الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فى الإنسان والحياة والوجود

سامى لبيب

2018 / 9 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- نحو فهم الإنسان والحياة والوجود (88) .

هى تأملات فى الحياة والوجود والإنسان تبحث فى سراديب الأفكار وتفضح المفاهيم الخاطئة التى نرددها والتى وصلت لحد تشكيل وعى مغلوط ينحرف بنا عن الفهم الصحيح للحياة والإنسان .
أتصور أن الفكر الميتافزيقي المثالي من التغلغل والتزييف ليصل به الحال إلى التعاطى مع العلم والوجود المادى بمنظوره أو قل هكذا إعتادت ألسنتنا على إطلاق أفكار ومفاهيم مغلوطة تشوه الواقع المادي الموضوعي أو قل أن اللغة الكلاسيكية لم تستوعب الفهم الحقيقي للحياة أو قل أن اللغة عاجزة عن التعبير الدقيق للعلم .. دعونا نلقى بعض التأملات عن مفاهيمنا المغلوطة التي تشوه الفهم الصحيح للحياة بغية أن نمنح أنفسنا حالة من التميز والمحورية والفوقية الفارغة.. الحياة لا تقدم معنى ولا غاية ولا خطة ولا تهتم بسواد عيوننا .

- مقولة الإنتخاب الطبيعى أو الإنتقاء الطبيعى بالرغم أنها مقولة علمية شارحة لنظرية التطور , إلا أنها غير دقيقة ليخيل للبعض أن الطبيعة تنتخب وتنتقى الأقوى والصالح للبقاء , ولكن الطبيعة غير عاقلة ولا مريدة , ليكون الفهم الصحيح أن الكائنات التي تتوافق إمكانياتها وظروفها مع الطبيعة ستعيش وتتكاثر وتنقل جيناتها الفاعلة .

- كلمة "تكيف" الكائنات الحية مع الطبيعة مقولة ومفهوم خاطئ , فكأنما هذا يعنى أن الكائن الحي يقرر التكيف مع الطبيعة المحيطة به , بينما الحقيقة أن الكائنات الحية يحل عليها الطفرات لتكون هناك طفرة منها تواكب الظروف الطبيعية لتتمكن من البقاء , فمثلا هناك بكتريا تغزو الجسم فيتم معالجتها بمضاد حيوي ليحدث أن تتوالد بعض الأجيال الأخرى من البكتريا تحمل فى جيناتها تركيبة كيميائية جديدة مغايرة تقاوم المضاد الحيوي , وهذا مثال على التطور وفهم معنى الصدفة والعشوائية أو للدقة اللاغائية المتحكمة .

- التطور طبيعي حتمي وليس غائي , حتمي لأنه تعبير عن الحركة فلا وجود بدون حركة وتغير , ولا غائي أي لا توجد خطة ونظام وترتيب فيه , فالتطور لا يعرف التصميم والتخطيط والترتيب , ولا الرحمة والترفق كَوْن التطور حراك الطبيعة الغير عاقلة .. لتبقى إشكالية الرحمة والقسوة عند من يستحضر كيان عاقل وراء فعل الطبيعة .

- ليس في الحياة تفسير لسؤال ما المغزى من الحياة؟ وما الغاية من الوجود؟. فهذه الأسئلة لا تجيب عنها الطبيعة فهي لا تقدم معنى ولا غاية بينما ينبثق هذا السؤال من فكر الذات البشرية التي تبحث عن معنى ومغزى للوجود , أى أن هذا السؤال ليس له أصل طبيعي بل مجرد تأملات فكرية فلسفية إفتراضية لطبيعة إنسانية تبحث عن معنى ومغزى لوجود بلا معنى ولا مغزى .. الإشكالية أن هذا السؤال وما يترتب عليه من إجابات تم ترسيخه بواسطة نظريات إجتماعية وفلسفية ومعتقدات دينية بينما السؤال إفتراضي تخيلي .

- وظيفة الأشياء . يسود مفهوم خاطئ أن الأشياء لها وظيفة تؤديها وقد يرجع هذا إلى أسلوب خاطئ في التبسيط والشرح , ولكن الأمور وصلت إلى تصور وإعتقاد بأن هناك عمل ووظيفة للأشياء رسختها الأساطير والفكر الميثولوجى لتنتج لنا خرافات على شاكلة أن الأشياء سُخرت للإنسان .
- القول بأن الحمض يتحد مع القلوي من أجل تكوين ملح هو قول خاطئ وغير منطقي , فكأن وظيفة الحمض أن يتحد مع القلوي لأجل إنتاج الملح , فهذا قول غائي خاطئ فلا توجد نية وتخطيط للحمض أو القلوي لفعل شئ كون النيه لدى أصحاب النوايا فقط , فالأمور لا تزيد عن توفر ظرف مادي بوجود حمض أمام قلوي بالصدفة , وهذا مفهومنا عن الصدفة أى اللاغائية واللاتخطيط .
- عندما يقال أن وظيفة الكلوروفيل في النبات تصنيع النشا يكون هذا القول قولاً غائياً منح الكلورفيل فعلا إرادياً وظيفياً , بينما القول أن النشا يتكون حال وجود الكلوروفيل قول حتمي يرصد الحالة بدون إدخال فرضيات ليست منه , فكلمة (من أجل) هذه تفتح الباب أمام الغائية بينما الأمور بالنسبة للكلورفيل والملح غير مُوجهة بل تفاعلات طبيعية أنتجت مواد إستطعنا أن نميزها ونعطى لها معنى .
- الوظيفة والغاية فكر ومعنى إنسانى تم إسقاطه على الحالة المادية أى هو تقييم ورؤية وإستنتاج إنسانى للحالة المادية تتوسم المنفعة والإستفادة , وكحالة إستنتاجية خاصة فلا يوجد مشهد مادي يتحرك أو أنتج نفسه ليفى غاية ووظيفة محددة بل هو نتاج تفاعلات كيميائية بيولوجية وتأثيرات عوامل فيزيائية أنتجت حالة ما لنضع نحن لها تقييم ومعنى .

- لا يوجد معنى للأشياء بعيداً عن وعى الإنسان .. الطبيعة تقذف بمشاهدها فى المشهد الوجودي بدون أن يكون لها أي مدلول أو معنى , فالزلازل والبراكين والفيضانات والأمطار بلا معنى , فنحن من نسقط المعنى والإنطباع على الأشياء .. لا تخرج أي فكرة عن وعى الإنسان وإنطباعه , لذا من الأهمية بمكان أن نعي هذا الأمر فقد شط الإنسان كثيرا وجعل المعنى مُستقل عنه قبل المشهد , بل هناك من جعل الإنطباع خالق للمشهد , فهل لأصحاب الصدور المنتفخة بالهواء أن يهدأوا قليلاً ويفرغوا ما فى صدورهم من غرور أجوف , فالوجود ليس من أجل سواد عيوننا وليس بذات معنى وغاية .. نحن من نخلق المعنى والغاية حتى يصبح لوجودنا معنى .

- هناك فهم خاطئ للنظام والعشوائية لنتصور النظام هو حلول توافق وترتيب على الأشياء , لنخلق بخيالنا وجود لمُنظم بينما الحقيقة أن النظام هو قدرتنا على إيجاد علاقات رياضية للأشياء أما العشوائية فهي طبيعة نجهلها عاجزين عن إختراع علاقات في داخلها .
مثال على ذلك : الأعداد ا ,2 ,3 , 4 نعتبرها نظامية كذلك يمكن أن نجد مجموعات نظامية أخرى مثل 2-5-8-11 ومجموعة 2-4-8-16 فالأولى متوالية عددية والأخرى متوالية هندسية وهكذا , ولكن لو وجدنا مجموعة 3- 9 -81 فسنقول أنها مجموعة عشوائية لجهلنا العلاقة بين حدودها , ولكن لو قلت أن هذه المجموعة تعتمد على تربيع كل حد ليعطى الحد التالى فهنا ستصبح مجموعة نظامية ولو قلت مجموعة 7-5- 3- 7-11 فستعتبرها عشوائية عندما تعجز عن إيجاد علاقة بين حدودها ولكنها ستكون نظامية حال أمكنك خلق علاقة فيمكن ان تقول هى مجموعة تقل -2 لتصل للحد الثالث فتنقلب لزيادة +4 , وكذلك مجموعة 8-6-4-8-16 يمكن أن تُوجد لها علاقة نظامية فهى متوالية عددية تقل -2 حتى تصل لرقم أربعة لتتحول لمتوالية هندسية بالضرب فى 2 .

- الصدفة لا تكتفى بندرة الحدث وإلا كانت "أغنية كان يوم حبك أجمل صدفة" هي المعنى , فجوهر مفهوم الصدفة اللاغائية واللاترتيب واللاتخطيط .

- التطابق .التطابق كلمة موجودة في اللغة ولكن ليس لها أى وجود فى الطبيعة , فيستحيل تطابق مشهد وجودي مع مشهد وجودي آخر , قد تقترب الأمور من التشابه ولكن يستحيل التطابق الذي يعنى التماثل التام في عدد وترتيب الجزيئات والذرات , فالطبيعة لا تنتج نسخ كربونية متطابقة فيكفى عامل الزمن في إستحالة التطابق , فالدى ان ايه مثلا لا يطبع الجين طباعة كربونية تامة ومن هنا يأتى التباين بين الأجنه مثلا كذا الطفرات .. مفهوم التطابق مفهوم خاطئ ولا وجود له والتعاطي معه يُنتج فهم خاطئ للوجود لتظهر فرضيات خاطئة .

- هؤلاء الذين ينفون العشوائية والطفرات أو قل لا يفهمونها بماذا يفسرون عدم تطابق الأخوة حتى التوائم منهم فى الشكل ؟ فأليس الأب والأم كما هما لم يتغيرا , وأليس الحيوانات المنوية والبويضة منهما , فلماذا الإختلاف والتباين ولماذا ينتج فى بعض الأحيان تشوهات ومسخ خلقى .. هناك من يُدرك لماذا هناك تباين فهو لن يخرج عن الجينات التى لا تطبع نسخ متطابقة فهناك تباين فى الظروف المادية .. هكذا هي الحياة يستحيل فيها التطابق ولا إرادة خارجية عن الظرف الموضوعي المادي .

- الصفر . الصفر تعبير رياضي يعنى إنعدام القيمة أى العدم وهو تعبير خاطئ مضلل , فلا يوجد شئ إسمه إنعدام تام للمادة , ولكن يمكن أن تصح مقولة الصفر فى حال إنعدام وجود شئ محدد وليس كل الأشياء , فيمكن القول أن خزانة دولابي بها صفر من حبات الأرز أي ينعدم وجود حبات أرز فى الدولاب ولكن لا يمكن القول أن الدولاب يحتوى على صفر أشياء .

- شئ يحيرنى حول الرياضيات ليس فى المسائل الرياضية ولكن فى التعامل الفلسفى , فالرياضيات مجرد تجريد لعناصر عالمنا الفيزيائي , هذا يعنى أن الرياضيات مُخترعة ومُعتمدة على العقل البشري وليست مستقلة عنه وهذا رؤية المذهب اللاواقعي في فلسفة الرياضيات , أما بالنسبة إلى مذهب آخر من الاتجاه اللاواقعي فالمعادلات والحقائق الرياضية ليست سوى بناءات فكرية , لكن المشكلة الأساسية التي تواجه هذا الموقف اللاواقعي هو إذا كانت الحقائق والمعادلات الرياضية مجرد بناءات عقلية، فمن المُستغرب نجاح الرياضيات في وصف الكون الواقعي وتفسيره رغم أنها مجرد إختراع .!

- البارادايم . هو مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات وأفكار وأنظمة مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحدد تصرفه وفكره وسلووكه في المواقف المختلفة , ويمكن تعريف البارادايم بأنه نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير أو النموذج الإدراكى الخاص عند الإنسان وكالعدسات التي يُرى من خلالها الحياة .. والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب إختلاف البشر وظهور معتقدات يتشبث بها أصحابها .
يمكن القول بأن البارادايم هو زاوية رؤية خاصة تحكمها الثقافة والتجارب الذاتية والبيئة ومن هنا نشأت كل الفلسفات والعقائد والأديان والأفكار , لذا من الخطأ إستخدام لفظ الحقيقة أو اليقين فالأمور لا تزيد عن زاوية رؤية ونظارة خاصة .

- مقولة الأشياء جميلة أو قبيحة قول خاطئ فلا توجد فى الأشياء جزيئات إسمها جمال أو قبح ,فالأشياء ليست جميلة أو قبيحة فى ذاتها بل هو شعور إنسانى تقييمى إنطباعى وفق حالته المزاجية وإحتياجاته ليسقط الجمال على ما يتوافق مع احتياجاته وسلامه.

- البعث . هناك مفهوم متهافت للبعث يتصور أن أجسادنا المادية ستتجمع جزيئاتها في يوم ما بعد أن تكون قد تحللت وذابت في مكونات الطبيعة فى ملاين الحلقات الوجودية.
لو تأملنا سنجد أن الزهور والنباتات تتغذى على مواد عضوية متحللة من أجسادنا وأجساد حيوانات وديدان وحشرات ورغم ذلك نتصور أنها تواجدت لكي تمنحنا الغذاء والدواء والرائحة الطيبة .. أجسادنا بعد موتها وتعفنها وتحللها ليس له أي معنى غير أنها تمنح الحياة لتربة ونبات ودودة وحشرة أو تساهم في نفط سيارة أو فحم .. نحن نأتي من الطبيعة وإليها نعود لنساهم فى دورة حياة وجودية أخرى , فالبعث هو بعث الحياة فى وحدات وجودية أخرى سواء نبات أو حيوان أو إنسان , ومن هنا المجد لتلك الطبيعة التى تمنع تفرد أحد بها , كل أملى أن يتحول جسدي بعد تحلله إلى زهرة أو مصل لطفل فهذا أفضل جداً ولا داعي لقصة البعث والخلود الوهمية .

- الموت عبارة عن عودة مكونات الأشياء إلى أصولها , ويكفي أن نتذكر أن حياة كل واحد منا مجرد حالة عشوائية ما , من تلقيح حيوان منوي ما من ملايين الحيوانات المنوية , لبويضة ما , فى زمن ما , بمكان ما , في حالة من الأجواء ما كان يمكن ألا تحصل وتتكرر دوماً , وهذا ما نطلق عليه العشوائية والصدفة أي تكون مشهد بلا ترتيب ولا غائية .. مشهد الموت والحياة يحدث داخلنا كل يوم آلاف المرات , ولا يختلف هذا المشهد عن موتنا التقليدي سوى حجماً وعدداً متمثلاً في تجدد الخلايا التي نحن لسنا شيئاً سوى مجموعها وإتحادها .

- لو تصورنا أن الحياة هي مليون جزئ , فمعنى ذلك أن هذا المليون جزئ لم يزيدوا ولن يقلوا , ويكون وجودنا الإنساني هي حالة ما من تركيبات هذه الجزيئات تتمظهر عند لحظة , ثم ما تلبث أن تتحلل إلى جزيئات لتشكل حالة حياة أخرى أو حالة وجودية أخرى .. أتصور صورة خيالية جميلة فيها شئ من الحقيقة لأتصور حبيبتي التي أحببتها من أول وهلة بمثابة جزئ شارك جزيئي في نجم بعيد منذ مليارات السنين فهناك تلاقينا والآن تجدد اللقاء .. هكذا هو خيال ورومانسية أصحاب الفكر المادي .

- كلمة الروح كلمة خاطئة ليس لها وجود فإذا كانت تعنى وجود كيان أثيري فى الجسم فلا وجود له فى أى بوصة بالجسد , وإذا كانت تعنى الاحساس والمشاعر والوعى فالذى يقوم بهذه المهمة كيمياء الدماغ .. الروح تصور خرافي كشأن كل خرافاتنا ناشئ عن الغموض والجهل بطبيعة الأشياء .

- إذا كان العلم هو وسيلتنا الوحيدة لفهم الوجود , فالعلم يصف ويشرح الطبيعة ولا يعطى لها معنى ومغزى .. العلم غير معنى بسؤال لماذا المبنى على الغاية فلن يقدم هنا إجابة لأن المادة غير واعية وليس لديها خطة تريد تقديمها .. تقدم الإنسان مرهون بقراءة المادة ووصفها وتحليلها والتعامل معها وفقا لحالتها بدون إضافة أشياء ليست منها .. فلا يصح القول لماذا تتزن المادة ولماذا تتفاعل ؟ فنحن أمام كينونة المادة وسماتها فليست لديها غايات أو خطط أو خيارات .

- مفهومنا عن الحركة خاطئ لنحصره في حركة الأجسام الديناميكية بينما الحركة في كل الوجود المادي ولا توجد مادة بدون حركة ..من المفاهيم الخاطئة أيضاً تصور أن كل شئ مُتحرك يحتاج لمُحرك خارجي ليحركه وهذا مفهوم ميتافزيقى مثالى قديم يميل للفلسفة الميتافزيفية وليس للعلم , فطبيعة وتعريف المادة الحركة فبدون حركة لا توجد مادة وهى لا تنتظر أحد ليحركها , فهكذا طبيعة المادة وكينونتها .

- من المفاهيم الخاطئة الشائعة هي القول بالسكون , فلا يوجد سكون في الوجود وإذا إستخدمنا كلمة السكون فيجب أن تكون بمفهومها النسبي .. يجب أن ننظر إلى الأشياء كافة كأشياء متحركة وليست ساكنه كما يجب أن ننظر إليها كأشياء سبق أن كانت أشياء أخرى وستكون في المستقبل شيئاً جديداً مختلفاً فليس هناك من شيء دائم , فكل شيء في مرحلة انتقال وفي تطور دائم .

- لحظية الوجود . كل ماسبق وعشته في هذه الحياة من أوقات فرح ونشوة وألم وتجارب ومعرفة حتى اللحظة صار عبارة عن ذاكرة .. ذاكرة مختزنة قابلة للتلف والاختفاء كالزهايمر مثلاً , وفى كل الأحوال تصبح قابلية إسترجاع ذكرى سابقة محددة من الصغوبة بمكان وأحيانا مستحيلة كلما ابتعدنا زمنياً عن زمن حدوثها .. بالتالي ماضي أي ليس ملموس ماديا.
مستقبلنا الذي يوصف أنه مجهول هو مجرد تتالي للحظات التي تتراكب بشكل دوري , وبحكم قوانين الاحتمال التي تجعل لحظتنا القادمة إحتمالاً واحداً فقط من مليارات الاحتمالات اللحظية الأخرى الممكنة يصبح من المستحيل أن يكون المستقبل ملموساً مادياً ..إن وجودنا هو عبارة عن الآنية اللحظية المتعلقة بإدراكنا لمحيطنا الناتج عن ترجمة أجسادنا وعقولنا لما تستقبله مستقبلاتنا .. وحياتي هي عبارة عن هذه اللحظة الخاطفة المُدرك بها كياني .

- هل نعيش وهم الواقع؟ . من الصعوبة بمكان بل من المستحيل تلمس الواقع , فالساعة التى نعيشها فارقة بين ماضي ومستقبل فأي ساعة تمر فقد صارت ماضي وعندما يتم تفتتيت الساعة لنصل للحظة فستسري نفس الفكرة فبمرور لحظة فقد صارت ماضي لنصل بإستحالة تحديد وتلمس الواقع فهل يمكن القول أننا نعيش وهم الواقع ؟!

- الخيال والمنطق والتجربة تلتقي وتتفق على القول بأنه لا يمكن للفضاء الكوني أن يكون محصوراً بحدود , إذ لا بد من وجود شيء خلف كل شيء وفي كل اتجاه وإلى ما لا نهاية .. فمثلا الميثولوجيا الدينية القائلة بأن الله يعيش أو يقيم فى السماء السابعة , سيطرح سؤال مُلح وماذا بعد السماء السابعة ؟! ومن هنا يمكن القول بأنه لا مفر من اعتبار الكون فضاءاً أزلياً لا محدوداً قوامه أصول كونية دائمة أو وحدات كونية دائمة تتحد فينشأ منها الوجود وتتفكك فيزول الموجود ,وأن الحياة والوجود المرصود عبارة عن ظواهر كونية , وأن الزمن المرتبط بالوجود المادي هو زمن وهمي إفتراضي يُمثل الوجه الرياضي الحسابي للتغير المادي الحتمي الملازم لظاهرة الوجود العابرة دوماً .. وبذا لا يوجد زمن كوني إنما هي اللابداية واللانهاية الزمنية الحسابية المتوافقة بالضرورة مع اللا بداية واللانهاية المكانية المادية للكون .. لذا من الخطأ القول بالبدايات والنهايات للوجود فلا توجد بداية ولا نهاية بل عمليات تغير وتبدل من حالة وجودية لحالة وجودية أخرى لذا نقول بأزلية المادة .

- مفهوم "الوجود" قد يعني لبعضنا ما لا يعنيه لآخرين , مفهوم الوجود يعني الجزء البارز أو المتشكل من الكون أي الجزء القابل للرصد بالنسبة لنا , والذي هو عبارة عن زاوية رؤية محدودة للكون اللامحدود الغير قابل للرصد , ةمن هنا فالرؤية الذاتية لن تُعبر عن الوجود الحقيقي للكون .
الوجود البشري أو الوجود الواعي على الأرض هو شذوذ كيفى وجودي , بمعنى أنه ليس شذوذاً عن قاعدة كونية إنما شذوذ كيفي قياساً إلى إحتمالات الوجود المتحققة , بمعنى أن البشر حالة شاذة قياساً إلى الجماد والنبات والحيوان وليس قياساً إلى كل الاحتمالات الوجودية القابلة للتحقق .
الوعي عند أغلب البشر أو قل الإنطباع وزاوية الرؤية أعطى للمشهد الطبيعي المنطقي البسيط بعداً مأساوياً زائفاً.. زائف لأنه لاشيء يشذ عن قاعدة الوجود العام رغم ما يبدو من تلازم بين الوعي والورطة , فبدون الوعي لا يوجد إحساس بالورطة ,وبالوعي يمكن اجتناب الورطة .. لذا من ينظر إلى الواقع ويدرك هذه الحقائق واستطاع استيعابها أدرك كيف أن حياته عبارة عن معادلة وجودية بسيطة متناغمة منطقياً مع قوانين الطبيعة .. ومن أَحس بهذه الحقائق ولم يستطع استيعابها صار وجوده ورطة ومأساة وأمضى حياته واهماً عاجزاً عن النظر إلى الواقع منتظراً تغير قوانين الطبيعة لصالحه ليتمكن من تحويل وهمه إلى حقيقة .. ومن لم يشعر بهذه الحقائق أمضى حياته متقلباً باحثًاً عن لاشيء لا يعرفه غير مُدرك الفرق بين الوهم والحقيقة .. للأسف الشديد هناك أيدلوجيات فكرية وعقائدية ترسخ هذا الوهم وهذا التيه .

- الاعتقاد أو الإيمان بوحدة الأصل لكل الأشياء هو إيمان بوحدة الحق والباطل ووحدة الصواب والخطأ! لا يوجد شيء اسمه صواب مُستقل ومُناقض لشيء آخر مُستقل اسمه الخطأ , كما لا يوجد شيء اسمه حق مستقل ومناقض لشيء آخر اسمه باطل .

- نحن خلقنا فكرة الإله لنجعل للحياة معنى .. لنُخلص الحياة والوجود من عبثيته وعدميته .. كذا من أسباب خلقنا لفكرة الإله هو قتل الغموض والحيرة في الحياة , لنصير الوحدة القياسية للآلهة والمذاهب والناس فكل الأشياء يجب أن يُفسر بنا , وقد يكون هناك سبب عميق آخر يتمثل بالإستمتاع بالتعامل مع الغموض أي التعارك مع طواحين الهواء .

دمتم بخير وإلى تأملات وجودية أخرى .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاوجود التطابق في الحياة
حميد فكري ( 2018 / 9 / 20 - 22:24 )
تحية طيبة أستاذ سامي .
مقال جميل وممتع ،والاجمل هو بعض الأفكار الجديدة فيه .
فكرة أن التطابق لاوجود له في الواقع ، هي فكرة صحيحة كليا ..فالاختلاف جوهر الحياة ،والطبيعة وكل شيء .ومثالك عن (ادن) صحيح فالنسخ لا يحدث بالتطابق بل داءما ما يحدث فيه الخطأ.،وهو ما يسمى بالطفرة. ويقع هذا بعد نسخ كل 58مليون نيوكلتيد في المورث.هذا ما يجعل التطور حقيقة موضوعية وعلمية .


2 - الشجاعة الشخصية
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 9 / 21 - 12:14 )
تحياتى يا فيلسوف واعذرنى فكما تعلمون لم اعد اناقش فلسفة كثيرا كالماضى, لكنى عندى شئ ربما يرتبط بالموضوع
صحيح تماما ان الحياة حولنا و المعرفة البشرية (من علوم و طب و هندسة و غيرها) ليست معنية بمسألة المغزى و(لماذا و ما الهدف), وانت لست مضظر لان يستدرجوك الى مغزى معين لكى يطالبوك فى النهاية بأن تعبد و تصلى و تؤمن.

نحن فى حاجة الى كم لا بأس به من الشجاعة الشخصية لكى:

-نتوقف عن الخوف المبالغ فيه من الخطوط الحمراء و المجتمع,و التوقف عن الخوف من العقاب السماوى و الكائن السوبر القابع فى مخبأه فى السماء (يعقد لنا امتحان التصديق به دون ان نراه و إلاااا...)

-ان نتشجّع و نصارح انفسنا اننا قضينا وقت طويل من اعمارنا نصدق اشياء اوهمونا بها انها حقائق و هى اوهام (إنقذ ما يمكن انقاذه ,بدلا من التمادى فى الخطأ, ليس من الحكمة هنا الإصرار على إكمال النفق حتى نهايته)

-كل واحد يريد ان يثبت انه على صواب (السلفي المغسول المخ, و الملحد الذى تصور انه ادرك الحقيقة الغائبة عن الجميع, و المتدين الوسطى الفرحان بالرقص على السلم بين هذا و ذاك, و غيرهم) كن انسان مسالم و يَقِظ, عش فى حالك و كن حر لكن لا تؤذى غيرك


3 - التطابق والخلق والعدم ألفاظ نرددها وليس لها وجود
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 21 - 15:20 )
تحياتى أستاذ حميد فكرى وأهلا بك بعد غياب طال,وممنون لحضورك وتقديرك.
لقد إكتشفت أن هناك كثير من الألفاظ والتعريفات خاطئة وليس لها وجود مثل الخلق والعدم والتطابق فلا يوجد مشهد وجودى يتحقق فيه هذا القول أو ذاك ,فمن تأملاتى وجدت إستحالة أن يتطابق مشهد حياتى أو وجودى فى الحياة مع مشهد آخر ,فلن توجد حالتين تتطابق فيهما ترتيب الذرات والجزيئات فلابد من إختلاف ولو طفيف وهذا لاحظته فى الأسماك الملونة والفراشات وتأكد فى كل مشهد طبيعى أتأمله فقد يوجد تشابه ولكن يستحيل التطابق.
لقد أتاح لى دراسة الجينات فهم سبب هذا التباين كما أتاح لى فهم أسرار وأعماق نظرية التطور وأشياء كانت تحيرنى كثيرا لفهم آلية التطور , فداروين أسس نظريته العبقرية ولكنه لم يكن يدرك آلية وكيفية حدوث التطور والتغيير لعدم معرفته بالجينات حينئذ.
الجينات لن تسمح بالتطابق لأنها لا تطبع طباعة كربونية ومن هنا يأتى التباين فى الشكل فى كل نوع كالأبناء والأسماك والفراشات.
من الأهمية بمكان فهم وإدراك عدم وجود التطابق وإستحالته فهذا يفتح الطريق لفهم صحيح عن الحياة والوجود.
أهلا بك ولا تغيب عنا .


4 - غياب مؤقت اضطراري
حميد فكري ( 2018 / 9 / 21 - 17:27 )
شكرا لك أستاذ سامي ولضيوفك الكرام .
في الواقع أنا أعتذر عن الاستمرار في الحوار ،والسبب يعود الى ورم صغير في عيني .انتظر الان حتى اشفى منه كليا ،وبعدها أعود .
اتمنى لكم كل التوفيق .


5 - الي حميد فكري
سعيد من الجزائر ( 2018 / 9 / 21 - 20:37 )
اتمني لك شفاء عاجلا اخ حميد وعودة سريعة الي الحوار


6 - ألف سلامة أستاذ حميد فكري
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 21 - 21:21 )
سلامتك ألف سلامة حبيبنا حميد فكرى مع كل أمنياتى الطيبة بالشفاء العاجل والعودة ثانية للحوار كما عهدناك مثقفا تنويريا رائعا .


7 - مع التمنيات بالشفاء يا سيد حميد
حازم (عاشق للحرية) ( 2018 / 9 / 21 - 21:54 )
تحياتى الى السيد حميد و اتمنى لك شفاء كامل فى اسرع وقت


8 - لمواصلة الحياة اخترعوا فكرة الروح والحياة الأخرى
ليندا كبرييل ( 2018 / 9 / 22 - 04:27 )
تحية وسلاما

الروح ليست إلا الدماغ، إذا توقف عن الحياة مات صاحبه وانتهى وجوده وعاد الجسد إلى مكوناته الأولى
منذ أن وعى الإنسان فكرة الموت بدأت الأساطير تحاك حول وجود الروح، ثم ظهرت طبقة من الأذكياء وجدت في هذه الفكرة مهنة مربحة، فراحوا يحيطون فكرة الروح بهالات مقدسة، واستطاعوا بقدراتهم الفذة إقناع البشر بقدراتهم على التواصل مع عالم الأرواح الميتة واستحضارها من حيث تعيش في عالم آخر بسعادة

بعض الفرق البوذية تقول بتناسخ الأرواح، وتؤمن ايمانا قاطعا أن الروح تسمع المتحدث إليها أمام القبر ولها القدرة على تحريك العالم نحو الخير والسلام

ما أشد سذاجة هذا العالم !
القضية هي خوف الإنسان من النهاية فاخترع هذه القصص لمواجهة الموت

الشغف بفكرة ما يلهب الروح بالحماس ويدفعنا إلى البحث اللاهث عنها
في اللحظة التي نصل إلى اكتشافنا تبدأ رحلة ضمور الفكرة ثم موتها لتلد أخرى وتصبح من الذاكرة
لكن الذكرى لم تعد قابلة للتلف ولم يعد من الصعوبة بمكان استرجاع ذكرى محددة مهما ابتعدنا زمنيا عنها وأصبحت من الماضي غير الملموس، ذلك بفضل ثورة التقنية العالية للصوت والصورة

أرجو الشفاء للأستاذ حميد فكري

احترامي


9 - الحكمة الخالدة:كن انسان حر مسالم ويَقِظ,عش فى حالك
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 22 - 12:08 )
أهلا حبيبنا حازم
تتناول مفهوم العلم وتتفق معى على أن العلم يقدم تفسيرات مادية للحياة ولا يقدم غايات ومعانى , فالغاية والمعنى فكر إنسانى يسقطه على الأشياء وليس فى أصل المشهد الوجودى.
لست من أنصار إستخدام العلم لإثبات فلسفات إيمانية أو إلحادية فلن أنسى حلقات العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود أو تلك البرامج التى تماثلها ليتم البسملة والحولقة والسبحنه مع كل مشهد فى الفيلم.
يمكن إستخدام العلم فى دعم فكر محدد فى حالة واحدة فقط بأن يتم إثبات أن هذا السبب جاء من ذاك المُسبب وأرى أن أصحاب الفكر المادى هم المستفيدون الرابحون فهم يبحثون فى أعماق المشهد المادى للبحث فى جذوره المادية بدون الحاجة لفرضية الإله فهل يستطيع المؤمنون أن يفعلوا ذلك.
كما اشرت حضرتك فمن الأهمية بمكان إعادة مراجعة كل موروثاتنا وثوابتنا الثقافية بمنظور العقل والمنطق والعلم وفق ما توصل له عصرنا من علوم ومعارف .
أعجبتنى حكمتك العظيمة : (كن انسان مسالم و يَقِظ, عش فى حالك و كن حر لكن لا تؤذى غيرك)
نعم فليذهب الإيمان والإلحاد للجحيم ليبقى السلم والأمان والحرية هى القضية والمبتغى .
تحياتى ومودتى .


10 - الأخ المحترم سعيد من الجزائر
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 22 - 17:18 )
الأخ سعيد من الجزائر
بداية أنت من الشخصيات الإسلامية الفريدة التى أحترمها كونك محترم ومهذب فى ردودك وتعاملاتك ولكن لى عتاب لك,فأنا أوجع قلبى فى كتابة خواطرى وتأملاتى لأجدك تنصرف عنها فى الغالب لتثير موضوع جانبى كالإعجاز العددى كما فى مقالى السابق والذى وجد حضور له فى هذا المقال لذا أأمل ان تتناول تأملات هذا المقال بالنقد.
مرة ثانية عن الإعجاز العددى وتقديمى لمثال فى هذا المقال وردى على إحدى أمثلتك فليس هناك إشكالية فى أن تكون الدالة الرياضية كبيرةفهذا يتوقف على تعقيد العلاقات بين الأرقام كما تفعل فى الإعجاز العددى أو عند شرح وتفسير أى ظاهرة طبيعية لتبقى فى النهاية رؤيتى الفلسفية القائلة أن النظام هو فكر مستحدث بإيجاد علاقات بين الأشياء,والعشوائية هى العجز عن إيجاد علاقة.
تناولت حضرتك موضوع التطابق فلم تتطرق لأمثلتى التى يمكن معاينتها والماثلة أمامك عن عدم التطابق,لتطرح التطابق فى المستويات التحت ذرية لأقول أننى لست على معرفة كاملة بفيزياءالأجسام تحت الذرية ولو صدق قولك فليس هناك مشكلة فى تطابق الجسيمات التحت ذرية كما توجد فيزياء الكم المخالفةوالمغايرة تماما لفيزياء نيوتن.
أنتظر المزيد


11 - الروح فكرة خيالية خرافية لتمتزج بالرومانسية لاحقاً
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 23 - 13:06 )
أهلا أستاذ ليندا كبرييل
تناولتى بالتحليل موضوع الروح وكيف أنها فكرة إنسانية خيالية تبغى البقاء والخلود وكسر حاجز الموت,وأتصور أن هذه الفكرة هى السبب فى تشبث البشر بالأديان والمعتقدات فلو تيقن البشر بالرغم أن الأمور لاتحتاج لليقين بل للبديهة والعقلانية إلى عدم وجود حياة أخرى فلن يبدد أحد دقيقة من وقته فى صلوات وطقوس!
أنفى نفيا قاطعا بوجود الروح ككيان أثيرى مستقل,والمؤمنين به لا يستطيعون الجهر بشكل وكينونة الروح وخواصها وماشابه,بل كتبهم المقدسة تعلن عن الجهل بكينونة الروح فمعرفتها من شأن الرب ليكون الروح فكرة تلبى إحتياجات الإنسان النفسية فى كسر الموت.
ولكن رغم ذلك أتعاطى كمادى مع فكرة الروح كتعبير رومانسى لطيف لا بأس من التعاطى معه للتعبير عن رومانسية وحالة إنسانية جميلة رقيقة بالرغم أن كل هذه الأشياء مبعثها الدماغ.
إشكالية المؤمنين بالروح هو الخلط والمزج بين أحاسيس رومانسية رقيقة وبين الواقع المدرك لتتوه الحقيقة ويحل الخرافة لذا انصح بالتعاطى مع فكرة الروح كمشاعر وأحاسيس رومانسية جميلة وكفى لأن خلاف ذلك ستتولد الخرافة والدوغما والإنحراف عن فهم الحياة.
تحياتى وتقديرى لحضورك الرائع دوما


12 - لماذا لم انبته قبل !!!
لوسيفر ( 2018 / 9 / 24 - 20:39 )
تحية استاذنا الكبير
بصراحة ليس معي وقت ابدا لقراءة المقال لاني منهك بالعمل الزراعي و مع هكذا لفت نظري شيء عظيم اليوم لم انتبه له بتاتا
منت جالس منذ قليل مع الراعي يلي يعمل عندنا و هو متدين و قاعد يقلي الاسلام دين الحق و الدليل لن الكل يحارب الاسلام ضحيح اني سمعت كثيرا هذا الكلام قبلا لكن مهلا لنفترض ان الجميع يحارب الاسلام و لن اردت ان تعلم الحق فاتبع سهام العدو اليس كذالك
طيب ليش ما دام هنااك 7 مليارات مؤمن مؤمن منهم 6 مليارات و 800 مليون بالاديان كلهم يحاربون الملحدين و اللادينيين و اللا ادريبن اليس هذا دليل ان هؤلاء الفسقة الفجرة الكفرة هم على حق بما ان الكون كله يحاربهم
!!!!!!!


13 - لن تقوم للأديان قائمة بدون العدو وفوبيا المؤامرة
سامى لبيب ( 2018 / 9 / 25 - 19:03 )
أهلا حبيبنا لوسيفر
تنتبه إلى زعم الفكر الإسلامى بأن العالم يحارب الإسلام فلك كل الحق فى هذا التأمل والتوقف ,ولكن كل الأديان والمعتقدات تنهج نفس هذه الأيدلوجية الفكرية فهى ذادها لتوحيد المريدين والأتباع نحو الخطر المحدق بهم أى اللعب على وتر الهوية المعرضة للخطر فيزداد توحد وتشبث وتعصب المؤمنين.
ترتفع هذه النغمة فى الإسلام خاصة وكذلك اليهودية كون الإثنان مشروعان سياسيان قبل أن يكونا مشروعاً عقائدى فلن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم , ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ,علاوة على آيات كثيرة تحث على محارية الكفار والمنافقين ألخ!
هذا الشحن يبغى من وراءه توحيد صفوف المسلمين من خلال خلق فوبيا المؤامرة والعدو الكرتونى لينصرف المسلم عن التفكير والبحث فهناك خطر محدق بل سيتغافل عن أى شك يراوده فمصدره هو شبهات المسيحيين واليهود والملاحدة الذين يبغون النيل من الإسلام.
يتم إستثمار حالة الفوبيا والتحفز والنفور دوما عبر الساسة من معين لا ينضب من التراث القرآنى الذى لا يكتفى بعداء زمانه ليمد الصراع والكراهية دوما فاليهود مثلا أعداء المسلمين عبر كل زمان ومكان!!
تحياتى وسلامى .

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس