الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهديد اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا

جون مولينيو

2018 / 9 / 11
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ترجمة : عبد الرحمن يحيى
شهدت السنوات القليلة الماضية تهديدا متزايدا من أقصى اليمين. ينظر عضو “الاتحاد ضد العنصرية” – جون مولينو – إلى جذور هذا التهديد وكيف يمكننا مقاومته.

على المستوى العالمي، أصبح التهديد الذي يشكله اليمين المتطرف والفاشيون أكثر خطورة من أي وقت مضى. السبب في حدوث هذا واضح. منذ الانهيار الاقتصادي في عام 2007، والكساد الطويل والتقشف الذي أعقبه، كان التيار السياسي الرئيسي الذي فرض السياسات في “الغرب” منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يفقد دعمه السياسي. لمدة ستين سنة تقريباً هيمن هذا التيار – الذي تراوح بين الجمهوريين الأمريكيين مثل نيكسون وريجان وبوش، بالإضافة إلى المحافظين البريطانيين مثل تاتشر وماجور، مرورا بالديمقراطية المسيحية و”فاين جايل” و “فيانا فيل” (الحزبين الكبيرين في أيرلندا، المترجم)، إلى الديمقراطية الاجتماعية “المعتدلة” مثل أولاف بالم ويليام براندت، وهارولد ويلسون وتوني بلير- هيمن على جميع الحكومات في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية بأشكال مختلفة وبدون استثناء تقريباً، فضلاً عن أجزاء أخرى من العالم مثل أستراليا ونيوزيلندا. وفي العديد من هذه الدول اكتسب هذا التيار الأغلبية الساحقة. [وكان الاستثناء الأكثر وضوحاً لهذا هو التصويت الجماهيري الذي حصلت عليه الأحزاب الشيوعية في أماكن مثل فرنسا وإيطاليا إلى أن تراجعت أو انهارت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولكن هذا أمر خادع لأن السياسة الفعلية لهذه البرامج كانت بالفعل اشتراكية ديمقراطية].

لا يزال هذا التيار مهيمناً، لكنه يتشبث بأطراف أصابعه، باستثناء حالة ترامب الخاصة فقط. أكبر الخسائر في عملية التراجع هذه، باستثناء حزب العمال ما بعد جيرمي كوربين، كان الاشتراكيون الديمقراطيون التقليديون. هذا لأنه:

أولا: مع تباكي الليبرالية الجديدة التي تتجه نحو الانهيار، قامت أكثر فأكثر بفصل نفسها في كل من السياسة والأسلوب عن قاعدتها الأصلية في صفوف الطبقة العاملة.

ثانيا: بعد الانهيار، قامت بشكل منهجي بتطبيق التقشف وفشلت في حماية تلك القاعدة (الطبقة العاملة -المترجم) من الخراب الذي يمارسه هجوم الطبقة الحاكمة عليها. كما فقدت الأحزاب اليمينية “السائدة” الدعم، لكن بشكل أقل من الاشتراكيين الديمقراطيين، لأن جزءاً كبيراً من قواعدها الانتخابية شعرت بأن مصالحها كانت محمية، وكانوا سعداء بدفع الطبقة العاملة لثمن الأزمة وحدهم.

هكذا خُلق المجال السياسي لظهور القوى الجديدة. في بعض البلدان – أيرلندا وإسبانيا والبرتغال واليونان (حتى تراجعت سيريزا)- كانت القوى التي على اليسار في الغالب هي التي تمكنت من الاستفادة من هذا الوضع. في أماكن أخرى، وبالأخص الولايات المتحدة وبريطانيا، شهدنا الاستقطاب بين كل من اليمين واليسار – ترامب وساندرز، وحزب الاستقلال وكوربين – ولكن في العديد من الأماكن، أعطى ضعف أو عدم الوجود الفعلي والظاهري لقوى اليسار الفرصة لليمين المتطرف بأن يمتلك زمام المبادرة من خلال تقديم نفسه كمدافع عن مصالح “الرجل العادي” ضد تهديد المسلمين/المهاجرين المزعوم. وقد أدى هذا إلى حدوث تطورات مزعجة. دعونا ننظر إلى بعض منها.

تقدم اليمين المتطرف

في المجر، فاز فيكتور أوربان وحزب فيدس بالانتخابات العامة في وقت سابق من هذا العام بنسبة 49.8٪ من الأصوات و133 مقعداً. أوربان هو أحد أبرز الحاملين لشعلة أقصى اليمين في أوروبا اليوم، ويطلق خطاباً عنصرياً بلاغياً معاد للمهاجرين جنباً إلى جنب مع معاداة السامية الموجهة إلى جورج سوروس (الذي لا يمنعه، بالمناسبة، من أن يكون صديقاً جيداً لإسرائيل وبنيامين نتنياهو). والأمر الأكثر إزعاجاً هو حقيقة أنه في المرتبة الثانية كان حزب جوبيك العنيف والفاشي بشكل صريح وعلني بنسبة 19٪ و 26 مقعدًا. وجاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي القديم في المرتبة الثالثة بنسبة 11.9٪ و 20 مقعدًا.

في النمسا، فاز حزب الشعب النمساوي المتطرف الذي يتزعمه سيباستيان كورتز في انتخابات عام 2017 بنسبة 31.5٪ و 62 مقعداً. وجاء في المرتبة الثانية الاشتراكيون الديمقراطيون الذين حصلوا على 26.8٪ و 52 مقعداً فقط، قبل حزب الحرية الفاشي الذى حصل على 26٪ و 51 مقعدًا، ولا يسار في الأفق. شكل حزب الشعب وحزب الحرية ائتلافاً. إذن في النمسا يوجد فاشيون في الحكومة.

في إيطاليا كانت هناك انتخابات عامة في مارس من هذا العام. أولاً، جاء حزب “رابطة الشمال” شبه الفاشي بقيادة “ماتيو سالفيني”، حيث حصل على 37٪ و265 مقعداً (زيادة ضخمة تجاوزت 130!)، تبعه حركة “النجوم الخمسة” ذات الشعبية الواسعة بنسبة 32٪ و227 مقعداً. بدأت حركة “النجوم الخمسة” كحركة احتجاج “غير سياسية”، والتي اعتقد البعض أنها جزء من اليسار، ولكن موقفها المناهض للهجرة دفعها إلى اليمين. والآن هي في ائتلاف مع اليمين القوي “رابطة الشمال”.

في ألمانيا كانت هناك انتخابات في سبتمبر 2017، فازت بها ميركل والحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) بنسبة 32.9٪ و246 مقعداً، يليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بنسبة 20.5٪ (153 مقعداً)، يليه أقصى اليمين، حزب البديل من أجل ألمانيا الذى حصل على 12٪ (93 مقعدًا) في المركز الثالث. لكن في أحدث استطلاع للرأي في 6 أغسطس حصل الحزب المسيحي الديمقراطي “CDU” على 30٪، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، رأساً برأس مع حزب البديل من أجل ألمانيا، على 17٪. بالنسبة لأي شخص على دراية بالتاريخ الألماني فيما بعد الحرب العالمية الثانية، فإن مشهد الحزب الاشتراكي الديمقراطي القوي الذي تقلص إلى درجة ارتباطه بشبه الفاشيين الذين تم تشكيلهم حديثاً هو أمر مثير للصدمة حقاً.

في السويد، وهي دولة مرادفة عملياً للديمقراطية الاجتماعية الليبرالية، أظهر استطلاع للرأي في 1 أغسطس أن “الديمقراطيين” السويديين العنصريين اليمينيين المتطرفين هم الحزب الوحيد الرئيسي الذي حصل على 25.5 في المائة، أي بفارق أربع نقاط عن الاشتراكيين الديمقراطيين. في الانتخابات الهولندية لعام 2017، حيث لم يقترب حزب واحد من الأغلبية، جاء اليميني المتطرف جيرت ويلدرز وحزب الحرية في المرتبة الثانية بنسبة 13.1٪. وفي الدنمارك، حصل حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف على 21.1٪ في الانتخابات.

في بريطانيا، تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء حيث حصل كل من “المحافظين” و”العمال” على 38٪، و”الليبراليين الديمقراطيين” على 10٪، و حزب “الاستقلال” على 6٪، ولكن هذه الـ 6٪ هي انتعاشة بعد حالة أقرب إلى الإبادة. وقد رأينا التحركات المشئومة حول تومي روبنسون في لندن وبلفاست. كانت مظاهرة الـخمسة عشر ألفا أو نحو ذلك في لندن أكبر عرض فاشي في الشارع في بريطانيا في الذاكرة الحية.

تقييم الخطر

إن هذه التطورات بالغة الخطورة ومثيرة للقلق، لا شك في ذلك، ولكن من أجل تقييم دقيق للوضع، هناك بعض الفروق التي نحتاج إلى إدراكها. الأول هو الفرق بين الأحزاب الرئيسية والشعبية العنصرية مثل أوربان و حزب فيدس أو فاراج في حزب الاستقلال. في حين أن جميع الأحزاب الرئيسية بما في ذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي تبنت سياسات عنصرية تجاه المهاجرين واللاجئين واظهروا مواقف عنصرية – انظر إلى بوريس جونسون – لكنهم لا يجعلون العنصرية ضد المهاجرين موقفا انتخابياً رئيسياً لهم. أما الشعبويين العنصريون فيفعلون.

الفرق الثاني هو الفرق بين الشعبويين العنصريين والأحزاب الفاشية أو النازية بشكل صريح، مثل حزب الفجر الذهبي وحزب جوبيك. كلاهما رجعي وعنصري وقومي ومناهض للطبقة العاملة (بالإضافة إلى كراهية النساء والمثليين، إلخ). ومع ذلك، فإن الشعبويين العنصريين يبقون الأمور ضمن المعايير الأساسية للديمقراطية البرجوازية، فهم لا يكبحون الانتخابات أو الصحف، وعلى الرغم من أنهم يهاجمون حقوق العمال والنقابات، كما فعل تاتشر وريجان، إلا أنهم لا يحاولون منع أو قمع النقابات العمالية أو الحركة العمالية. على النقيض من ذلك، الفاشية هي حركة ثورية، أي الثورة المناهضة للثورة، اليمين داخل الثورة. إنها تستفيد من الانتخابات والبرلمان، ولكنها تعمل أيضا خارج إطار الديمقراطية البرلمانية، من حيث تعبئة الشوارع وفرق القتال، وتهدف في النهاية إلى تحطيم تلك الديمقراطية البرلمانية، وهو ما يستلزم أيضا تدمير الحركة العمالية.

لهذا السبب، علينا نحن في اليسار أن نأخذ نمو الفاشية، حتى ولو على نطاق ضيق نسبياً، على محمل الجد. إذا سُمح لهذا النمو أن يستمر، فسوف يصبح في النهاية مسألة حياة أو موت لنا جميعاً، أي الثوريين والإصلاحيين على حد سواء.

لم نصل إلى ذلك بعد – هذا ليس عام 1933 عندما كان النازيون على وشك الاستيلاء على السلطة. إن الأزمة الاقتصادية في النظام مزمنة، لكنها لا تشبه الكارثة التي حدثت في الثلاثينات، والطبقة الحاكمة لا تخشى من ثورة العمال الفورية كما كانت في ذلك الوقت. وبالتالي، فإن البرجوازية، بأغلبيتها الساحقة، ليست مستعدة بعد لتحمل مخاطر الخيار الفاشي من أجل تحطيم الطبقة العاملة واليسار. علاوة على ذلك، ليس الفاشيون أقوياء بما يكفي لإنجاز هذه المهمة. حتى الآن كان الشعبويون العنصريون عموماً، مثل ترامب وأوربان، عوضاً عن الفاشيين الصريحين، هم المستفيدون الرئيسيون من الاستقطاب إلى اليمين.

هذا معناه أن لدينا الوقت لبناء حركة لهزيمة العنصريين والفاشيين، إنها بالتأكيد ليست حجة للتقاعس عن العمل أو الانتظار لمعرفة كيف تسير الأمور. على الرغم من أن التمييز بين النزعة الشعبوية العنصرية والفاشية أمر مهم -فليس المجر ولا النمسا دكتاتوريات فاشية حتى الآن – لكن الحدود بينهما ليست ثابتة. من الممكن جداً للأحزاب العنصرية اليمينية المتطرفة أن تتطور نحو الفاشية الكاملة. في الواقع يبدو أن عملية من هذا النوع تحدث في إطار حزب البديل من أجل ألمانيا في هذه اللحظة، وإلى حد ما، في حزب الاستقلال رداً على اخفاقاتهم الانتخابية. يمكن رؤية التوترات الناتجة عن ذلك في تورط بعض أعضاء حزب الاستقلال في الهجوم الأخير على المكتبة الاشتراكية “Bookmarks” في لندن، على الرغم من رفض قيادة الحزب الظاهري لذلك.

علاوة على ذلك، فإن أي نمو جوهري للحركات اليمينية والفاشية المتطرفة يفرض عدداً من التهديدات الخطيرة، حتى قبل وقت طويل من اقترابها من السلطة السياسية. إنه يشكل تهديداً ماديا واجتماعياً فورياً لجميع الأشخاص الملونين والأقليات العرقية والأقليات الدينية بما في ذلك اليهود واللاجئين والمثقفين والمثليين والأشخاص المشردين وغيرهم، أي كل شخص مضطهد أو ضعيف. العقلية الفاشية هي، من بين أمور أخرى، عقلية البلطجة. أينما يكتسبون الأرض، تنتشر العنصرية والعنف. يحدث هذا الآن في إيطاليا التي شهدت العديد من جرائم القتل العنصرية والعديد من الاعتداءات العنصرية في أعقاب نجاح مشروع حزب رابطة الشمال.

إنه يشكل تهديداً فورياً على الجميع في اليسار وفي الحركة النقابية. الهجمات الأخيرة في لندن على ستيف هيدلي من نقابة عمال السكة الحديد “RMT” و مكتبة “Bookmarks” هي حالات صغيرة لما يودون القيام به على نطاق أوسع بكثير. إنهم يشكلون تهديداً من حيث تبنيهم لسياسات عنصرية على المستوى المحلي، وسوف يحصلون على تمثيل محلي قبل وقت طويل من الاقتراب من الحكومة.

إنهم يميلون إلى جر الحياة السياسية وثقافة المجتمع كلها إلى اليمين. إن رد فعل “الوسط” على صعود اليمين هو في الغالب أسلوب رد الفعل والتقليد. تقول المؤسسة السياسية “يجب أن نستمع إلى مخاوف الناس” مما يعني المزيد من القيود العنصرية على الهجرة، والمزيد من عمليات الترحيل، والمزيد من الغرقى في البحر المتوسط. هذا هو بالضبط ما رأيناه مؤخراً في تشديد الاتحاد الأوروبي لسياسات تحصين أوربا وخطة معسكرات الاعتقال المروعة في شمال أفريقيا، ومختلف السياسات العنصرية مثل “حظر النقاب”. في الوقت نفسه، يطرح الانتهازيون داخل المؤسسة السياسية – بوريس جونسون مثال واضح – عروضهم الخاصة لتمثيل الصوت العنصري. وكل هذا يضيف المزيد من الوقود إلى النار العنصرية/ الفاشية.

ما الذي يجب عمله؟

أول شيء يجب أن نقوله هو أن المقاومة حتمية على الصعيدين الأيديولوجي وفي الشوارع. يجب مواجهة العنصرية سياسياً، ويجب ألا يكون هناك تنازل أمام فكرة أن “المهاجرين هم المشكلة” أو “أنه يجب علينا الاعتناء بأنفسنا أولاً”. يجب أن نُصر على أن الموارد موجودة لتوفير السكن والرعاية الصحية والوظائف للجميع، المشكلة هي أولويات المجتمع القائم على أساس الإنتاج من أجل الربح.

أينما يمارس اليمين المتطرف محاولات عنصرية في المحليات، على سبيل المثال فيما يتعلق ببناء المساجد، يجب معارضة ذلك بشدة كما فعلت حركة “الناس قبل الربح” و حركة “مكافحة العنصرية” في كيلكيني. لا ينبغي لنا أن نقبل حجة حرية الرأي والكلام. نقول “لا لمنصة مفتوحة للفاشية والعنصرية”. إن الأشخاص الذين يعتقدون أن المسلمين يحاولون الاستيلاء على أيرلندا واستبدال السكان الأصليين ليسوا منفتحين على حجة منطقية. إنه صراع حقيقي، صراع حياة أو موت في نهاية المطاف، إنه ليس نقاشا أكاديميا، وهو صراع ضد عدو لا يحترم حقوقنا.

عندما يسعى اليمين المتطرف إلى التجمع أو الاجتماع علانية أو التجمع في مظاهرة، كما كانوا مؤخراً في مدينة بلفاست أو عندما ظهرت بيجيدا أيرلندا في مدينة دبلن، يجب أن نعارضهم في الشوارع. شعارنا هو “لن يمروا!”، ويثير هذا الشعار مجموعة من المشاكل التكتيكية المحددة التي لا يمكن التعامل معها هنا في المقال والتي لا توجد لها إجابات مطلقة، ولكن من الممكن تحديد نهج عام. يجب أن يكون الهدف هو تعبئة استجابة جماعية، بدلاً من الانخراط في مواجهة جسدية من قبل فرق صغيرة أو ضد أفراد.

أفضل ما يتم تحقيقه في هذا المجال هو من خلال نهج جبهة متحدة، تشمل، قدر الإمكان، اليسار بأكمله وخاصة النقابات العمالية. هذه ليست مسألة إقامة تحالفات مع أحزاب المؤسسة الرأسمالية التي سيكون دعمها مشروطاً بتهميش الكفاح من الأسفل، ولكنه يعني الخروج عن النهج العصبوي الذي يقول إنني لا أتحالف مع X بسبب ما فعلوه تجاه رفع رسوم المياه، أو مع Y بسبب موقفهم من الحدود، أو Z بسبب خطهم في أزمة سوريا. كل من هم على اليسار وفي الحركة العمالية، التي ستؤدي مشاركتها إلى توسيع نطاق الاستجابة المناهضة للفاشية والمناهضة للعنصرية على الأرض، يجب وضعهم على متن السفينة.

يجب أن تقترن المقاومة في الشوارع بالمقاومة الثقافية. وتظهر التجربة التاريخية، والأكثر وضوحاً، تجربة “موسيقى الروك ضد العنصرية” في بريطانيا في السبعينيات من القرن الماضي، والعديد من الأمثلة الأخرى، مدى أهمية ذلك. تعتبر الموسيقى فعالة بشكل خاص في هذا الصدد، والأشكال الأخرى من الفن والثقافة قد تلعب دوراً أيضاً.

الهدف الرئيسي هو خلق بيئة معادية لجميع المظاهر المنظمة للعنصرية والفاشية، والقيام بذلك، إن أمكن، قبل أن يتمكن الفاشيون من الحصول على موطئ قدم خطيرة. في أيرلندا، في الشمال والجنوب، لدينا فرصة – وواجب أيضًا – للقيام بذلك.

النقطة الأخيرة هي، للعمل الجدي من أجل وقف التهديد الفاشي، على الاشتراكيين أن يكونوا قادرين على تقديم بديل جدي للانتهاكات الفورية للنظام و للرأسمالية ككل. إذا لم يتم التعبير عن مظالم المواطنين العاديين والطبقة العاملة والشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى عن طريق اليسار، فسوف يتم استغلالهم من قبل اليمين لتقديم كبش فداء – هم المسلمون، واللاجئون. إن مهمة بناء بديل اشتراكي لا أن تكون في مواجهة محاربة العنصرية والفاشية فحسب، بل يجب أن تكون استكمالا لها.

نشر المقال في موقع REBEL:








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام