الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدانة الاعتقالات العشوائية في البصرة

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2018 / 9 / 13
حقوق الانسان


المرصد السومري لحقوق الإنسان
لا انتهاء لمعاناة العراقيين من دون موقف دولي حازم وحاسم في مساندة مطلب التغيير


كعادتها فإنّ السلطات الطائفية المافيوية بعد أيِّ تراجعٍ للهبّات والانتفاضات الجماهيرية، توغل في أعمالها القمعية وتتابعها بحملات اعتقالات عشوائية، تطارد فيها النشطاء والمتظاهرين السلميين، بتبريرات وذرائع واهية. وها هي تُطلق في البصرة حملة اعتقالات عشوائية جديدة مع إدامة عمليات القمع وكذلك تكرار جرائم التعذيب وانتزاع التعهدات والاعترافات بأمور لم يرتكبها المتظاهر وتحيل المعتقلات إلى جهنم ومحارق ومقاتل للأبرياء...
إننا إذ ندين ما ترتكبه عناصر الأجهزة الرسمية (القمعية) بمنهج عملها لا (الأمنية) كما يُفترض بما أُنيط بها من واجبات، نشدِّدُ أيضا على إدانة أعمال البلطجة الميليشياوية تلك التي باتت تستبيح ميادين المدينة المنكوبة وبيوتها...
لقد حذرنا من أنَّ أيَّ تراجع في حركة الاحتجاج سيكون مؤداه مزيد عذابات واستغلال موقف من طرف تلك الأجهزة والميليشيات التي تتحكم بها عناصر قيادية في (أحزاب) الطائفية الظلامية ومافياتها وربما بعضها يقوم بواجبات لمصالح غير وطنية تقع خلف الحدود.. ولكننا ندرك أن الحركة الاحتجاجية السلمية بظروفها الراهنة لم تستطع ولا تستطيع الاستمرار من دون مراجعات جديدة بخاصة وهي تبحث عن خطواتها التالية بظروف غياب القيادة الوطنية المجربة الخبيرة...
ومن هنا فإن أحد وسائل الدفاع عن الحراك الاحتجاجي وحقوقه في مطالبه هو ما يقع بمطالبتنا القوى التنويرية الديموقراطية أن تنهض بواجباتها حيث مراجعة سياساتها بخاصة منها مواقفها التحالفية؛ إذ الأجدر بها أن تجد وسائل الانعتاق وتعميد استقلاليتها وألا تقع بفخاخ أية تحالفات تضعها موضعا ذيليا يخدم القوى الظلامية وأن تعاود البحث في تبني برامج التغيير بتوحيد جهودها باختلاف أجنحتها اليسارية والليبرالية فهي مازالت وتبقى مستهدفة من طرف قوى الطائفية ويكفي تلك القوى الظلامية لتلبية مآربها المرضية، أنْ تكبل قوى التنوير بتمزيقها وشلّ إمكانات حراكها وتأثيرها، الأمر الذي يستبيح الناس بمزيد جرائم وحشية..!
من هنا فإن الحقوق المهدورة على مذبح الظلاميين وقوى الهمجية تنادي بواجب المسارعة لحسم الموقف كيما تتشكل جبهة الدفاع عن تلك الحقوق والحريات المغيبة، خدمةً لمصلحة اللصوص وقواهم المافيوية وسطوة بلطجتها الميليشياوية..
وفي الظرف العراقي الراهن والتباس أوضاعه، فإننا نطالب بموقف حازم من المنظمة الدولية وجميع المنظمات الأممية بخاصة الحقوقية للوقوف بصلابة وبآلية تأثير ميدانية مباشرة، يمكنها أن تفكَّ أسْرَ المعتقلين والمغيبين ممن تم إدخالهم المعتقلات المعروفة والسرية الخاضعة للسلطات الميليشياوية ولأصابع التدخل الخارجي!
إن تلك الاعتقالات العشوائية التي تتم اليوم في البصرة تحت ستار اكتشاف من أحرق المؤسسات الحكومية أو تحت ستار اصطياد عناصر متآمرة أو ذات امتدادات خارجية، تفتضح بمجرد معرفة طبيعة السلطة ومرجعيتها وآلية اشتغال أطرافها وما جرى ويجري خلف القضبان!
لهذا السبب يجب أن تتوقف فوراً حملات الاعتقالات العشوائية المتسترة بأوامر قانونية قضائية منتزعة بخلفية التحكم بالسلطة من قوى الطائفية المافيوية أم تلك المرتكبة بالاختطاف وأشكال العمليات القمعية لأذرع أحزاب الإسلام السياسي الظلامية... مطالبين الجهات الرسمية بإعلان الحقائق بإشراف حقوقي أممي وبالتوجه إلى وضع مطلب انتفاضات الشعب بالتغيير موضع التطبيق والشروع بإجراءات تتناسب وهذا الاتجاه الوحيد الكفيل بانعتاق الشعب مما يجري له منذ 2003 حتى يومنا.

وبالمجمل فإننا نجدد مطالبتنا بالوقف الفوري للحملات القمعية والاعتقالات العشوائية وبمراقبة الوضع من طرف القوى الحقوقية المعنية وطنيا أمميا وبالشروع بإجراءات إعادة السلطة للشعب وممثليه الذين يُنتخبون بإشراف أممي مباشر وبقوانين لا تخضع لإرادة مافيوية بلطجية الاشتغال.. مؤكدين مجددا وبثبات نصرتنا لحقوق الشعب وحرياته، وتضامننا بقوة مع حركته الاحتجاجية ومطلبها الساس ممثلا بالتغيير الأشمل والأكمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»