الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صك «الاستسلام» في ادلب؟

اكرم حسين

2018 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون الوصف الأكثر «دقة» للمنطقة التي دُشِّنت فيها الاستعدادات للهجوم على ادلب واستعادتها من الفصائل المسلحة التي رفضت التسويات والمصالحات مع الروس هو «الخوف والذعر» وقد اسست هذه الاستعدادات لمرحلة جديدة عنوانها الابرز الاصرارْ على مواجهة النظام وحلفائهِ حتى الموت! واصرار من الجانب الاخر على استعادة ادلب والدخول الى مركز المدينة والقضاء على كل القوى «الارهابية»، لكن بعد توصّل الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في لقاء القمة الذي جمعهما في مدينة سوتشي الروسية، إلى اتفاقٍ للحفاظ على منطقة خفض التصعيد في إدلب، ومنع هجوم عسكري عليها، وانشاء منطقةٍ منزوعة السلاح. عاد الهدوء إلى الشارع السوري، وخرجت التظاهرات بعد تقلّص الحواجز الأمنية وازالة المتاريس.
رغم ما يجري من استسلامات قدرية من قبل النظام والمعارضة لداعميهم الاقليميين والدوليين وتمكّن الروس من تسويق الاتفاق لدى إيران والنظام السوري، فإن أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ هذا الاتفاق هي المتعلقة بالجانب التركي، ومدى قدرته على تَسويقْ الاتفاق، ودفعْ بعض الجماعاتِ المتشدّدة الموجودة في إدلبْ إلى تنفيذهِ. وخاصةً تلكَ التنظيمات التي يُمكنْ أنْ تُشَكِلْ عقبةً أمام تنفيذْ الاتفاق، وأهمها هيئة تحرير الشام، وحرّاس الدين، والحزب الإسلامي التركستاني (الإيغور) والتي اعلنتْ على الملأْ رفضها الاتفاق مما يضعُ تُركيا امامَ تحدياتٍ حقيقيةٍ للإيفاءِ بالتزاماتها حتى لو اقتضى الامر استخدام الحل العسكري.
وفي كل الأحوال، لا يمثل الاتفاق تحولاً في مسارِ الأوضاعِ في سوريا، ولا يُشكّل منعطفاً سياسياً للحل، بل مخرجاً جنّب محافظة إدلب، معركةً داميةً، ريثما تتضحُ صورةُ التفاهمات الإقليميةِ والدوليةِ حول قضايا الحل النهائي في سوريا، وكيفية الوصول إليها. فالعملية الرئيسية الجارية حالياً هي تشّكيل اللجنة الدستورية التي يُحاولُ المبعوثُ الدولي تشذيبها، وتطعيمها بعناصر تسدُ رمقَ النظامِ وحلفائهِ ، ويَكمُن امتحانُ القوى السورية والدولية المعارضة في إفشال هذه العملية، وعدم منحها أي شرعية.
لكن رغم مرور سبع سنوات على اندلاع الثورة السورية، فإن صانع القرار الأميركي، لم يتمكن بعد، من إقناع نفسه بضرورة أن يتبنى سياسة متكاملة تجاه سوريا، وان يشارك بفعالية في رسم مستقبلها، فاللامبالاة الأميركية، لم ترتبط بطبيعة الإدارة الحالية على الرغم من الاختلاف الجزئي في لهجتها، لكن جوهر السياسة الأميركية تجاه الملف السوري لم يختلف منذ اليوم الأول وحتى هذه اللحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا