى اوروبا و الغالبية لم يزل تعيش الى حد كبير على هامش المجتمعات الغربية .و قد ظهر بينها تيارات متشددة لا عتبارات عدة منها اشكالية الهوية خاصة لدى جيل الشباب و عدم قدرة الاهل فى تقديم تربية متوازنة لهم, و منها رفض المجتمعات الاوروبية (بدون تعميم) لهم خاصة فى ظل تصاعد مد اليمين العنصرى و الاسلاموفوبيا, و منها تاثير الفضائيات الدينية القادمة من الشرق الاوسط .

مثلما برز هناك نخب عقلانية لكنها محدودة التاثير و ليس لها صوت .و كذلك برزت نخب انتهازية فى اوروبا همها نقد الاسلام ليس من من منظور نقدى علمى بل من اجل الحصول على امتيازات فى الغرب الذى يرحب عادة بهؤلاء و يقدمهم كابطال و التى اسميتها سابقا بظاهرة سلمان رشدى.
اما عن سبب ظهور ظواهر ارهابية من بعض الشباب الاوروبى المسلم فهو امر يحتاج الى قراءة ثانية ليس وقتها الان .لكن اعتقد انه حان الوقت ان يتشكل اسلام اوروبى يتبنى المنهج العقلانى الامر الذى يسهل انخراط المسلمين الاوروبيين فى اوطانهم الجديدة .و لا بد من خوض معركة فكرية مع هذا النهج و هى معركة ليست سهلة لاسباب عدة لكن لا بد من خوضها و كسبها و دحر الفكر المتخلف فى نهاية المطاف . و اعتقد ان بوسع الاسلام الاوروبى متى تحرر من الهرطقات الحالية ان يلعب دور جسر تفاهم بين العالم الاسلامى و اوروبا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على