الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا فعلتم بهذه الامة

فراس مهدي زوين

2018 / 10 / 20
الادارة و الاقتصاد


اذا كان العراق يستورد من ايران الكثير من احتياجاته الغذائية والزراعية والصناعية، واذا كانت السيارات والطاقة الكهربائية والغاز وغيرها من منشأ إيراني فلماذا لا يستورد السياسي العراقي همتهم في معالجة الأمور؟ واذا كانت الكلمة الإيرانية لها صداها في الواقع السياسي العراقي لماذا لا نستورد الكلمة التي القاها احد النواب الإيرانيين في استجوابه لوزير الاقتصاد الإيراني، "ماذا فعلنا بهذه الامة ، جعلناها يائسة ، لماذا على الناس ان يعانوا من هذا الوضع ،، ما خطأهم" ؟ بهذه الكلمات افتتح الياس حضرتي خطابه في استجواب وزير الاقتصاد الإيراني في جلسة البرلمان التي انتهت بأقالة هذا الوزير بعد مرور قرابة شهر على اقالة وزير العمل علي ربيعي على خلفية فشلهما في التعاطي مع المشاكل الاقتصادية الأخيرة، والتي أدت الى انهيار الريال الإيراني، وتفاقم مشكلة البطالة بين فئات المجتمع الإيراني.
هذا الخبر العابر والذي قد لا يعني شيئاً للكثير ينكأ الجراح ويثير الكثير من التساؤلات عن جدية تعاطي الحكومات العراقية المتعاقبة في التعامل مع الواقع الاقتصادي المحلي المتراجع، وخدمات اقل ما يقال عنها انها بحاجة الى انعاش سريري بعد ان يأس منها الجميع ومددوها أهلها باتجاه القبلة لعلها ترقد بسلام.
ان ما يجمع بين الاقتصاد الإيراني والاقتصاد العراقي هو التراجع في الواقع وانعكاساته على المجتمع واستقراره، وان كانت المشاكل العراقية تعتبر مشاكل مستعصية ومتجذرة في مقابل المشاكل الإيرانية التي فرضت نفسها كردة فعل على الحصار الأمريكي الأخير، ولعل المشاكل الاقتصادية الإيرانية ليست سوى حلقة واحدة من سلسلة المشاكل الاقتصادية العراقية ولكن ما ميزها وجعلها جديرة بالمتابعة هو الرغبة الإيرانية الجادة والحقيقية في معالجة الأمور، في الوقت الذي لاتزال الحلول الاقتصادية العراقية تستخدم أسلوب النعام في طمر رأسها في التراب لعل الازمات تختفي عندما تغمض العيون.
ان الازمة الاقتصادية العراقية واضحة المعالم وقد لا تحتاج الى الكثير من الجدل والبحث فمشاكل الاعتماد الكلي على النفط، والفساد الذي استشرى في أروقة الدولة، وباب الاستيراد المفتوح، وفشل القطاعات الزراعية والصناعية، وغيرها ممن اُشبع بحثاً وتحليلاً في كافة مجالات الاعلام والاروقة العلمية كانت اكثر من ظاهرة للعيان ولاتحتاج لإطالة البحث بقدر ما تحتاج الى الجدية والواقعية في الحلول.
ان المشكلة العظيمة تحتاج لقرارات صارمة، والحلول الكبيرة تحتاج الى جدية في الطرح والتعاطي، فعزل وزير الاقتصاد الإيراني يوم الاثنين 27/8/2018 جاء بعد فترة وجيزة من عزل وزير العمل على خلفية ارتفاع معدلات البطالة، فهل يدرك البرلمان العراقي المنتهي عمره والبرلمان القادم حجم البطالة في سوق العمل العراقية ؟ وهل يدرك المسؤول العراقي حجم التراجع الصحي والتعليمي والثقافي، هل يعلم المسؤول انه المسؤول عن حياة المواطن؟ انه سؤال جوهري للقائمين على الأمور، ماذا فعلتم طوال 15 عاماً، وكم مسؤول اقلتم وكم فاسد حاسبتم، وماذا فعلتم بهذه الامة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي