الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان يكشف المستور: بأن هناك (ضغوط لإخراجهم من سوريا)

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 10 / 5
القضية الكردية


خلال مداخلة تلفزيونية للرئيس التركي صرح بعدد من النقاط والقضايا التي تحاول تركيا التستر عليها حيث وبحسب موقع خبر24 صرح ((الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس 4/10/2018 بأن أمريكا أرسلت أكثر من 19 ألف شاحنة تضم أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى وحدات حماية الشعب وتقوم بتدريبهم في 22 قاعدة عسكرية بنتها أمريكا في شمال سوريا. هذا وقال أردوغان خلال مداخلة تلفزيونية بأن لأمريكا 22 قاعدة عسكرية في سوريا ولروسيا 5 قواعد ونحن أيضاً من حقنا أن يكون لنا قواعد عسكرية على الأراضي السورية. وقال أردوغان:” بأنهم يطلبون منا الخروج من سوريا، نحن نقول لهم لن نخرج من سوريا نحن في سوريا بطلب من الشعب السوري، فهم طلبوا منا الحماية والمساعدة نحن لبينا طلبهم في عفرين وفي ادلب وقمنا بحمايتهم” بحسب تعبيره. وأشار أردوغان بأنهم لن يخرجوا من سوريا إلا إذا جرت انتخابات رسمية في البلاد وعودة الاستقرار وقتها سنترك سوريا لأصحابها وسنغادر سوريا)). كما أضاف بأن "أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آبار النفط في دير الزور، نريد أن نعرف على من سيتم توزيع هذا النفط" وذلك في إشارة إلى إغلاق الحدود بوجه تصدير النفط من خلال تركيا.


إن تصريح الرئيس التركي يكشف عن عدد من النقاط والقضايا الهامة:
أولاً- بأن العلاقة بين البلدين - تركيا والولايات المتحدة- باتت على "كف عفريت"، كما يقال وبالتالي يمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة على عموم المنطقة وتحديداً على تركيا في المستقبل القريب وذلك إن لم تعمل القيادة التركية "تكويعة" جديدة لسياساتها وأعتقد هذه باتت شبه مستحيلة ولأسباب عدة؛ منها تتعلق بمنهجية التفكير للرئيس التركي وحزب العدالة والتيار الأخواني عموماً ومشروعها العالمي؛ بأن تكون تركيا أحد "الكبار الجدد" وقد صرح الرئيس التركي بذلك في حديثه الأخير أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وذلك حينما قال: بأن "المرحلة لا تقبل أن يكون هناك خمسة كبار فقط". وبالتالي يمكننا القول: بأن تركيا ستمضي قدماً في مشروعها السياسي لتجد بالأخير تصدياً لها ليس فقط من حلفائها القدماء؛ أي الغرب والأمريكان، بل من الروس قبلهم، كون هذه لن تسمح بدولة قوية على حدودها الجنوبية حيث ذاكرتها تحمل الكثير من الحروب مع جارتها الدولة العثمانية ولن تقبل بإعادة تجربة شبيهة مع تركيا بمنهجية إسلامية.

ثانياً- إن تصريح الرئيس التركي يؤكد على أن الوجود الأمريكي في المنطقة لن يكون طارئاً، كما يحاول البعض القول به والترويج له حيث من "أرسل أكثر من 19 ألف شاحنة تضم أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية إلى وحدات حماية الشعب وتقوم بتدريبهم في 22 قاعدة عسكرية"، كما صرح به الرئيس التركي، لن يغادر المنطقة بتلك السهولة ولذلك ها هي تركيا تحاول هي الأخرى أن تجد لها موطئ قدم في الجغرافية السورية حيث يؤكد أردوغان في تصريحه بأن "نحن أيضاً من حقنا أن يكون لنا قواعد عسكرية على الأراضي السورية" وبالمناسبة فقد كشف هنا الرئيس التركي دون مواربة وبوضوح شديد؛ أن الهدف من كل التدخل التركي في الملف السوري لم يكن دعماً لـ"الثورة السورية" وشعبها وإنما بهدف الحصول على جزء من الكعكة السورية.

ثالثاً- النقطة الأهم والأكثر حساسية والتي تمت الكشف عنها في تصريح الرئيس التركي هو ما جاء بخصوص "الطلب منهم" -أي من تركيا- الخروج من سوريا حيث قال أردوغان: "يطلبون منا الخروج من سوريا، نحن نقول لهم لن نخرج من سوريا نحن في سوريا بطلب من الشعب السوري، فهم طلبوا منا الحماية والمساعدة نحن لبينا طلبهم في عفرين وفي ادلب وقمنا بحمايتهم"، طبعاً إدعاء الرئيس التركي هو إدعاء كاذب وذلك بخصوص أن السوريين "طلبوا منهم حمايتهم" إن كان بعفرين ولا حتى إدلب حيث الأولى تم احتلالها من قبلها وقبل ميليشياتها الإخوانية المرتزقة وذلك بعد تدميرها وترحيل سكانها وجلب العديد من العوائل ومن مناطق مختلفة بهدف إجراء تغيير ديموغرافي لها، كما أن إدلب هي الأخرى محتلة من قبل جماعات تكفيرية سلفية وأخطرها جبهة النصرة وبعض الأيغور والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا من دول عدة عبر أراضيها لسوريا ولذلك فمن الطبيعي أن يتم القضاء على هؤلاء التكفيرين أو إعادتهم لدولهم عبر الممر نفسه الذي أتوا منه؛ أي الأراضي التركية وإخراج هذه الأخيرة نفسها من الجغرافية السورية حيث بات الجميع يدرك بأن الإرهاب هو تحت رعاية حكومة العدالة والتنمية ولذلك أي حل في سوريا، لا بد من القضاء على وجود الدولة الراعية لكل المجاميع السلفية التركية -ونقصد طبعاً حكومة العدالة والتنمية في تركيا- ويبدو أن هناك ضغوط حقيقية عليها لإخراجها من سوريا بحيث وصل الأمر بأردوغان إلى الكشف عن المستور فيما مضى من الأيام والسنوات رغم أن الأخير أشار بأنهم؛ "لن يخرجوا من سوريا إلا إذا جرت انتخابات رسمية في البلاد وعودة الاستقرار وقتها سنترك سوريا لأصحابها وسنغادر سوريا".

رابعاً- أما النقطة الأخيرة والتي كشف الرئيس التركي عنها، فهي قضية الحصار التركي للإدارة الذاتية ومناطق الوجود والنفوذ الأمريكي، بل وإغلاق الطريق على المنطقة وخنقها اقتصادياً حيث قال: "أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آبار النفط في دير الزور، نريد أن نعرف على من سيتم توزيع هذا النفط"، طبعاً تصريح الرئيس التركي فيه من الإحباط واليأس أكثر من أن تكون فيها الواقعية، كون النفوذ الأمريكي يمتد عبر الحدود لكل من العراق والأردن والسعودية وعموم دول الخليج وصولاً للمعابر المائية الدولية وبالتالي فمن يسيطر على المنطقة عموماً لن يحرم من إيجاد الممرات والمنافذ وخطوط مد الأنابيب للخارج، ثم هناك الخط أو المشروع البديل ونقصد الخط الذي يربط حقول الغاز في المنطقة من مصر وإسرائيل إلى قبرص ومنها لعموم أوربا.. ثم من قال بأن مستقبلاً لا يكون هناك توافق بين الإدارة الذاتية والمركز دمشق بتوافق دولي في إطار حل سوري شامل، بكل تأكيد لا يهمنا هذه التفاصيل التقنية والفنية حيث بإمكان الأمريكان والأوربيين إيجاد الحلول المناسبة، لكن المهم بالموضوع؛ هي مسألة فقدان تركيا لدورها العضوي والحيوي في المشاريع الأمريكية بحيث بات الرئيس التركي يصرح علنية وبنوع من اليأس؛ بأن هناك مشروع أمريكي غربي في المنطقة سيتم تهميش دورها والاعتماد على حلفاء جدد لهم بالمنطقة وهم الكرد والجغرافية والقوات الكردية.

بالأخير يهمنا التأكيد على مسألة كنا قد تطرقنا لها في الكثير من مقالاتنا؛ بأن الكرد قد باتوا يشكلون قوة سياسية جديدة -وليست فقط عسكرية- في المنطقة وأنهم يمرون بمرحلة شبيهة بالمرحلة التي مر بها الشعوب العربية قبل قرن كامل وذلك عندما جاءت إنكلترا بجيوشها وأساطيلها للمنطقة ودفعت بالعرب لمواجهة الخلافة العثمانية حيث كانت أولى الطلقات في وجه الخلافة من أرض الحجاز وببندقية انكليزية بيد الثوار العرب وكان على إثر ذلك انهيار الخلافة وتشكيل عدد من الدول العربية الحالية واليوم فإن الأمريكان يلعبون الدور نفسه مع الكرد، لكن ما يصعب من مهمة الأمريكان هي تشعب القضية الكردية واحتلال جغرافيتهم الوطنية من قبل عدد من الدول الغاصبة وربما تبلور تشكيل حلف جديد بين كل من تركيا وإيران وبرعاية روسية في أحد أهم جوانبه وأسبابه ودوافعه هي المسألة الكردية حيث من مصلحة الدولتين ورغم كل خلافاتهم المذهبية والسياسية التعاضد والتكاتف ضد المشروع الأمريكي، يساندهم الروس لصراعها مع الأخيرة على مناطق النفوذ في الشرق عموماً.. هنا يبقى السؤال الجوهري، هل بمقدور الكرد أن يبرهنوا؛ بأنهم قادرين على حماية المصالح الغربية والأمريكية في المنطقة؟ وبقناعتي وفق الإجابة على السؤال السابق سوف يحدد مصير شعبنا وكردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه