الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن المخبر

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من الملاحظ أن الأنظمة العربية لم تعد قادرة على اخفاء وجهها القبيح فحتى ما تعتمد عليه من ترويج للأكاذيب والشائعات لم يتمكن من تغطية عوراتها، وبمجرد أن يتحدث أحد بما هو واقع بالفعل أو يعترض على اي فعل من أفعال هذه الأنظمة تبدأ هي في اطلاق حملات من الأكاذيب والشائعات حوله وتضيق عليه عيشه وتتهمه بما فيها من نقص وقد تفعل أي شيء في سبيل اسكاته وتشويهه وتنغيص عيشه.
وما يمكن أن تصل اليه هذه الأنظمة في مجال كيد النساء والكذب والاختلاق لا يخطر على بال شخص يتمتع بكامل قواه العقلية أو لديه أدنى درجات الأخلاق أو الشرف.
فمن تلفيق تهم لمطاردات لانتهاك خصوصية لتأجير من يضايقك على مدار الساعة، لا تدخر هذه الأنظمة الفارغة التافهة وسعا في تنغيص عيش كل من يرفض جرائمهم في حق البلاد والعباد.
ولأنهم مصابون بمجموعة ضخمة من المشكلات النفسية أدناها النرجسية والبارانويا فهم لا ينسون من وقف في وجههم ولو بقول كلمة حق ويعمدون الى التنكيل به وتدميره نفسيا وبدنيا ولو كلفهم ذلك أموال طائلة والكثير من الوقت والجهد.
فلا يعني أنك تريد العيش في سلام وتلتفت الى حياتك وتنسى الحديث في السياسة وتتركهم يفعلون ما شاء لهم في شعب قابل بكل ما يفعل به أنهم سينسون أنك وقفت في وجوههم في يوم من الأيام.
ولو تحدث المعارضون في بلد مثل مصر على سبيل المثال عن ما يمكن أن يفعله بهم النظام المصري لن يصدقهم أحد، فلا يمكن أن يتفرغ النظام في دولة تعاني من كل صنوف المشاكل والأمراض لمطاردة أصحاب الرأي والتنكيل بهم الى هذا الحد!
هل يتصور أحد على سبيل المثال أن المعارض حياته منتهكة بدون وجه حق ويتم مراقبة بيته وحساباته الالكترونية وهواتفه بدون الرجوع الى القانون!
أو هل يتصور أحد أن يتم تخصيص طاقم من المخبرين لكل صاحب قلم لمطاردته وتنغيص حياته لسنوات وسنوات دون أن يجد لنفسه مخرج من هذا البلاء وحتى لو أكد لهم ندمه على ما فعل ورغبته في اعتزال الكتابة والكلام والتعامل مع البشر وأن ما فعله هذا النظام به جعله يفقد الثقة في الحق والعدل والانسانية وكل معنى جميل أو انساني تربي عليه وعاشه وأمن به في يوم من الأيام؟
إن هذا النظام يستعين بأقذر صنوف البشر ممن فقدوا أي وازع من دين أو ضمير أو شرف أو نخوة وقبلوا ما يلقيه اليهم النظام من قروش في مقابل تشويه المعارض وتنغيص عيشه، وحتى أنه قد يستأجر لهم شقة تعلو شقتك كما فعل معي لإيذائك وحرمانك من النوم الجيد أو الشعور بالخصوصية في منزلك.
والمآساة أن الكل يعرف بما يفعله هؤلاء وقمت بتسجيل تعمدهم ايذائي بالصوت والصورة وتقدمت ضدهم بالشكوى في قسم الشرطة ولكن لا أحد يتدخل فالكل يعرف من الذي استأجرهم وما هي الوظيفة التي أوكلهم بها.
ليتهم حتى يتمتعون بأدنى درجات الشجاعة والشرف ليواجهوا أو يفصحوا عن أفعالهم، بل أنهم يبرروا لأنفسهم ما يرتكبوه من جرائم في حق البلاد والعباد ويعتقدون أن ما يفعلوه من قبيل حروب الجيل الرابع والسادس وأي خزعبلات يحشرونها في رؤوس اتباعهم ليمرروا كل جرائمهم بدون أدني اعتراض.
وعلى الرغم من التضييق الذي يطال الجميع وسوء الأوضاع الذي يلمسه الجميع الا أن الناس مازالت خاضعة لهم وتأتمر بأمرهم اما رغبا أو رهبا وليس لك كشخص عارض في يوم من الأيام الا أن تجد لنفسك مخرجا من هذا البلد الذي لا يحتمل أصحاب الرأي ومن يتمتعون بدرجة من النخوة والكرامة تجعلهم يرفضون الخضوع لمن يعبث بمستقبل بلادهم.
أحيانا أعتقد أن المخبرين الذين يتم الدفع بهم لايذائي مغيبون أو يتم اعطائهم نوع من المخدر يفقدهم الشرف والضمير وهو أمر ربما فعلته أنظمة أخرى في التاريخ بهدف افقاد جنودها الضمير وتشجيعهم على ارتكاب أي جريمة مهما كانت حقيرة ولا يقبلها انسان طبيعي.
هذا البلد يقتل محبيه ويرفع اعداءه .. هذا البلد خطر على كل انسان يتمتع بالوعي والشرف ولم يعد صالحا الا لأهل الدناءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة