الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Alive Inside_ 2014

مروة التجاني

2018 / 10 / 17
الادب والفن




لايبدأ الفيلم كعادة الأفلام الواقعية بتعريف المشاهد أن الاحداث التي تجري واقعية ، ومع ذلك فالشخوص حقيقية إلى حد الكمال ، إنها تجربة فوق واقعية ، يبدأ الفيلم بحديث مقتضب مع سيدة بلغ عمرها 90 عاماَ نسيت الكثير من أحداث حياتها عندما كانت فتاة صغيرة ، فخضعت لتجربة صغيرة ، يقول المتطوع : دعي الموسيقى تأخذك إلى الماضي وإلى ذكرياتك . وافقت واستمعت إلى واحدة من أشهر أغاني الفنان لويس ارمسترونغ ، بعد الاستماع عادت بالذاكرة إلى أيام المدرسة ولم تتوقف بعدها عن سرد الذكريات . يقول نيتشة : كم أن السعادة تحتاج إلى القليل كي توجد ! إلى صوت مزمار ، بلا موسيقى تكون الحياة هفوة .

يجيب هذا الفيلم على سؤال ماذا يحدث لكبار السن المصابين بالخرف عندما نعطيهم الموسيقى التي أحبوها ؟ . هو سؤال طرحه متطوع في دار رعاية المسنين يسمى دان كوهين ، عمل متطوعاً لمده 6 سنوات وكان سؤاله مفتاح لعودة كثير من الذكريات الضائعة إلى العقل ، أحب أن يشارك تجربته مع الجماهير وطلب أن يتم التصوير معه وينقل التجربة إلى الخارج عبر فيلم ( حي من الداخل ) والذي كما يشير العنوان فأن ما نحسب إنه مات إنما هو كامن في دهاليز الذاكرة وتلافيفها ، والموسيقى وحدها هي القادرة على إثارة اعمق الذكريات وأكثرها بُعداً .

يقول متحدثاً عن ماهية الموسيقى : الموسيقى تربط الاشخاص مع أنفسهم ومن كانوا معهم ، وحياتهم ، ما يحدث عندما تتقدم في السن فأن كل ما يربطك بهويتك يبدأ بالتلاشي . حين طلب كوهين من المخرج أن يصور التجربة لمدة يوم كان الذهول والمتعة هم من رصيد المخرج الذي رافقه بعد ذلك لمدة ثلاثة أعوام لتصوير أحداث الفيلم . توزع التصوير بين شخوص حقيقية وتصوير أحداث متخيلة لحياتهم فيما مضى بناء على ذكريات مروية . الذاكرة هي ارشيف الفرد وبدونها يغدو الشخص بلا هوية ، كأن لم يكن ، كأنه ميت . مهما بدت الذكريات مؤلمة أو صغيرة وغير ذات أهمية فأن الموسيقى وحدها قادرة على معالجة ايقاعها من جديد وبث الانفعالات حولها وتجديدها .

يعرض الفيلم الكثير من التجارب ولحياة المسنين داخل دور الرعاية ، يبدأ مع حالة مصابة بالخرف كلياً لمدة تتجاوز الـ10 سنوات ، يبحث الموظفين في أرشيف كبار السن عن الموسيقى التي أثرت على حياتهم في وقت سابق ، والحالة الأولى هو رجل يعشق الترانيم وقضى معظم حياته في الكنسية فهل تكون موسيقى الترانيم في الوقت الراهن علاج لعودة ذاكرته ؟؟ هذا ما سوف تميزه التجربة وتستعرضه في الحالة الأولى . بعد أن نسى الرجل أبنائه ومن يكون وهذا ما ستكشف عنه أحداث الفيلم . لا يمكن فصل الموسيقى عن المشاعر ، إذا فهي ليست مجرد تحفيز فيسولوجي ، إذا استمع إليها الفرد فإنها تستدعي ذاته ، في أماكن مختلفة من الدماغ والذكريات التي تنسجم معها .

_ التالي رابط لمقتضفات من الفيلم :
https://www.youtube.com/watch?v=IaB5Egej0TQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى