الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة ليان عمر، تُطاول شامخةً، غير عابئةٍ بالأفول ..!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 9 / 17
الادب والفن


حينما قرأت قصيدة (نجمة العلا) للشاعرة ليان عامر، وجدت اشياء كنت قد احضرتها في ذهني، غير انها توارت وراء ظلها وتلاشت في احداق عشق الحياة، وبقيت كعطر بنفسجي في ليل معتم يقودني اليها، ونجمة عملاقة في حضورها تزاحم القمر، الذي بدأ حينها يأفل على امل الرجوع، لكن نجمة الشاعرة ليان مضيئة تعانق افاق الروح، فهل يحق لي ان اضع تساؤل قد لايكون في قناعتي اصلا يقول : (ان الخيال والتفكير النظري هما لعبة الرجل .. وليسا لعبة المرأة .. والمرأة ليست خيالية .. المرأة عملية واقعية تفكر على اساس وبناء على موضوعات قريبة منها وفي مجال حواسها) لكني اعترض في قرارة نفسي على هذا، واستمر كون (الانوثة هي خصائص مجردة معنوية روحانية .. انها في الصوت والنبرة والرائحة والحركة .. وفي نظرة العين الفاترة الدافئة العطوفة الحنونة .. وفي اللفتة الفياضة بالرأفة والامومة)، لكنها في الفكر والخيال هناك نقاط تلتقي مع الرجولة والمطاولة .. لتكون (فصول الحب كما فصول الضوء ... ما بين عتمة واشراق تغيب وتحضر في ربوع الحياة)، عند الشاعرة ليان، لذا رمزت لهذا بالنجمة، فرغم تلاشيها المؤقت، الا انها تبقى مضيئة خجلة، لكنها شامخة خالدة في حضورها، تقول :
(ونجمتي في براح الكون هائمة
تاهت على مزن الآفاق بالطرقِ
فحزنها سرمدٌ تبكي مواجعهُ
منجاتها لا تراه العين بالأُفُقِ)
اذن هي تكابد بصمت وترى ملاذ الخلاص غير قابل للرؤية، والشاعرة تراه برؤيتها الجمالية للحب والحياة، فهي رومانسية تعلو عن الواقع قليلا لتذهب محلقة، وتجادل متمنطقة بحتمية الاشياء، تقول :
(وكيف يبقى نقاء الضوء مرتَهَناً
مع انعِكاسات بدرٍ شاردٍ خَرِقِ
هذي السماء كساحاتٍ لمُعتَركٍ
فهل يدوم ربيع الحب في الوبَق
ونجمتي كالثريّا في العلا طفقتْ
للضوء تهمس فيها رقة الخفَقِ)
فالجدل الحاصل ان كل شيء وابق، اي هالك، الا الحب شريطة قول ليان : (ونجمتي كالثريّا في العلا طفقتْ/للضوء تهمس فيها رقة الخفَقِ)، وهذا يعكس حقيقة، (إن النص الشعري لا يمكن أن ينهض بذاته، متحاشياً تأثير العقل والواقع والتاريخ وشروط الحياة ومعطياتها... فهو يرتبط مع النشاطات الإنسانية، ويستلهمها في مضامينه، وفي الأشكال المتطورة التي يعبر بها عن تلك المضامين، دون أن يكون ذلك على حساب المستوى الجمالي والفني. وليس صحيحاً أن الحضور القوي للواقع ومعطياته كان حائلاً دون الارتقاء الفني حين يُقَيَّض له الشاعر الحقيقي.‏ أقول ذلك لأن ارتباط الشعر بمحيطه ارتباط حتمي لا فكاك منه، ثم، إن الشعر ينطلق من الوعي)، وهنا ان الشاعرة ليان عمر، قد عاشت لحظتها الشعرية اللاواعية، وسرعان ماعاودت حالة الوعي، فعالجت الحال وعاشت شموخ الانسان، رغم الحزن (فحزنها سرمدٌ تبكي مواجعهُ/منجاتها لا تراه العين بالأُفُقِ/كبرعمٍ في جفون القلب منكمدٌ/عطشانُ رتّل حزنا آية الودقِ)، اي عالجت هما انسانيا برؤية جمالية، اثبتت بها قدرة الانسان على المطاولة والبقاء سواء كان رجلا او امرأة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا