الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بماذا يمكن أن نسميهم اليوم؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2018 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في سبعينيات أو ثمانينيات القرن العشرين الماضي، كتب كاتب خليجي - أظنه كان كويتيتاً – مقالاً صغيراً، قسم العرب فيه إلى ثلاثة أقسام.. وهم على التوالي :
عرب الهز!!
و عرب الطز!!
و عرب الرز!!
فعــرب الـهــز : هم العراقيون والسوريون والمصريون : لأنهم كان يرقصون لحكامهم وجلاديهم، وهم يهتفون بحياته هتافهم الشهور : ((بروح بالدم نفديك يا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فلان)) ثم يضعون اسم حاكمهم أو جلادهم!!

أما عــرب الطــز : فهم كل أولئك الذين لا يخافون أميركا وقوتها وجبروتها وسطوتها على العالم .. وقد أشتق أسم هئولاء من عبارة قالها المرحوم (معمر القذافي) وهي ((طز في أمريكا)).. وذلك، بعد أن قصفت الطائرات الأمريكية بيته في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وقتلت أبنته بالتبني .!

أما عــرب الــرز : فهم جميع الخليجيين وسكان الجزيرة العربية، الذين يسمونهم الآن بـ ((مجلس التعاون الخليجي)).. فقد كان هئولاء أفقر العرب جميعاً، وجوعهم هذا امتد معهم تاريخيا - وهذا ليس عيباً إنما العيب في من ينسى ماضيه ويتنكر له – لكنهم، وبعد اكتشاف النفط في الخليج والجزيرة العربية، وبعد الفورة النفطية الكبيرة وارتفاع اسعاره بشكل جنوني، بعد حضر النفط العربي على الدول الغربية، أثناء أو بعد حرب تشرين المجيدة عام1973 !
فقد انتفخت جيوب هئولاء الخليجيين ـ ونقصد الحكام وليس الشعوب ـ بالمال الوفير بعد تلك الحرب، وبسبب تضحيات ودماء السوريين والمصريين والعراقيين والجزائريين والمغاربة.......الخ، الذين خاضوا حرب تشرين 1973 .
عندها دخل الغنى بعد تلك الحرب إلى كل بيت خليجي تقريباً، فعوضوا ذلك الجوع التاريخي ـ الذي ورثوه لأجيال طويلة ـ بأكلهم لكميات كبيرة من (الرز واللحم).. ولهذا سماهم الكاتب - وهو خليجي أيضاً - باسم عرب الرز!
***
لكن بماذا يمكن أن نسميهم اليوم.. أي بماذا نسمي هئولاء الحكام الخليجيين اليوم؟
فبعد أن انتفخت كروشهم (بالرز واللحم) وجيوبهم بالأموال الوفيرة، نتيجة لتضحيات من خاضوا حرب تشرين المجيدة فكان جزائهم "جزاء سنمار".. فبدلاً من حفظ الجميل لهم أخذوا يتعالون عليهم اليوم وعلى العرب جميعهم ، وبالأخص على أولئك الذين كانوا سبباً في صنع تلك الأموال الطائلة لهم بدمائهم وتضحياتهم الجسيمة، وكانوا سبباً مباشراً ـ حتى وإن كان غير مقصوداً ـ في وفرتها عندهم، وفي جعلهم رقماً مالياً عالمياً يحسب له حساب كبير، حتى أصبح للمال الخليجي قدرة على تحريك العالم كله تقريباً!
فبدلاً من أن يحفظوا الجميل لأولئك الذين كانوا سبباً في صنع تلك الأموال لهم ووفرتها عندهم، ويساعدونهم بأموالهم الوفيرة هذه ، أخذوا يعاملونهم بما يشبه الاستعباد ويتأمرون عليهم ويرسلون الإرهابيين إلى بلدانهم، ليفجروا أنفسهم في وسط مدنهم وقراهم ومساكنهم ويدمرونها ، ويزهقوا أرواح مئات الألوف من موطني هذه البلدان.. وهذا هو الذي حدث للعراق ولسوريا ولليبيا ـ وبصوره أقل ـ لمصر ولباقي البلدان العربية، وحتى الأجنبية بدرجات متفاوتة، مجيرين أموال تلك لصالح أولئك الإرهابين تدريباً وتسليحاً ورواتباً مجزية!.
بل أنهم أخذوا يساعدون عدوهم الصهيوني ـ الذي أسال دمائهم الزكية ـ بأموالهم تلك، ويتعاونون معه بالسر والعلن مطبعين ومتحالفين!!
بل أنهم قد تحولوا إلى (مخلب قط مالي) للإمبريالية العالمية وللأمريكية منها على وجه الخصوص في المنطقة والعالم، وأخذوا يلعبون دور المرابي العالمي التابع للإمبريالية العالمية، والشبيه بدور الصندوق الدولي المختص بإفقار الشعوب، من خلال سيطرته على رسم السياسة المالية والاقتصادية والتوظيفية للبلدان المختلفة، عند تقديمه القروض إليها بشروط قاسيه جداً!!
***
لقد تغول هذا المال الخليجي على العرب جميعهم وسيطر على سياسة معظم البلدان العربية.. فمسح في طريقه كل القيم المتعارف عليها في علاقاتهم المشتركة فيما بينهم، وجميع الموروثات التي كانت تحكم تلك العلاقات.. ولم تعد هناك قيمة تذكر لأي شيء بجانب سيطرة هذا المال الخليجي، لا لتاريخ ولا لحضارة ولا لثقل سكاني أو جغرافي لباقي العرب.. بل أصبح يمكن لمشيخة صغيرة لا ترى على الخارطة كقطر مثلاً ـ والتي صنعتها محطه الجزيرة الفضائية وقاعده عيديد الأمريكية ـ أصبح بإمكانها اليوم أن تتحكم بدولة بحجم مصر، بكل ثقلها التاريخي والحضاري والسكاني، وبدورها الريادي المشهود !!!
وبعد كل هذا.. فبــمــاذا يمكننا أن نــســمــي هئولاء الخليجيين اليوم.. وبماذا نسمي هــذا الــوضــع العربي الــمــقــلوب؟؟
أفــتــونــا يرحــمـكــم الـلـه!!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة