الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيدرالية .. الحل القادم

عائشة اجميعان

2018 / 9 / 6
القضية الفلسطينية


في عالم السياسة, لا شي ثابت, ولا شي مستحيل, ولا علاقة على خط مستقيم, فالثايت هو المصلحة, وفي سياسة الاقوياء, الحق ما يقوله القوي, او بالاحرى ما يفرضه القوي, فكيف اذا كان القوي هو احد مصادر استمرار حياة الضعيف ؟
تلكم المسلمات التي تعلمناها وعرفناها وعايشناها, ولكن أليس للضعيف ما يقوله؟؟؟ بلى , اذا كانت لديه الارادة, وفي حالتنا ...لا ارادة.
امريكا هي القوة الاعظم, وربيبتها اسرائيل, وكلفتها على امريكا اقل من كلفة حاملة طائرات تجوب البحار(هكذا وصفها الرئيس ريجان), واعادها يعقوب ميردور, وزير اسرائيلي سابق, والفلسطيني يعيش على المساعدات التي تؤديها امريكا, او التي تسمح للغير بان يؤدوها الى الفلسطينيين (الى حين), فكيف يعارض الفلسطيني قرار امريكا؟ خاصة وان القيادة الفلسطينية تتماهي مع الخطة الامريكية (الصهيونية), بصرف النظر عن المقاطعة الحالية.
خطوات جادة ,منتظمة الوقع, سريعة الايقاع, مقسمة على مراحل, تسير كل مرحلة منها تحت مسمى يبعد الانظار عن الترابط بين المراحل, على طريق تشييد (الشرق الاوسط الجديد), بعد عقد من (الفوضي الخلاقة ), التي اتت ثمارها, بـ (الربيع العربي ), حيث احدثت الخلخلة في بنية الانظمة الحاكمة للمنطقة, واشغلت كل دولة او مفردة من المفردات بنفسها, واستخدمت بعض المفردات, لهدم ما كان يسمي النظام العربي, والغت عملياً اية رابطة تربط, او كان يراد لها ان تربط, بين دول او مفردات المنطقة, كبوادر توحد, واستهلكت موارد المنطقة ومخزونها, حتى باتت اغني دول المنطقة ضمن طابور الدول المستدينة من مؤسسات المال الدولية, والتي هي اذرع الصهيونية العالمية للسيطرة على العالم, وهدمت ودمرت ما يحتاج الى عقود من البناء لاعادة ما كان, ناهيك عن تريليونات الدولارات, التي تمنى الاذرع العالمية نفسها, بوقت اقتسام كعكة اعادة البناء والتعمير, - وهو شكل من اشكال السيطرة والاحتلال الغير مباشر اضافة الى الاستفادة من الاعمال - وتعقد المؤتمرات لتقاسم الغنيمة, حتى قبل ان يهدأ غبار الدمار, حتى وصلنا الى (صفقة القرن) او بالاحري صفعة القرن, وهي اخر سلسلة المراحل – حاليا - ولن تكون الاخيرة, فلا يزال هناك الكثير حتى يتم اكمال بناء المشروع.
اذن .. فالشرق الاوسط الجديد , والتي بدات ملامح بنيانه, تعلو على الارض, من خلال تكريس المركز واعادة هيكلة الاطراف, فالمركز هو القلب من البناء الشرق اوسطي , وهي اسرائيل , ولكن ليس بشكلها الحالي, فقد تبرع السخي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للمركز, واطلق اليد الاستيطانية لتقطيع تواصل ما تبقى من الضفة الغربية, وصولاً الى خلط وتماهي الفلسطيني مع الاسرائيلي, بما يمنع جغرافياً, اقامة دولة فلسطينية متواصلة, ولكن هل سيطرد الفلسطينى؟! بالطبع لا فهو ضروري للعيش القادم لمصلحة (السيد), ولكن كيف سيعيش على نفس الارض دون دولة, وقد اعلنت الدولة اليهودية الخالصة لليهود على نفس الارض, وكيف سيصنف الفلسطينى او الاسرائيلي ؟؟
ثم كيف يفسر القرار الامريكي الاخير باعتبار اللاجئين الفلسطينيون هم فقط نصف مليون , والغاء حق اللجوء عن بقية الشعب الفلسطيى في بلاد اللجوء.
فيما يبدو ان النقاط بدت تظهر فوق بعض الحروف, فاقامة الفيدرالية بين فلسطين والاردن , قديمة جديدة, وكأنه متفق عليها ضمناً, لكن ما هو وضع الكيان الفلسطينى الذي سينضم الى الفيدرالية وهو اقل من دولة, ليس غريباً - على غرار الاقاليم الملحقة بالدول الكونفيدرالية - وكيف ستسمح اسرائيل باقامة فيدرالية تشكل قوة جديدة في القلب منها والى جوارها؟؟
تقتضي المنطقية والعقلانية قبل السياسية, السماح مقابل الفائدة, فقد تسمح اسرائيل بالفيدرالية الفلسطينية الاردنية, اذا كانت هي احد الاطراف المستفيدة من الفيدرالية وربما ستنضم اليها (ونراها حتمية), بعد تكريس وقائع جديدة على ارض (الدولة اليهودية), وتضع فيتو على بعض المناطق, كتجمعات خالصة, فالفيدرالية الثنائية المرتجاة لها عاصمة قائمة فعلاً, فلا حاجة لعاصمة جديدة, فلا كلام حول القدس التي اصبحت عاصمة اسرائيل, وتصبح كامل الاردن ضمن مناطق السيادة لشكل الفيدرالية الجديدة, لتحد حدود السعودية والعراق, بعد ان حضرت, داخل الارض المصرية والسعودية عبر المشاركة في مشروع نيوم, (والذي خصص له من اراضي الدولتين مساحة تزيد عن مساحة فلسطين التاريخية), واستكمال المشروعات التي تمت دراستها ولم تبدأ بعد, فمشروع قناة البحرين , ومشروعات مد انابيب الطاقة الخليجية والعراقية, وتجديد القديم منها ماقبل 1948, عبر احد موانئ اسرائيل والمطروح ميناء حيفا, والذي طرح من خلال الرؤية الاقتصادية للشرق الاوسط الجديد , لشمعون بيريز, اذ لم تكن اوسلو بداية اعطاء الحقوق لاصحابها , انما مرحلية في طريق ارساء الخطة الكاملة.
وهنا نتساءل: هل حان الوقت, لنشر الخطة المتكاملة, والتي هي على حساب الشعب الفلسطينى اولاً واخراً ؟ وهل هناك قيادة فلسطينية سترضى وتوافق على الخطة؟؟.
نعتقد انه منذ بداية (الربيع العربي) الحقيقي, عام 2006, الذي استجلب الاخوان الى حكم مناطق سلطة اوسلو, وما نتج عنه من وضع ماساوي في قطاع غزة, والوضع العام في الضفة الغربية, والذي لايخفى على احد, حيث سلطة بلا سلطة, -باعتراف راس السلطة-, هو التجهيز العملي, والمدروس جيدا, لصناعة رد الفعل القيادي ومن بعده , رد الفعل الشعبي, المطلوب والمحسوب بدقة.
ولعل متابعة عام واحد مضى, او ربما اقل, راينا ردود الافعال الفلسطينية قبل العربية, تجاه قرارات ترامب واسرائيل, الموجهة نحو عناوين, كان من الممكن ان تشعل المنطقة وربما العالم, في ظروف مختلفة, منها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل, ونقل السفارة الامريكية الى القدس, واطلاق غول الاستيطان, وتقليل دعم الانروا, ثم شطب المساعدة الامريكية لاحقاً, والتي كانت تمثل اكثر من 40% من موازنتها, والعمل الجاري على قدم وساق لشطب الانروا, والاعتراف بان اللاجئين هم اقل من نصف مليون لاجئ فلسطينيى, كل ذلك, مقابل ردات فعل لا تعدو خطابة وكلمات تذهب في هواء الشرق الاوسط الذي يتم تشييده على مراي ومسمع من اصحابه, وفي الكواليس وفود واجتماعات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين العرب الذين لهم علاقات , ومن ليس لهم, مع اسرائيل.
ومؤخرا, صرح رئيس السلطة الفلسطينية, في لقاءه بوفد اسرائيلي, والذي لم يذع فيه سراً, انه يوافق على الطرح الامريكي, الفيدرالية الثلاثية, والتي تضم اسرائيل الحالية, وفلسطين القادمة, والاردن, وربما اشار ترامب سابقاً, انه على اسرائيل دفع ثمن الاعتراف بالقدس.
ونضيف تصوراً ,,,, كيف يمكن تخيل مركز او قيادة اقليم, يسمي الشرق الاوسط الجديد او الكبير, بكل المساحة الممتدة من الباكستان الى المغرب, ومن تركيا الى حدود اثيوبيا, ان تكون مساحتة تلك المساحة الضئيلة, التي تشكل جزء من فلسطين التاريخية البالغة جملةً 27500 كم2.
وعليه, (وهذا ما لا نريده ولا نتمناه) غير ان بقائنا على حال المفعول به, سيؤدي الى الاتي :
نري ان اسرائيل الحالية لن تكون هي اسرائيل العقد القادم, وان القدس لن تكون القدس هي القدس التي عرفناها, ولن يكون الشرق الاوسط هو نفسه, وربما نري تحقق (خريطة الدم), لرالف بيترز, او بعضها على الاقل في غضون السنوات القليلة, فالجرافة الامريكية بدات التحرك بقيادة الفريق اليهودي الانجيلي الصهيوني, مستعدية العالم اجمع, دون وجل او خوف, لتكتب بداية جديدة لاسرائيل, وتسجل بداية النهاية لامريكا, فما موقعنا نحن الفلسطينيين؟؟؟!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس