الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس جادة في المصالحة

يوسف سلطان

2018 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يري البعض ان حماس تتهرب من المصالحة وتدير الامور على قاعدة كسب الوقت, واستنفاذ خطوات رام الله, وتفريغها من المضمون, للقفز فور فراغ منصب الرئيس.
فيما يؤكد اخرين ان حماس لا تريد المصالحة فهي مكتفية بما حصلت عليه ولاتتطلع الى ابعد من غزة , بل تطويره تماهيا مع الرؤية الدولية التي تتطلع الى دعم كيان غزة, انطلاقاً من البعد الانساني, وهناك من يدعمها ماليا واعلاميا, بطلب او موافقة اسرائيلية وامريكية في مقابل ابتزاز رام الله.
نحن نري ان حماس الان جادة في المصالحة, ولكن على اساس البناء على الواقع الحالي, وليس من منطلق ارجاع الامور الى سابق عهدها, تسليم السلطة, والتراجع الى موقع المعارضة من الخارج, والتمكين على حسب رؤية او تمني فريق رام الله, لكنها تري المصالحة على اساس الشراكة في الحكم , بالاضافة الى ادارة كينونة خاصة بها بعلاقات خاصة.
لاشك ان حماس وخلال سنوات الحكم للقطاع, مارست عملية الخلط بين حماس الحركة وبين حماس السلطة, ولكن ليس لدرجة التماهي, فلا يزال هناك حدود ما قائمة بين المؤسستين, ولكن الواضح ان السلطة اصبحت تمثل الذراع التنفيذي الرافع للحركة, وقوتها الداخلية والذي لايمكن الغاؤه, وجواز سفرها الى العالم الخارجي, اضافة الى الذراع العسكري لحركة حماس (القسام) وتدعم احداهما الاخرى, مع الاحتفاظ بالكلمة العليا للقسام وان كانت خافية عن العلن.
تنطلق حماس من ارضية صنعتها خلال 12 عاماً من الحكم (الرشيد) وبناء جيشها الظاهر المكون من الموظفيبن بشقيهم, والباطن الذي لايظهر الا في المواقف التي تتطلب ذلك, وبناء بنية تحتية ومواقع تخللت كل مناطق القطاع, الماهول منه والمامول, وبناء شبكة تحت ارضية تستطيع تفعليها في وقت قصير, وبناء شعبية اتسعت لتشمل افراد وعائلات موظفيها وعسكرييها ومرشديها ومخبريها, حيث اصبح لها وجود في كل شارع وحي ومخيم بشكل ما, وشكلت جهازاً للانذار المبكر من خلال السيطرة على جيل الطفولة ضائع المستقبل, واعتباره خزان الموارد البشرية المستقبلي للحركه كما تخطط, وتخزين دائرة معلومات شاملة, ومن خلال السيطرة على مفاصل الاقتصاد الغزي الذي بنته من غسيل الاموال, والاستحواذ على التجارة الواسعة التي تجلب السيولة والدعم بطريق عديدة, وشركات الصرافة والسيطرة على الاراضي الحكومية وتوزيع مساحات لمنتسبيها, وبيع نسبة منها لدعم وتمويل الحركة, والطفرة اللامعقولة في شراء العقارات ورفع اسعارها بشكل لايمكن مجاراته من المواطن الغزي العادي, ومن ناحية اخرى التحكم في فرض الرسوم المكوس بنسب ميالغ فيها, وبالتالي اصبح هناك بنية اقتصادية قوية تستطيع ان تكون موازية في حال ترك السلطة, وربما ندلل على ماقدمه رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية حيث قال: (غادنا الحكومة ولم نغادر الحكم) ومبادرة القسام (الفراغ الامني) التي طرحت ردا على اجراءات السلطة.
تستطيع حماس ان تسلم الحكومة, وتسلم السلطة, وتمكنها, بشرط بقاء رجالها الذين يشكلون الصف الاول حالياً, فلا مانع من تراجعهم للصف الثاني في الهيكلية الادارية, مع بقاء مراكزهم التنفيذية في المركز الاول, حيث هم المعول عليهم في المرحلة القادمة, ولذا فان الملف الاهم لدى حماس, هو ملف الموظفين.
وحيث تري حكومة السلطة في رام الله انها قادرة على ادارة هذا الملف بشكل ما, حيث نتائج اللجنة الادارية المنوط بها فحص ملفات الموظفين ومدي صلاحيتهم وبالتالي احالة نسبة كبيرة من موظفي حماس الى التقاعد, كما فعلت في موظفيها, ومحاولة استبدالهم بموظفين غير حزبيين, فان حماس سوف تجير هذا الاجراء فتكون هي الرابحة ايضا, فان الراتب التقاعدي الذي سيحصل عليه موظف حماس من السلطة, هو راتب تعتبر حماس انها من قدمه وليس السلطة, باعتبارها ناضلت ولم تترك مناصريها, بالتالي سيبقى قيدا حركيا حمساوياً يربط الموظف الحمساوي المتقاعد, عنصراً في النظام الموازي من خلال دائرة المعلومات المحفوظة لديهم.
تعمل حماس بشكل (مؤسسي), ومن خلال اتخاذ قرارات تصب في المصلحة الحزبية, وبصرف النظر عن المصالح الوطنية , التي تتعارض كليا مع ممارسات حماس الا انها تسعي وبشكل جاد للسلطة والحكم وبالتالي ان المنظمة هي الجائزة الكبرى حيث ستفتح لها ابواب الاعتراف حيث المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينى ومن هنا تستطيع التغلب على نسبة التمثيل في السلطة ان حصلت انتخابات من المؤكد انها لن تؤدي الى نتيجة تشابه انتخابات 1996, حيث ينتظرها التصويت العقابي من من اهل غزة, وتعول حماس على قيادة الشعب الفلسطيني, من خلال المنظمة, حيث هي الاكثر ترتيبا وتماسكا في مقابل وهن الفصائل وتمزق حركة فتح المنافس الاقوي لقوة حماس, هذا السيناريو الاول.
فيما السيناريو الثاني: على الاقل ان يكون لها دورا يشبه الى حد ما دور حزب الله السياسي, والعام في لبنان, حيث تكون شريكا في النظام شراكة فاعلة, حيث لايمكن تجاوزها, وربما تنتهي الى المحاصصة مع فتح, على حساب باقي الفصائل, وفي نفس الوقت تنفرد حماس بادارة كينونتها, كدولة داخل الدولة, وهو ما رتبت له حماس عبر انشاء فسائل او توابع, لتكون دعائم تستدعيها عند الحاجة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم