الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (1)

طلعت رضوان

2018 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الدكتورحسين مؤنس لم يكن من نجوم الثقافة المصرية (والعربية) السائدة مثل آخرين حصدوا (جائزة القداسة) ربما بسبب طابع كتاباته الأكاديمية..وربما بسبب أنه لم يكتب كثيرًا للصحف والمجلات..ولعلّ هذا ما جعلنى أعتقد أنّ ما سوف أكتبه عنه سيـُـنشر..ولكننى أخطأتُ فى توقعى فقد رفض رؤساء تحريرالمجلات الثقافية نشرمقالى. أما عن السبب فسوف يتبينه القارىء من مقالى المرفوض..والذى يؤكد أننى كنتُ- ومازلتُ- أكتب دون تحفظات..وأكتب بغض النظرعن الموقف من النشر..وقد فرحتُ عندما وجدته فى أرشيفى عندما نويتُ كتابة سيرتى الذاتية..وقد بدأته كالتالى:
000
الدكتورحسين مؤنس (1911- 96) نموذج ل (المثقف) الذى قرأ تاريخ الشرق والغرب. وقرأ التراث الإنسانى خاصة فى مجال الأدب..وقرأ التاريخ العربى/ الإسلامى، ورغم كل هذه القراءات فإنه لم يتعلم منها أهم دروس التاريخ: الغزاة غزاة حتى لوارتدوا مئات الأقنعة وعلى رأسها قناع (الدين) ولذلك يُـكثرفى كتاباته من استخدام تعبير(الفتح الإسلامى) بينما ما حدث هو (غزو عربى) اتخذ من الدين ستاردخان ليُحقق طموحاته الاستعمارية. كما أنّ د.مؤنس يستخدم التعبيرالشائع لدى كل الأصوليين الإسلاميين (الحضارة الإسلامية) وتجاهل (رغم الكتب التى قرأها) أنّ الشعوب هى التى تصنع الحضارات وليستْ الأديان. لذلك نجد مثقفــًا كبيرًا مثل المفكر الكويتى د. أحمد البغدادى يمتلك شجاعة الاعتراف بلغة العلم فكتب ((الحضارة كفعل إنسانى لا تحتاج إلى دين لكى تتطور..هذا إذا إنْ لم يُقيدها الدين ويحد من تطورها، لكن الدين بحاجة إلى الحضارة الإنسانية لأنه جزء من الدنيا..ومع ذلك لايُعد تجنيًا على النص الدينى القول أنه لا علاقة له بالحضارة..وهل الإنسان بحاجة إلى النص الدينى أم إلى العقل والتجربة لإقامة حضارته؟ والمسلمون الذين عادوا للنص الدينى هم أقل الأمم مشاركة فى الحضارة الإنسانية)) (أحاديث الدين والدنيا- مؤسسة الانتشارالعربى- عام 2005- ص97، 98)
وكيف تكون الحضارة مع المأثورالعربى ((لايجتمع فى أرض العرب دينان))؟ وكيف يقبل العقل الحرالقول بأكذوبة (الحضارة الإسلامية) مع إنّ الإسلام حرّم الخمروبعض أنواع الطعام ولم يُحرّم العبودية؟ هذه الأسئلة لم تخطرعلى ذهن د. مؤنس لذلك وقع فى خطأ علمى فادح عندما اعتبرالإسلام وطن، ووفق نص كلماته لقد ((حلــّتْ الوطنية الإسلامية محل الوطنية القومية)) ثـمّ أضاف فى ترديد لكلام المشايخ ((وتجد الإسلام فى كل مكان..وتجد المآذن والمساجد فى العالم الإسلامى من الدارالبيضاء إلى سمرقند..وتجد أنّ الدعوة للنهضة والنداء لليقظة ينبعثان من فم المؤذن الذى يستجيب له المسلمون)) (الشرق الإسلامى فى العصرالحديث- المكتبة التجارية- شارع محمد على- القاهرة- ط1 عام 1935- ص9، 10)
وكان الخطأ العلمى الثانى الذى وقع فيه د.مؤنس وهويتحدث عن (الحضارات القديمة) فذكرأنّ ((الدولة الإسرائيلية وضعتْ أساس الحضارة الفكرية من دين وفلسفة وما إلى ذلك)) (المصدرالسابق- ص4، 5) فهل الدولة الإسرائيلية (بفرض وجودها) فى العصورالقديمة هى التى وضعتْ أساس الحضارة أم رسّختْ للغدروالعدوان والقتل الوحشى والإبادة الجماعية لأى شعب من أجل سواد عيون (شعب الله المختار) من بنى إسرائيل أتباع موسى؟
ألم يقرأ د.مؤنس الذى رأس قسم التاريخ بجامعة الكويت من عام 1961- 77 ما ورد فى الكتاب المقدس لدى كل العبرانيين (العهد القديم) عن العداء لجدودنا المصريين وللشعب الفلسطينى وكافة شعوب المنطقة التى أمرالرب العبرى أتباعه العبريين باحتلال أراضيهم وذبح أطفالهم وتدميرمخيماتهم وقتل مواشيهم وتحويل الأنهارإلى دماء وبعوض وذباب إلخ؟ كيف تكون الدولة الإسرائيلية (القديمة) صانعة للحضارة وكتابها (المقدس) يخجل العقل الحرمن كتابة ما ورد فيه عن أورشليم وعدد كلمات (الزنا) التى تكرّرت فى أكثرمن سِفرمثل حزقيال حيث يقول الرب لأورشليم ((ها أنا ذا قد مددتُ يدى عليك.. ومنعتُ عنكِ فريضتك وأسلمتكِ لمرام مبغضاتك بنات الفلسطينيين..وزنيتِ مع بنى آشورإذْ كنتِ لم تشبعى فزنيتِ بهم وكثر زناك فى أرض كنعان إلى أرض الكلدانيين ولم تشبعى. فلذلك يا زانية اسمعى كلام الرب..ها أنا ذا أجمع كل الذين أبغضتهم فأجمعهم عليكِ وأكشف عورتكِ لينظروا كل عورتكِ وأسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ومرتفعاتك وينزعون ثيابك ويتركونك عريانة عارية ويحرقون بيوتك بالنار)) ثم يخاطبها قائلا ((فى رأس كل طريق بنيتِ مرتفعاتك رجّستِ جمالك وفرجتِ رجليك لكل عابروأكثرتِ زناك. وزنيتِ مع جيرانك بنى مصرغلاظ اللحم وزدتِ فى زناكِ لإغاظتى)) (حزقيال 16)
فأية حضارة هذه التى يصف فيها (الرب) نفسه بأنّ البشريعملون على (إغاظته)؟ ولماذا لم يستشعرد.مؤنس بجرح كرامته وذاك (الرب العبرى) يصف شعبنا بأنه (غليظ اللحم) كناية عن الثدييات ذوات الأربع؟ لأنه فى نفس السِفرأضاف كاتبه العبرانى ((وأكثرتْ زناها بذكرها أيام صباها التى فيها زنتْ بأرض مصر..وعشقتْ معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحميرومنيهم كمنى الخيل)) (حزقيال 23)
فكيف ولماذا لم يتوقف د.مؤنس عند هذا الوصف الذى شبّه فيه الرب العبرى شعبنا بأنّ لحمه كلحم الحميرومنيه كمنى الخيل؟ لايوجد غيراحتماليْن لاثالث لهما: أنه قرأ العهد القديم وتغاضى عن الإهانة الموجّهة له بصفته أحد أبناء الشعب المصرى، أوأنه لم يقرأ العهد القديم..والاحتمال الثانى (وأرى أنه مُستبعد طالما كتب عن إسرائيل فى العصورالقديمة) ولكن بفرض أنه لم يقرأه فهوتقصيروفق قواعد البحث العلمى..وهذا الرب العبرى يصف نفسه كثيرًا بأنه (رب الجنود) فماذا يفعل هذا الرب؟ يقول ((وأشعل نارًا فى سوردمشق)) (إرميا 49) وبعد أنْ خرّب مصر وسلــّـط على جدودنا الجراد إلخ يصف مصربأنها ((عجلة حسنة جدًا)) (إرميا 46) وألفاظ (الزنا) تتكرركثيرًا فى معظم الأسفارفأرجو من القارىء الرجوع إليها ومنها– على سبيل المثال- سفرإرميا- الإصحاحات 2، 3 وكذا تتكرّرمقولة أنّ البشرالمُعتدى عليهم من بنى إسرائيل (يغيظون الرب) والصورة التى رسمها النص (المقدس) هى أنهم يسكبون ((آلهة أخرى لكى يغيظونى)) (إرميا 7)
أما عندما يتناول د.مؤنس أوروبا العصورالوسطى فإنه يلتزم بلغة العلم التى لايختلف معه فيها العقل الحر، فكتب ((بدأتْ أوروبا تفيق من غفوة القرون الوسطى..وكان ارتدادها إلى حضارة الإغريق والرومان قد أفضى بها إلى رحاب واسعة من الحرية)) وأكثرمن ذلك عندما كتب أنّ كارثة أوروبا فى تلك الفترة كانت بسبب الكهنوت الدينى فكتب ((حلّ رجال الفكروالعلماء والشعراء محل القسوس والرهبان فى قيادة الناس..وأصبح الأوروبيون أكثرصلة بالطبيعة ولم يتحرّجوا فى سبيل العيش من أنْ يُعلنوا ثورتهم على الدين وأنْ يُهملوا حدوده وشعائره التى كانت همهم فى القرون الوسطى، بل استدعى نضالهم فى الحياة أنْ يتحد كل فريق ويعتزبوطنه فصارت الوطنية عندهم إلى مقام يشبه مقام الدين)) رغم هذا الكلام الذى لاخلاف حوله إذا به يُضيف بعده مباشرة ((بهذا هاجم الغرب الشرق بثلاثة أسلحة لاقبل للأخيربها (أى الدين) هى الحرية والعلم والفكر)) (المصدرالسابق- من 32- 36)
وهكذا هدم د.مؤنس ما خطه بيده، إذْ يرى أنّ الحرية والعلم والفكر(هجوم) من الغرب على الشرق، فلماذا تعمّد استخدام كلمة (هجوم) وهويعلم (أوكان عليه أنْ يعلم أنّ معناها فى اللغة العربية (التى يُدافع عنها) تعنى الاعتداء سواء المعنوى أوالمادى المسلح، فى حين أنّ الحرية والعلم والفكرثلاثة مرتكزات ساهمتْ فى نقل أوروبا من عصرالظلم والظلام إلى بداية عصر التنوير، خاصة وأنه هونفسه يعترف بفضل العلم عند حديثه عن الغزوالفرنسى على مصر..وأنّ المماليك ((لم يُحاولوا تقليد الفرنسيين فى شىء من أساليبهم فكانت النتيجة هزيمة ساحقة انتهتْ بفنائهم من التاريخ..ولهذا سترى أنّ الشرق سيظل مهزومًا مهما يُصلح فى أساليبه)) (المصدر السابق- ص 37، 38)
وهونفس الشىء الذى حدث قبل ذلك عام 1668عندما غزا جيش لويس الرابع عشرتونس والجزائر، وانتهتْ المعركة بهزيمة ساحقة للأتراك..وكان تعليق د.مؤنس ((وستـُـصبح القوات العثمانية بل الإسلامية منذ ذلك اليوم رمزًا للهزيمة والفشل)) وتتكرّرهزيمة الأتراك عند أبواب فينا على يد ملك بولندا..وفى عام 1685يستولى القائد موروسينى على البلقان..وكان تعقيب د. مؤنس ((سيُـصبح حال تركيا شرًا ليس بعده شر..وسيبدأ من هنا ليلها الطويل الأسود ومرضها طويل الثبات. فقد تبيّن المدى الواسع الذى يُـفرق تركيا عن جيوش أوروبا ويفصل الشرق الإسلامى عن العصرالحديث..وستكون الحوادث المُقبلة كلها براهين تؤيد هذا الفارق وتـُظهر التفوق الغربى..وستزداد أوروبا فهمًا له كل يوم، فتــُهاجمه بكل قوة وتشل حركة الشرق فيقوى شعورالشرق بالضعف، ويهبط اليأس على المسلمين ويدفعهم إلى الهاوية)) (المصدرالسابق- ص47، 48)
ذكرالجبرتى أنّ المماليك قالوا عن العلماء والجنود الفرنسيين (كفار) والسبب أنهم ((يُحبون الفستق والمكسرات)) نقل د.مؤنس ذلك بأمانة (ص58) ولكنه تغافل عن التعليق الواجب المُتعلق بتلك العقلية الدينية التى تـكتفى ب (تكفير) الغزاة بدل الأخذ بأساليبهم العلمية..وبسبب تلك العقلية الدينية فإنّ (الزعيم) محمد كريم كان يرى أنّ مصر((أرض السلطان)) (ص68) أيضًا دون تعليق من د.مؤنس..وتلك العقلية الدينية هى التى سيطرتْ على د.مؤنس عندما كتب فى كتاب آخرعن الأهرام ((أنّ ألوف البشرظلوا يعملون عشرات السنن ليُنشئوا قبرًا لإنسان واحد)) (الحضارة: دراسة فى أصول وعوامل قيامها وتطورها- كتاب المعرفة الكويتى- عدد 237- ط 2سبتمبر98 وط 1يناير78- ص11)
هكذا فى سطرونصف- وبلغة تقريرية- يُردّد د.مؤنس الحاصل على الدكتوراه من جامعة زيورخ بسويسرا عام43 كلام الأصوليين الإسلاميين عن (السُخرة) فى بناء الأهرام وأنّ الهرم مجرد ((قبرلإنسان واحد)) وهوهنا تجاهل الدراسات العلمية التى أكدتْ أنه تم اكتشاف مدينة للعمال..وتم العثورعلى كشوف بأسماء العمال بها بيانات عن كميات الطعام بل والعطورالتى كانت تـُوزع عليهم..وكان يجب عليه أنْ يعرف أنّ الأهرام- فى دراسات علمىْ المصريات والآثار- معجزة معمارية، اعتمد جدودنا فى تشييدها على علوم الهندسة والرياضيات والفلك. وردًا على ادعاءات (السُخرة) كتب العالم (فلندرزبترى) أنّ ((العمل كان يجرى أثناء موسم الفيضان أى بين آخريوليووآخرأكتوبر، وهوالوقت الذى تــُـزرع فيه الأرض ويكون معظم الأهالى بلا عمل)) وأنّ الأهرامات ((شيّدها بناؤون مهرة وكانوا يسكنون فى مبانى وجدها بترى غرب هرم خفرع)) (أ. أ. س إدواردز- أهرام مصر- هيئة الكتاب المصرية- عام 97- ص 212، 213)
وأكدتْ عالمة المصريات (مرجرت مرى) ذات الحقيقة وأضافتْ أنّ الملك استخدم العمال فى البناء وأمدّهم بالطعام فى أسوأ فترة من العام..وأنّ بقايا المستعمرة القائمة حول هرم خفرع تشير إلى أنه كان يتعهّدهم بالسكنى وهوما أكده هيرودوت المؤرخ الإغريقى الذى زارمصر((مصر ومجدها الغابر- هيئة الكتاب المصرية- عام 98- عدة صفحات)
وبينما د.مؤنس حظى بالشهرة فإنّ د. محمود سلام زناتى الذى ابتعد عن الأضواء وعمل فى صمت كتب ((كانت الحروب المصدرللأرقاء..وقد تمتــّع الأرقاء فى مصربوضع قانونى واجتماعى يفضل وضعهم فى كثيرمن المدنيات القديمة، فكان الرقيق شأنه شأن الأحراريتمتــّع بحالة مدنية رسمية..ويُسمح له بأنْ يتخذ اسمًا مصريا..ويُسجل اسمه فى مكاتب التوثيق..ويتمتــّع ببنوة شرعية..ويُسجل اسم الأم والأب فى السجل المدنى)) (تاريخ القانون المصرى فى العصور: الفرعونى والبطلمى والرومانى والإسلامى- عام 85- من ص50- 474) فإذا كان أسرى الحرب يُعاملون معاملة المواطن المصرى من حيث الحقوق المدنية..ووجود قضاء لايختلف عن القضاء فى العصرالحديث (ابتدائى واستئناف) وحرص ملوك مصرعلى تطبيق قواعد العدالة والقــَسَم عند تولية الحكم ب (ماعت) إلهة العدل والصدق والاستقامة، فكيف مع كل تلك الحقائق التى ذكرها علماء المصريات والآثار، يكون فى مصر(سـُخرة) كما زعم الأصوليون الإسلاميون وردّد د.مؤنس كلامهم؟
إزاء سيطرتْ المرجعية الدينية على عقل د.مؤنس، لذا لم تكن مفاجأة (بالنسبة لى) عندما قرأتُ ما كتبه عن الفرق بين الإسلام وغيره من الأديان إذْ كتب أنّ ((الإسلام ينفرد من بين أديان الدنيا بأنه الدين الوحيد الذى يُمكن أنْ يُسمى دينـًا..وأنّ النصرانية التى أرسلها الله على عيسى عليه السلام ضاعتْ بعد موته)) (مجلة أكتوبر15/3/92) وعلــّـق على هذا المقال د. رفعت السعيد- الأهالى 6/5/92 وأ. صلاح الدين حافظ – أهرام 13/5/92) فلماذا لم يُفكرد.مؤنس فى خطورة كلامه على أبناء شعبنا المؤمنين بالمسيحية؟ أليس هذا الكلام من أخطرأسلحة هدم صرح الوطن؟ وهوما تسعى إليه أميركا والصهيونية العالمية لتحقيق هدف تقسيم شعبنا على أساس دينى من خلال نفخ النارلإشعال حرائق (الصراع الدينى) بين أبناء الشعب الواحد ، فكيف غابتْ تلك الحقائق عن د.مؤنس الذى ردّد ما قاله الشيوخ أمثال الشيخ الشعرواى والشيخ كشك؟ وهل المرجعية الدينية تعمى البصروالبصيرة إلى هذا الحد؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر