الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضربة شمس

كمال تاجا

2018 / 10 / 19
الادب والفن


ضربة شمس

تجري على حلبة
رابعة النهار
جحافل قيظ
لبت مسرعة
مع انكماش أضلع
على دوحة
الهواء الطلق
~
والهوادة
تستشيط غيظاً
من هبوب نسمات
هواء ضليل
جراء
ضربة شمس
~
حتى يقشعر بدن
تلطيف جو
في مسام ساكتة
عن خفق
~
ونرى بأم العين
أشجاراً باسقة
واقفة فوق الجرد
تطل على الوادي
مع وقفة ثيران
جبال صلدة
صامدة
وجهاً لوجه
بقرون استشعارها
رافعة فؤوس أشجارها
لتتناطح
على وقع طقطقة
أرجل حفيف
فت من عضده
عصف شديد
~
والنسيم الخلاب
عاث فساداً
بالتلويح
في حصد سنابل
حط الهوادة
الراجلة عن جرف مائل
~
والطقس يرد الطرف
بدمع غيوم رقراقة
من واسع
ندى
~
وتلبد الجو
يشيح
بطرفة عين
سكينة
اسندت ميل طرفها
لتستريح
على طرف جرف
بعيد
~
وخرير الماء المراق
من أعلى الجرف
أطلق صيحة
هدير مخنوق
كخوار فيض
تلقى ضربة سيف
من صل صليل
~
وعلى أثرها
تنازعت خراطيم المياه
على رشرشة
رزاز ناعم
على كل شيء حي
~
وأمتلأت كراسي الحشود
بجماهير المترنمين
برقصات
النسيم العليل
على أرائك
تمسح
تصبب عرق الجبين
عن إراقة ماء وجه
ومن كل فج
عميق
~
وحدث اشتباك بين
شياة
أشعة ضوء
مع كباش
نجوم بعيدة
على مراعى ظلال الحلكة
المنشره
على الجرود الممتدة
~
وانتهزت الفرصة
ذئاب ضارية
هبطت من علّ
وجرى السفك
في ضربة سيف
مسلط
على ظلال وارفة
دون رنين
~
وإلى حيث وقفت
بارقة النضارة
مع جمهور يناعة
متعطش
لكأس غمر
من التهاطل
والإنحباس
نحو قاع واد سحيق
~
وانهارت الفسائل
وهن يحنين رؤوسهن
عبر الحقول
لاستقبال طلائع
هجوم فرسان الريح
لتجبرهن على الخضوع
لسطوة
ضرب عصاة
رعاة الضباب
فوق الجرود
وهم يستولون
على السهوب
لترعى قطيع
أعشاب قصيرة
فوق المروج
المترامية الأطراف
~
واهتزت الأعشاب
وربت
على ضفاف
اخضرار فسيح
~
مع زعيق نقيق ضفادع
الهواجس
كجدول من ليوث ضارية
على جلسة خنوع
بين ضلوع مسامات
القفز من على كاهل
العتبات
~
وفي المساء
تحسن الجو
و اعتدل
كتمثال من رخام
صلب
يتلقى هجمة الوساوس
بقلب قد
من صخر
ويتصدى كمصارع بارع
لجلبة صفير
زوابع قصيرة الحيلة
على حلبة النسيم
العريض
~
ليتسنى لقطيع اليناعة
وبرقة لا متناهية
في توزيع
الندى
وبكؤوس الطل
وهو يرمي
حالك الظلام
برماح سنا
من جهجهة
الضوء
~
ويمهد المدى
لطلوع فجر
لا ينام على ضيم
~
ويترك جدول
الرطوبة الندية
من خرير
ليواصل الفيض
~
وحتى أضحى
ومن غير الممكن
لملء كأس
ومن ماء قراح
أن يلم بصليل
سلسبيل رقراق
من خرير
له دمدمة عذبة
في نفوسنا المنطرحة
على ضفاف
كل مجرى سبيل
~
ولا يمكن لطير
دلى منقاره
من عطش
اهتز جنحه
أن ينهل
ليرويه غدير
~
ولا لصقيع
من ضياء
مهما أوتي من عصف
يمكن أن يطفئ غليل
ناره
من غدق
مستفيض
~
ولا لزغردة
حسون
على غصن قلب
أن تشيد
بالغناء
في مجرى سمع
طويل
~
ولا تبيح - لمطر
متهاطل
من الليلك الأبيض
أن يغطي
وجه السكينة
~
ولا لزجاج
نوافذ
من شفافية قصوى
تطليه بصقل
من فضة
توج
في عيون لا تراها
لتدركها
راحة نفس
منطرحة
على وجهها
في كل أرجاء
الأصقاع
الراكبة صهوة مدى
مفتوح
على الرنين الذهبي
لأشعة شمس

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية