الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة وطنٌ في محل مفعولٍ به

صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)

2018 / 10 / 22
الادب والفن


وطنٌ في محل مفعولٍ به

صلاح حمه أمين

وطنٌ
تُطاردهُ رياحٌ
وبساطيل غُزاةٍ
بعد كل إنكسار ..
وطنٌ
يحلم
فتختالهُ
تتارٌ ،
أتراكٌ ،
أعرابٌ ،
عجمٌ ،
وأقزامٌ
وأشباهُ رجال..
وطنٌ
بلا كفن
بغيٌ
في كل ليلةٍ
يولجهُ عابرون
ويمضون
ينامُ في سريره
غُزاةٌ
قوادوون
وبغايا
برلمانيون
وأحزاب ..
حكامٌ خلف الأبواب
يقبضون في كل ليلةٍ
ثمناً ممنْ يولجهُ ..
كلابٌ تحرسُها كلاب
وطنٌ
منذُ عقود
يفتشُ عن جنةٍ
تُدعى وطن
عن كذبةٍ كبيرةٍ
تتيهُ في الصحراء
يشربُ في كل ليلةٍ
نخب دموعٍ وشقاءٍ
و سيل دماء..
وطنُ
أحزابٍ وعمائم
يُطأطيءُ رأسهُ
بعد كل إنكسار
يزني به
دولٌ
تحالفاتٌ
حكوماتٍ
وبرلمانيون ..
وطنٌ
يُسحلُ شهدائهِ
بعد كل إنهيار
سماءٌ شاحبةٌ
وغيومٍ شريدة
قمرٌملطخٌ بالدماء
بركة دماءٍ
وأخطبوط ..
وطنُ
ساعاتٍ رمليةٍ
توقفت حباتها
من النزولِ
ومن الصعودِ
منذُ قرون
هبوطٌ
يعقبهُ هبوطِ
وهاوية..
وطنٌ
يترنحُ خارج حدود
الزمان والمكان
يتصفح جحيم دانتي
ومسخ كافكا
جمجمةٌ محشوةٍ
بالهذيان ..
وطنُ تُكتُك
يحملُ نعش شهيدٍ
ومشنقةٍ
ويدفنُ نفسهِ
في أرائكٍ من جثث
جنرالٌ مُتكرش
يُمشطُ صلعة شهيدٍ
ويُعلق فوق صلعتهِ وسام
مرآةٍ تُتوجُ
ملكاً
وجنرال
كلابٌ تنبح
وقططٍ تموء
كمانٌ يَصدح
ونايٌ
وأراملٍ تنوح
تملأُ الكون عويل
وشعبٌ نائم
لاتوقظهُ دقات طبولٍ
خرمت أُذن الكون
وطنٌ
لايَفصلُ بين نصرٍ
أو هزيمة
يُفصّلُ من النصر
مِعطفاً يقي حُكامه
من البرد
والرصاص
ومن بصقِ الـــ .....
و يُفصّلُ من الهزيمةِ
قمصان نومٍ
ومايوهاتٍ
لبكارات عصر السبايا
ولأراملِ جنودٍ فارين وشهداء
بطونٌ تُقبر
وأعراضٍ تُنتهك
شهداءٌ يسألون شهداء
(أَلَم يَأتِكُم نَذيِر)(1)
هزيمةٌ
تعقبُها
هزائم
جنودٌ
وطيورٍ
يفرون بعد كل هزيمةٍ
تُصنعُ من جلودهم
طبولاً تُقرعُ
لحروبٍ قادمةٍ
وترمى جثثهم للكلاب
طبولٌ تتمزق
بعد كل حربٍ
وهزيمة ..
وطنُ
عناكبٍ
سماءٌ عاريةٍ
وقنابلٌ تلمع
أصواتُ مراكبٍ تشقُ البحار
نافورةٌ تضخُ الدماء
تفتحُ ممراتٍ للجريان
وطاحونةٍ تطحنُ شهداء
مخالبُ تيهٍ
وإستأصالٌ للذكريات
ندمٌ مُحتضر
حروفٌ واسطرٍ
فوق سبورةٍ
وفي صفحات كتابٍ
خرمتهُ الأرضة
وطنٌ
مع كل هزيمةٍ
يحتسي نخب النصر
يخلعُ سروالهِ
ويُعلقهُ فوق نصب شهيد
ويفتحُ سيقانهِ للقادم
جدارٌ
يُعلقُ فوقهُ صورة الرئيس
ويُطلقُ في ظلهِ رصاصاتٍ
على جسد
في ظلهِ يفضُ بكارات
فتياتٍ
وسبايا
وتُرمى عظاماً
وجثث ..
تُرابٌ يوطئهُ رُحلٌ
ويمضون
يزرعون في أحشائهِ
أحزاناً
وجثثٍ تتناسل
كوابيسٌ
وطواحين هواء
أفواهٌ مُكممةٌ
جثثٌ تحملُ صُلبانها
وحُلمٍ يفتحُ سيقانهِ للعابرين ...


1 ) القرأن الكريم سورة المُلك الآية (8)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا