الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تكرهوننا؟

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


توقفت كثيرا عند رسالة وردتني من أحد المتابعين لحسابي على الفيسبوك، حيث تسائل المتابع لماذا أكره السعودية الى هذا الحد، وقال أنه قد لاحظ أن حسابي "جديد وموجه" ضد السعودية وتسائل من أكون ولماذا أفعل ذلك!
حاولت مراجعة كم الاتهامات التي وجهت اليّ وهي ليس الأولى من نوعها، فدائما ما اتهم "بالكراهية" كلما كتبت عن الحقوق والحريات ورفضت الفساد ونهب المال العام والظلم والتجبر وتغييب القانون والدستور.
فأولا .. حساب الفيسبوك الخاص بي ليس جديدا أبدا ولكنه انشئ في عام 2009 وهو نشط منذ ذلك الحين ولم امتنع عن الكتابة فيه أو مشاركة الأخبار والموضوعات المنوعة ابدا منذ ذلك الحين اللهم الا في حالات انشغالي الشديد في العمل أو في الواجبات الأسرية أو السفر أو غيرها من الظروف القاهرة.
وثانيا .. حسابي وان كان موجها ضد كل الظلم والقهر والفساد واكل الحقوق فهو ليس موجها ضد نظام بعينه أو أفراد بعينهم، وبالنسبة للسعودية فلم اتحدث بشأنها الا رفضا لاعتداء على اليمن ورفضا للتخلي عن تيران وصنافير المصريتيين وأخيرا بسبب مقتل الصحفي السعودي خاشقجي.
لا أحمل مشاعر حب أو كره للسعودية ولا للنظام السعودي ولكن اكره الأفعال المشينة والجرائم التي يظن مرتكبها أنه فوق الحساب وأنه ما من احد سيمسه وأنه قادر على الافلات من كل جرائمه بدفع الأموال وتحقيق مصالح القوى العظمى.
وهو نفس ما أفعله تجاه النظام المصري فأنا لم أكره "مصر" ولم أكره شخوص النظام المصري ولكن اكره اكاذيبهم المستمرة وحملات التضليل التي لا تتوقف وتغييب الشعب وتبديد ثرواته واسقاط مصر في الديون وتدمير كل مواردها من صناعة وزراعة وسياحة ولا اعتقد أن من يفعل هذه الأمور يحب مصر او يبغى لها الخير.
أنا أكره الخروج عن القانون والدستور أكره اخراس كل صوت ينطق بالحقيقة وقمع كل انسان يحمل في صدره بذور الشهامة والشرف اكره افلات المجرم بجريمته واستحلال البعض حقوق الأخرين واعتقادهم بأن لديهم مزايا تجعلهم أحق من غيرهم بالمناصب والمزايا ليس من ضمنها الكفاءة والخبرة والمؤهلات.
اكره الخضوع للقوى الخارجية والتجبر على الداخل، أكره ما اوصلنا اليه هذا النظام من انهيار على كافة الأصعدة حيث لم يفلح سوى في القمع والقهر وتغييب العقول.
اكره ما يبثه في عقول البسطاء من ان من يعترض على الفشل ونهب ثروات البلاد واسقاطها في الديون هو الذي يكرههم ولا يريد لهم الخير والازدهار بينما من افقرهم عامدا متعمدا وتخلى عن حقوقهم وضيق عليهم سبل العيش هو الذي يريد بهم الخير وأن ما يفعله بهم نوع من الانجازات!
اكره ما يبثه هذا النظام من مثل دنيئة تجعل من البلطجة والخيانة والدجل والجهل وتغييب القانون اساس التقدم وعلى العكس فإن الاجتهاد والعمل والالتزام والتفوق ليس لأصحابهم مكان في جمهورية الخوف التي يصنعها هذا النظام منذ تولى الحكم.
والدليل أن كل من في سجون هذا لنظام هم اكثر الناس موهبة وثقافة ووعيا وخوفا على مصالح هذا البلد وهذا الشعب بينما اللص والخائن والجاهل في أفضل المناصب!
انا لا اكره اشخاص ولا اكره دول ولكن اكره افعال، ومبادئي واحدة، وقياساتي واحدة، وميزاني واحد، بغض النظر عن الأسماء والجنسيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -انقلبت سيارته-.. إيتمار بن غفير يتعرض لحادث سير أثناء تفقده


.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة ميدون ومعلومات عن وقوع ض




.. فيديو لاعتداء على شاب من ذوي الإعاقة يفجّر غضباً في مصر


.. مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان -




.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق