الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حملة الانتخابات العامة في السويد

كفاح حسن

2018 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عن حملة الانتخابات العامة في السويد
الضيف يكره الضيف الآخر..
خلال تجوالي في القرى الجميلة الكردية و اهلها الطيبين في ثمانينيات القرن الماضي.. اعتدنا على تناول وجبات أكلنا من خلال توزعنا على بيوت القرية، و مشاركة اهل البيت في وجبتهم.. و غالبا ما تكون من البرغل المطبوخ مع معجون الطماطة، أو الجبن الكردي المخمر ( جاجي).. و أحيانا يصادف جلوسنا في البيت في انتظار الطعام ان يأتي ضيوف من مجموعة اخرى، ليشاركوننا في وجبة الطعام الشحيحة، بسبب تعرض معظم القرى إلى حصار اقتصادي صارم، و اعتماد أهالي القرى الفقراء على مواردهم الزراعية المحدودة. و طالما نقابل الضيف الآخر بعدم الارتياح..
و في أحد المرات انتبه أحد المضيفين في قرية كله شين الخيلانية في سهل حرير إلى ذلك، فقال لي ضاحكا بأن هناك مقولة شعبية شائعة عندهم .. و تقول بأن الضيف لا يحب الضيف الآخر..
لقد تذكرت هذه الحالة و انا اتابع الحملة الانتخابية الحامية في السويد استعدادا ليوم التصويت الانتخابي في الأحد القادم.. حيث هناك من ضمن الأحزاب المشاركة في الحملة الانتخابية حزب قومي سويدي معادي للأجانب اسمه سفاريا ديمقراط.. و هذا الحزب لديه جذور عنصرية و نازية و يبني سياسته تحت شعار السويد للسويديين. و استطاع هذا الحزب أن يحصد نتائج مفاجئة في الانتخابات البرلمانية و المحلية السابقة.. حيث حضي بدعم السويديين المتذمرين من سياسة الدولة في خفض سقف المساعدات لهم..
و لكنني شاهدت في الحملة الانتخابية الحالية في مناطق مختلفة في ستوكهولم، انضمام عدد متزايد من أبناء المهاجرين إلى الحملة الانتخابية لهذا الحزب القومي ، و في عدد من البلديات حوت قوائم مرشحي هذا الحزب على أفراد من عوائل المهاجرين..
انا احترم اختيارهم الحر للوقوف إلى صف حزب قومي يرفع شعارات عنصرية ضد عوائل هؤلاء المرشحين الأجانب.. و لكنني أجده امر يتناقض مع مشاكل و هموم المهاجرين في السويد، دون التفريق مابين المهاجرين طائفيا او عرقيا او دينيا..
طبعا يستفاد الحزب القومي من انتساب أبناء العوائل المهاجرة إليه لكي يبرز نفسه بأنه حزب وطني بعيد عن جذوره العنصرية و النازية.
و لكن هل يستطيع أبناء العوائل المهاجرة من أن يؤدوا دورهم المستقل داخل هذا الحزب العنصري ام سوف يتحولون إلى بيادق يستخدمها هذا الحزب في سياسته العدائية ضد المهاجرين.. و هؤلاء يذكرونني بالأعضاء غير العرب في حزب البعث.. و الذين كانوا اكثر عنفا ضد أبناء جلدتهم من الأعضاء البعثيين العرب..
و استمعت لتبريرات عدد من الأعضاء الأجانب في هذا الحزب القومي العنصري، و ما وجدت في حديثهم سوى هجوم على المهاجرين الآخرين من اعراق او أديان او طوائف اخرى.. يتهمونهم بأنهم يأكلون حراما من اللقمة المخصصة لهم.. انه نفس الموقف اللا إرادي الذي كنا نجابه به الضيوف الآخرين الذي يشاركوننا في مائدة الطعام في القرى الكردية..
و قد لاحظت ان عدد من هؤلاء الأعضاء الأجانب يعودون إلى عوائل مفككة، ينغمر الآباء و الأمهات في استغلال نظام الضمان الاجتماعي السويدي، أو منغمرين في شبكات المتاجرة بالبضاعة المسروقة.. حيث لا يستحوا من تشجيع السراق على مواصلة جرائم السرقة المكروهة..
و يأتي انتماء الأبناء إلى الأحزاب العنصرية كرد فعل للفساد العائلي الصارخ
و على أية حال.. فأنني أرى الأجانب المنتمين للحزب القومي العنصري .. اراهم ضحايا فقدوا هويتهم و يحاولوا استعادتها بطريقة خاطئة..
ان جميع العوائل المهاجرة في السويد تعيش ظروف معاشية صعبة و عليها أن تتكاتف لتحسين وضعها المعاشي.. و قربها من الأحزاب اليسارية السويدية سيساعدها في إيصال صوتها إلى المجتمع السويدي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ