الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



من المقبول ان نجد عذراً لقطاعات من الجمهور يتم تضليلها اعلامياً، لتعتقد بما هو غير حقيقى، وبالتالى تتخذ موقفاً معادياً لمصالحها الحقيقية، كما جاء ببلاغة على لسان بطل فيلم ""Z؛ اما وان تبرر بعض النخب موقفها الغير صائب، بقولها انه قد تم تضليلها، فهذا ما لا يمكن ان نجد له عذراً، وهو فى نفس الوقت امر ينفى عنها صفة النخبة ذاتها.


من يعترف انه قد تم تضليلة، فهذا "نص العمى"، اما "العمى" كله، ان يستمر المرء بارادته فى "ضلاله" سواء بسبب الكبرياء ورفض الاعتراف بموقفه الخاطئ، او اتقاء لاضرار قد تلحق به اذا ما تراجع عن موقفه السابق، ولكن فى كل الاحوال لا يمكن ان يكون ذلك بسبب قلة وعيه، اليس هو من النخب؟!. وبين الموقفين السابقين، هناك موقف يتوسطن بينهما، يمسك العصا من المنتصف، فموقفه السابق صحيح ولكن هناك طرف ما قد انحرف بالمسار "النبيل" الذى ابتغاه وتبناه فى موقفه السابق!. وفى كل الاحوال دائماً يمكن ايجاد "طرف ثالث" هو المسئول عن هذا الخطأ او عن هذه الجريمة.


بالرغم من التاريخ المشرف والمبدئى لاستاذ العلوم السياسية "حسن نافعة"، الا انه مازال يدافع عن موقفه السابق، الخاص بالتطورات اللاحقة على 25 يناير 2011 و السنة البائسة لحكم الاخوان، موقفه من التطورات التى اعقبتها، وبالرغم من ان كل التطورات اللاحقة على هذا الموقف تقول بالف لسان بخطأ هذا الموقف، الا انه مازال مصراً؟!، ليصل به هذا التناقض "المبدئى" لان يضع قسرياً تناقضاً عجيباً، بين المقدمات والنتائج، وبالطبع هناك شخص "طرف ثالث" هو المسئول دائماً، عن هذا التناقض الغير مسبوق، بين المقدمات والنتائج.


فى مقاله تحت عنوان: "دستورنا .. لماذا اصبح حبر على ورق؟"(1) يتسائل "نافعة" فى براءة يحسد عليها، والذى لا يجد اجابة على هذا السؤال الا فى ان وزير الدفاع وقتها "عبد الفتاح السيسى"، قد اعلن ترشحه للرئاسة بعد برهة من انتهاء لجنة الخمسين من وضع دستور 2014 الذى يبحث عنه "نافعه"، والذى يرى انه لو كان "السيسى" قد اعلن ترشحه قبلها لكان اختلف الامر تماماً!: ".. ويبدو واضحا الآن أنه ما كان يمكن للجنة الخمسين مطلقا إقرار نصوص على هذا القدر من الجسارة لو كان المشير السيسى قد حسم أمره بالترشح للمنصب الرئاسى قبل أن تنتهى لجنة الخمسين من مهمتها وتقوم بتسليم رئيس الدولة مشروع الدستور الذى اعتمدته، فالأرجح أن هذه النصوص وضعت للحيلولة دون تكرار ما حدث فى عهدى مبارك ومرسى من تجاوزات ومن إساءة فى استخدام السلطة، واستلهمت بالتالى روح ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لكن الأحداث السياسية فى مصر راحت تأخذ مسارا مختلفا".


لاحظ الاتهام الموجهه للجنة الخمسين بأنها، لم تكن لتتجرأ على وضع مثل هذا الدستور اذا ما كان "السيسى" قد اعلن ترشحه قبل وضع الدستور.


ولتفسير لماذ اخذت الاحداث فى مصر مساراً مختلفاً، (مختلفاً عن ما انتظره نافعة ورفاقة)، يقول "نافعه": "كان قرار السيسى ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية بمثابة نقطة التحول الرئيسية فى مسار وأداء نظام تناقضت نهاياته مع مقدماته واختل التوازن تماما بين مؤسساته، فالنظام السياسى الذى يقوده السيسى حاليا، والذى يعتمد فى قراراته وإدارته على تقديرات أجهزة أمنية لا تثق فى السياسة والسياسيين ولا فى الثقافة والمثقفين، الأمر الذى أدى إلى انسحاب السياسة تماما من المجال العام، وإلى تراجع السياسيين والمفكرين تاركين الساحة لضجيج إعلامى يستخدم كغطاء لتصفية الحسابات عبر تبادل الشتائم والاتهامات، وليس هذا هو النظام السياسى المنصوص عليه فى دستور 2014، والذى كانت لجنة الخمسين، قد حددت ركائزه وطريقة عمل مؤسساته قبل أن يقرر السيسى ترشيح نفسه للرئاسة."


مرة اخرى، الامر كله عند "نافعة"، فى ان "السيسى" قرر ترشيح نفسه للرئاسة، بعد وضع الدستور!، لو لم يرشح السيسى نفسه للرئاسة، بعد وضع الدستور، لاختلف مستقبل وتاريخ مصر والمنطقة وبالتأكيد العالم، وكأن المسار السياسى فى مصر منذ 52 ليس له "صاحب"، وكأن سلطة يوليو العتيقة كان يمكن لها ان تتخلى عن حكم مصر للاخوان او لغيرهم، لمجرد ان الاخوان قد نجحوا فى انتخابات هى التى اقامتها واشرفت عليها واخرجتها واعلنت نتائجها!،(2) وفقاً لخريطة طريق وضعتها بدهاء، كان اول غيثها استفتاء 19 مارس 2012، "موقعة الصناديق"، "الدستور ام الانتخابات اولاً"، ومعلوم مسبقاً النتائج الحقيقية المستهدفة من استفتاء مثل ذلك، الخطوة الاولى لشق الصف. ان تحليل سياسى لا يرى الجثة الا بعد ان يمر عليها القطار، هو تحليل بالاثر الرجعى، هذا ان رأى اصلاً، ان المقدمات عند اى محلل سياسى متوسط القيمة، كفيلة بالاشارة الى النتائج، المشكلة عند "نافعة" لا تتعلق بالقيمة، وانما باسباب اخرى سبق ذكر بعضها، وهى الاسباب التى جعلت "نافعة" بقيمته العلمية والسياسية، يرى ان المقدمات تناقضت مع النتائج.


ملاحظة عابرة، لم "تنسحب السياسة من المجال العام"، بل تم سحب ومصادرة السياسة من المجال العام، واخرى عابرة ايضاً، لم "يتراجع السياسين والمفكرين"، بل تم ارجاع السياسين والمفكرين ووضعهم فى "القفص".

سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam



المصادر:
(1) دستورنا .. لماذا اصبح حبراً على ورق؟
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=18012018&id=2db5214f-867f-4d80-bdb7-00d0762e3e4b
(2) خبرة يناير: بين براءة الثوار، ودهاء النظام العتيق!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م