الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 9 / 15
الادب والفن


قصة فوز (اشارة فوق الحمراء) استفزتني في الكتابة عنها، كونها تحمل هما انسانيا، يحمل اشكالية الجسد والجنس، وحسب المفاهيم الفنية للإبداع فإن الكتابة عن الجسد وللجسد وعبر الجسد وفوق الجسد كما يحلو لممارسي هذا الفن تسميته ليست مشكلة بحد ذاتها، ولا تندرج ضمن المحرمات الدينية أو المعيبات الأخلاقية إذا ما وظفت لخدمة هذا الإبداع أو الكشف عن مستور بهدف معالجته ومتابعته او في إطار سياق يلائم الواقع العربي ويلتصق به . فالايروتيكية فن راق اشتغل عليه الكثيرون منذ أقدم العصور ولم يتقنه إلا القليل من المبدعين أو المبدعات في الفن والأدب. من هنا تحاول القاصة فوز ان تضع بصمة خاصة بها من خلال التحليق في عوالم الكلمة وهي تنزلق عن مواضعها القاموسية الى عوالم الجسد ولحظة استغراقه بالجنس ..وهناك محاولات جادة في الكتابة عن هذه الظاهرة، وخاصة حينما تمارسها كاتبة وليس كاتب، ونحن اذ نجد كتابات في التراث العربي الادبي منذ قرون بعيدة، الا ان تناول هذه الظاهرة، كان قاصرا ولم يعد من قبيل الادب كما هو الادب الحديث، ورغم هذا وجدنا في كتب قديمة وحديثة تنضح الإيروتيكية وأخبار الجنس وطرق ممارسته مثل : " ألف ليلة وليلة " و " الأغاني " للأصفهاني و " رشد اللبيب في معاشرة الحبيب " المنسوب لابن فليتة و " الروض العاطر في نزهة الخاطر " للنفزاوى و" تنوير الوقاع في أسرار الجماع " للنفزاوى و" رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه " لابن كمال باشا وغيرها وعلى الرغم من صحة ما يذهبون إليه إلا ان عزو انفجار الكتابات الايروتيكية النسائية في هذه المرحلة الى وجود تراث عربي ايروتيكي ذكوري لا يعتبر تفسيرا لهذه الظاهرة فمن ناحية، نجد ان هذا التراث في اغلبه الأعم ذكوري التوجه يعزز الهيمنة الذكورية وشيئية المرأة فضلا عن انه لا يعد أدبا بالمعنى المتفق عليه قديما او حديثا، إذا ما استثنينا ألف ليلة وليلة وطوق الحمامة في الإلف والإيلاف، فهي لا تتجاوز كونها كتابات جنسية شعبية، ومن ناحية أخرى يدلل على عجز هؤلاء عن ربط الظاهرة بالواقع العربي الاجتماعي والثقافي المعاصر في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات للتخفف من عبئ التراث وذكوريته وتخلفه ومراجعة تاريخهم ليكون تاريخهن !! .. اذن نحن امام قصة اتسمت بالجرأة والتكلم عن حدث المضاجعة كما حدثت في لغة مقتضبة اوصلت الفكرة تقريبا، ولكن حينما نحلل حدث القصة نجد ان المرأة التي وقعت تحت هيمنة المضاجعة، لم تكن بارادة ورغبة جسدية، انما حدثت لغرض نفعي مشابه لفعل المومس .. وهذا له عدة اسباب منها الحاجة لادامة الحياة بالجسد مقابل الخبز، او هذا يحدث لاول مرة لهذه المرأة من قبيل المغامرة بجسدها مقابل المال ,, ا و، او .. لكن من ناحية سردية كانت القاصة موفقة بترك الشخصية تأخذ حريتها في تكوين الحدث وصناعته، ولم تدخل الى هواجس هذه المرأة، ولكن دوال القصة تؤكد ان هذه المرأة لها سوابق بدليل انها بانتظار اشارة حمراء اخرى..اي انها تمتهن الجنس، كمهنة تتكسب منها، بدليل وصف القاصة للرجل بان منظره مقزز، لولا ان المرأة رأت النقود قرب مبدل السرعة في السيارة، مما دفعها للتعري ومضاجعة الرجل الكريه، والاجمل في القصة تركت الحدث دون ان ترفضه او تقبله، اي القاصة وجعلتنا نذهب مذاهب شتى في تفسيره، فقد نلجأ لتفسير سلوك بطلة القصة، او نلجأ لسلوك القاصة في طرح حدث المضاجعة بجرأة بحيث تركته دون تفسير، كما اسلفنا هذا الصراع الجسدي بين شهوة الجسد، وشهوة الاكل، اي توفير الخبز من اجل ادامة اكسير الحياة، وهذه تجارة بالجسد مقابل المال، بعيدا عن رغبة وشهوة الجسد، فالصراع في القصة تطور من صراع الرغبات الى صراع اجتماعي يحتاج الى حلول من اجل الحفاظ على طهارة الجسد المحكوم بارادة الطهر، وصراع اجتماعي لضبط سلوك المرأة باتجاه الحفاظ على جمالية الرغبة الجسدية باتجاه الطهر والعفة .. بمعنى ان المجتمع والقوانين وصيانة الحقوق كلها عاجزة عن ايجاد حلول لهذه المرأة، لتكون ضمن منظومة اجتماعية تحافظ على العفة والكرامة

/ قصة قصيرة /
اشارة فوق الحمراء ..
رائحة العرق المنبعثة منها لم تمنع احدهم من أن يستميلها ويطلب منها الصعود معه, وكمحاولة منه لاغراءها أشار الى مكان سرواله , فوجدته قد خلعه الى منتصف ساقيه, بينما اللعاب كان يسيل من فمه , تلفتت يمينا وشمالا قبل ان تلقي بنفسها في المقعد الخلفي للسيارة, درجات الحرارة الخمسون استنفرت كل حبات العرق داخلها وبدأت تسيل من كل انحاء جسدها حتى شعرت بصعوبة في فتح فخذيها , مسحت بشالها الاسود وجهها الابيض فتورد خداها , منظر النقود قرب مبدل السرعات , انستها سياط الشمس الغاضبة , وكأن قوة عظيمة ولدت داخلها , فخلعت عنها عباءتها وشالها , نهداها الثائران اشعلا النار في جسده , فمد يده يتحسس كل جزء تقع عليه اصابعه, مال عليها بجسده حتى كاد ان يكتم انفاسها فخرجت من فمها ضحكة سرعان ما كانت الاه نهاية لها , ترجلت من السيارة , بصقت على الارض بانتظار اشارة حمراءاخرى.
ـــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث