الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمل حاجات معجزة .. وحاجات كتير خابت

محمد السعدنى

2018 / 10 / 8
الادب والفن


السكة مفروشة بتيجان الفل والنرجس
والقبة صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس
والمشربية عرايس بتبكي والبكا مشروع
من دا اللي نايم وساكت والسكات مسموع
سيدنا الحسين ولا صلاح الدين ولا النبي؟
ولا الإمام ؟ دستور ياحراس المقام
ولا الكلام بالشكل دا ممنوع ؟
على العموم موسى نبي عيس نبي
محمد نبى وكل عصر وله نبي
وإحنا نبينا كده من ضلعنا نابت
لا من سماهم وقع ولا من مرا شابت
ولا انخسف له القمر ولا النجوم غابت
أبوه صعيدي وفهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدنا فاجومي من جنسنا
مالوش مرا عابت، فلاح قليل الحيا
إذا الكلاب سابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزه
وحاجات كتير خابت
- أحمد فؤاد نجم
من قصيدة "زيارة لضريح عبد الناصر" التى أنشدها نجم تحية لعبد الناصر قائد المقاومة الشرسة للإستعمار وأعوانه، على حد قوله، أنشدها بعد وفاته، لأن نجم والشيخ إمام كانا فى السجن بعد نكسة 67 بسبب القصيدة "الأغنية" الشهيرة: “الحمد لله خبطنا/تحت بطاطنا/ يامحلا رجعة ظباطنا من خط النار/ يا أهل مصر المحمية بالحرامية/ الفول كتير والطعمية/ والبر عمار/ والعيشة معدن واهي ماشية/ آخر أشيا/ مدام جنابه والحاشية/ بكروش وكتار/ ح تقول لي سينا وما سيناشي/ ما تدوشناشي / ما ستميت أتوبيس ماشي/ شاحنين أنفار/ إيه يعني شعب في ليل ذله/ ضايع كله/ دا كفاية بس أما تقوله/ إحنا الثوار!”. في معتقل القلعة عام 1969، كتب نجم “شقع بقع” داعيًا الشعب للثورة على نظام عبد الناصر..”يا شعب ثور داهية تسمك/ وشيل أصول أسباب همك/ عصابة بتمص في دمك/ والاسم قال ضباط أحرار!/ أخدوا اليهود غزة وسينا/ وبكرة يبقوا وسطينا/ والراديوهات بتغدينا/خطب ونتعشى أشعار”. رغم ذلك كله فقد بكى نجم وانتحب فى سجن القلعة ليلة 28 سبتمبر 1970 عندما علم بوفاة عبد الناصر. ولعلها علاقة ملتبسة بين ناصر ومعارضيه من اليسار، وهى ظاهرة سبق أن ناقشتها هنا فى كتاباتى عن عبدالرحمن الأبنودى ونبيل زكى وجمال الغيطانى ومحمود أمين العالم ولطفى الخولى وإبراهيم صبرى عبدالله ورجاء النقاش وصلاح عيسى وغيرهم ممن عارضوه من اليساريين والشيوعيين ورغم أنهم سجنوا فى عصره، إلا أنهم خلدوا ذكره بعد وفاته، على خلاف الثأر الذى ظل دفيناً مع قوى اليمين من الرجعية والوفد والإخوان من محدودى الفكر والرؤية، فهم لاينسون شيئاً وغالباً لايتعلمون شيئاً أيضاً، وفى تقديرى أن الفيصل كان دائماً القضية الوطنية عند اليسار لا غيرها كما عند اليمين.
عودة لحكاية العم نجم مع زيارة ضريح عبدالناصر بعد خروجه من سجون نظامه، ولعلها أشبه بقصة مولانا الشيخ الشعراوى وزيارته للضريح بعدما رأى ناصر فى منامه وكانت الرؤية تشير إلى أنه فى الجنة كما فسرها الشعراوى بنفسه وراح يزور ناصر فى ضريحه ويقرأ له الفاتحة بعدما خاض فى حقه طويلاً. أقول هذا وأعرف أننى أتحدث عن بشر يصيب ويخطأ، فلم يكن ناصر نبياً كما شبهه نجم فى قصيدته أعلى المقال أو كما نعاه نزار قبانى فى قصيدته "قتلناك يا آخر الأنبياء"، لكنه أقرب لما قاله نجم: عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابت. أما الحاجات المعجزة فقد تكلمنا وتكلم غيرى فيها كثيراً ولعلها بقت فى الضمير الجمعى للشعوب العربية التى لاتزال ترفع صوره حتى اليوم وتماثيله التى رأيتها فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا. لكن ماذا يقصد العم نجم بـ "حاجات كتير خابت"؟ وتطلعت لإجابة السؤال لدى المثقف الكبير ماجد حافظ الذى أرسل لى عبر الإنترنت شهادة مدير المخابرات المركزية الأسبق "يوجين جوستن" فى كتابه "التقدم نحو القوة" إذ يقول: "مشكلتنا مع ناصر أنه كان بلا رزيلة، فلاخمر ولانساء ولامخدرات ويستحيل رشوته أو تهويشه". إذن أبوالنجوم بيتكلم سياسة وليس أخلاق. وهنا نتفق معه فقد عمل ناصر بالفعل حاجات كتير خابت، لعل أهمها أن اختار لنا من يأتى بعده بسياسات الاستسلام للسياسات الأمريكية ورهن القرار المصرى بمشيئة الصهاينة على غرار 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا التى صكها وروج لها السادات، أو أنا ماقدرش أحط راسى فى بق الأسد كما قال مبارك ذات مرة تفادياً لغضب إسرائيل وأمريكا منه. لكن نجم يختم قصيدته بقوله:-
وعاش ومات وسطنا
على طبعنا ثابت
وإن كان جرح قلبنا
كل الجراح طابت.
ولا أظن، رحم الله الجميع، نجم وإمام وناصر وكل من أيدوه أو عارضوه لصالح الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو