الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النائب بين حربين الذات والمكسب

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


النائب بين حربين الذات و المكسب

صراع الخير والشر في داخل الإنسان صراع أزلي ، قوتان داخليتان تتصارع فيما بينهما ، وكل قوة تودي بنا إلى طريق، أمام الفلاح والنجاح ، أو إلى التهلكة والفشل ، ليكون أمامه تحديا كبيرا ( الجهاد الأكبر ) أمام ينجح في مهمته أو يخسر الكثير ، وكلاهما لهما تبعات على نفس الإنسان وعلى أسرته وعلى المجتمع ككل .
ملذات الدنيا لا تعد ولا تحصى ، وكل واحدة منها يسعى البشر للحصول عليها لكي يتنعم بيه،وهو حقا مشروع لا غبار عليه، وواحدة منها المنصب ، لكن في المقابل أن لا يتسبب للغير بمشاكل بسبب ملذته ، ولا يكون سببا مباشر في حرمانهم من الحصول على ابسط حقوقهم ،بمعنى حققت غايتك واجعل الفائدة تعم على الكل .
انعقد جلسة البرلمان الأولى المفتوحة ، كان هناك صورتان أو مشهدان ، الأولى تكرار بعض الوجوه القديمة والثانية ظهور الوجوه الجديدة التي دخلت قبة البرلمان العراقي لأول مرة ، ولعل الحديث عن الوجوه القديم ، لا يقدم ولا يؤخر شي ، لتكون كل الأنظار متجهة نحو الشخصيات الجديدة ، وبصيص من الأمل لدى الناس أن تحقق لها ما فشل بيه الآخرون .
في اغلب أوقات الجلسة الأولى معظم النواب الجدد كان الصمت المريب يسودهم ، ولم يتحدث البعض منهم بحرف واحد ، ومنها من تكلم ولو لدقائق معدودة جدا .
لو جاء دورهم في الجلسات القادمة لكي يبدأ مشوارهم البرلماني ، كيف يكون حديثهم وخطابهم ، وهي في حقيقية الأمر لحظة تاريخية للنائب ، يجسد موقفه بين حربين المكسب و الذات.
حرب المكسب بطبيعة الحال ستكون التحدي الأولى لكل نائب ، فبين الشعور بالنجاح والفوز بالانتخابات ودخول البرلمان ، ليكون أمام النائب مكاسب معنوية ومادية كبيره جدا ، رواتب مجزية وحمايات وسيارات فاخرة ولقاءات تلفزيون ، ستنعكس عليها أما سلبا أو ايجابيا .
وبين حرب الذات والملذات ، بمعنى كل ما تقدم لا يؤثر عليه في أداء ما هو مطلوب منها رغم كل هذه المكاسب والتحديات والمخاطر ، ويتحمل عبء المسؤولية كاملة ً،ليكون لها مشروع إصلاحي يخدم الناس ، بعيدا عن أي حسابات أخرى ، أنما هدفه الأولى و الأخير يحقق ما فشل بيه الكثيرون .
ليكون أمام النائب خياران لا ثالث لهم ، حاله كحال السابقون ، تحقيق مكاسب تخدم أحزابهم أو مصالحهم الشخصية ، وأطلق التصريحات والوعود الكاذبة ، التي أثبتت زيف ادعاء الكثيرون ، ويكون أسير لدى أصحاب السلطة والنفوذ.
وبالعكس يكون طريق عكس طريق الحاكمون تماما ، ولا يكون لهم لا عبيد ولا أسير ، لسان حالها يعبر عن مشاكل الناس وهمومهم ،عندما يرفع يده للتصويت على قانون ما يكون من اجل الوطن وأهله ، و عندما يكون العكس يكون كسد من اجل عدم اقره ، ويقف موقف صلبا شجاعا ويرفع أعلى صوته منددا رافضا لأي قانون لا يخدم البلد،مهما بلغت الصعوبات أشدها ، لتكون رسالته خدمة أهل البلد ، وليحمل تطلعاتهم بغد مشرق .
رسالتنا إلى نوابنا الكرام لا تنسونا شعوبكم المظلوم الذي يتحسر على شرب الماء ولا تنسونا دماء خيرة شبابنا الأبطال، مهما كان عدوكم قوي ، تذكروا مواقف أبى الأحرار الإمام الحسين كيف انتصار ، انتصر بحرب الكلمة قبل حرب السيف .
ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل