الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقفنا من الدين

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2018 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا المقال يعبر عن موقف عقيدتنا ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الدين كفكر وعقيدة ...
ـ عقيدتنا عقيدة علمانية ، غير معنية بالغيبيات او الروحانيات او الاساطير التي هي من اهتمامات العقائد الدينية ، علمانيتنا قائمة على مقاطعة الدين مع عدم محاربته لان ذلك ليس من حقنا ، ننتقد الفكر الديني لاننا نختلف معه ولكننا لا نلغيه ، ان نقدنا للفكر الديني يقع في اطار حرية التعبير عن الرأي وليس ازدراء للدين ، اننا نؤمن بان الفكر الديني نتاج بشري انبثق من الضمير الانساني في العصور السابقة ، ولكنه لم يعد صالحا لعصرنا الحالي ، ومتى ما وضعنا الحلول الصحيحة والمنطقية والواقعية لمشاكلنا .. وعالجناها في ظل مناخ من الحرية فان الدين سوف ينحسر تلقائيا ويزول دون الحاجة لمحاربته ، وان زوال الدين حتمية تاريخية بحكم تطور الحضارة البشرية
ـ اننا نتفهم ونتقبل فرضية وجود خالق للكون وذلك لوجود صعوبة في استيعاب فكرة ان مادة الكون وطاقته قد نشأتا من العدم من تلقاء ذاتهما ، على الرغم من وجود نفس الصعوبة في استيعاب فكرة ان الخالق ذاته قد نشأ من العدم من تلقاء ذاته ايضا ، قبولنا لهذه الفرضية يعود الى ان مادة الكون وطاقته يقعان في نطاق ادراكنا ، بينما طبيعة خالق الكون لا يقع في نطاق ادراكنا ، وبناءا على ذلك فان تعريفنا لخالق الكون يكون على الشكل الاتي ( هو قدرة كونية عظيمة ، مجهولة الطبيعة ، مجهولة المصدر ، خلقت الكون بطريقة مجهولة ، ولأسباب مجهولة ) ونعتقد بان هذا التعريف هو اكثر واقعية ومنطقية من التعريف الديني للخالق.
ـ قوانين الطبيعة قوانين ثابتة ودائمة وصارمة وغير قابلة للخرق او التعطيل ، ومن المستحيل على البشر في اي مكان وزمان ان يخرقوا او يعطلوا قوانين الطبيعة ، وبناءا على ذلك فان الروايات التي تحتويها كتب الاديان عن احداث او معلومات تتعارض مع قوانين الطبيعة انما هي روايات خرافية كاذبة ومضللة ، الحقيقة ان الروايات الخرافية التي تحتويها كتب الاديان هي اقوى دليل على بشرية الاديان
ـ الفكر الديني الاسلامي يتحكم في مجتمعاتنا منذ قرون طويلة ، فانتج لنا مجتمعات معاقة عاجزة عن انتاج انظمة اقتصادية ناجحة ، وانظمة سياسية صالحة ، فكر منتهي الصلاحية منذ زمن بعيد ولم يعد صالحا لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأي مجتمع في عصرنا الحالي ، وانني لأعجب كيف لا يدرك الناس خطأ سيرهم وراء فكر قديم اشغلهم بعبادات لا طائل من ورائها وتركهم يتخبطون في معيشتهم دون تنظيم وتحسين .. فلا هم كسبوا دنياهم وحاضرهم ومستقبلهم ، ولا هم سيكسبون بعد الموت الاوهام التي وعدهم بها هذا الفكر
ـ النجاح الذي احرزه الدين في الماضي في ترويج افكاره ومعتقداته بين الناس لم يكن بسبب صواب تلك الافكار ومصداقية تلك المعتقدات وانما كان بسبب شيوع الجهل ، ففي أجواء الجهل قد ينجح الباطل في ترويج أفكاره ، وينجح المزوّر في تمرير رواياته ، لقد استغل الدين حالة الجهل الشائعة بين الناس في العصور الماضية وانعدام الحقائق والمعلومات الصحيحة لغرض ترويج أفكاره ومعتقداته ، ما أسهل نشر الاوهام والخرافات بين البشر عندما يشيع بينهم الجهل
ـ الاديان منذ تأسيسها عجزت عن تحسين اساليب معيشة البشر ، او ازالة الظلم والفساد ، او تغيير واقع الجهل والفقر والمرض في حياتهم ، لان تغيير الواقع يتطلب علاج فعلي حقيقي قائم على العلوم المادية التجريبية ، الاديان حققت النجاح في مهمة تخدير وتسكين معاناة وعذابات البشر في العصور الماضية ، ولكن استمرار البشر في عصرنا الحالي في التمسك بتلك الاديان انما هو دليل على استمرار حالة الادمان على التخدير والخوف من التغيير ، بقاء الدين في عصرنا الحالي مرهون ببقاء ثلاثي ( الجهل والادمان والخوف )
ـ تولى الدين في العصور السابقة مهمة المخدّر او المسكّن لآلام البشر ، وتولى العلم في العصر الحديث مهمة المعالج لآلام البشر ، شتّان ما بين العلاج والتخدير ، فحضارة الانسان الحالية وما فيها من تقدم ورقي ورفاهية انما هي من صنع العاملين في مجال العلاج وليس في مجال التخدير ، في قرن واحد من الزمن صنع العلم ما عجز الدين عن صنعه منذ عشرات القرون
ـ يتصف الفكر الديني بانه فكر غير واقعي ولا يقوم على الحقائق العلمية ، فكر غيبي يحلق في عالم الاوهام والخيال ، اننا نشعر بالمسؤولية تجاه الواهمين المخدّرين الذين هم بحاجة الى من يذكّرهم بان معتقداتهم الدينية ليست الا مخدرات على شكل روايات خيالية ذات وعود واماني سراب ، ونرى بان الدعوة الى عدم توجيه النقد الى الفكر الديني احتراما لمشاعر المؤمنين بهذا الفكر هي اشبه بالدعوة الى عدم توجيه النقد لظاهرة ادمان المخدرات احتراما لمشاعر المدمنين وعدم ازعاجهم ، اذ لا فرق بين الايمان بالغيبيات والادمان على المخدرات فكلاهما هروب من الواقع السلبي وتعلق بالخيال ، ان السكوت على المعتقدات الخاطئة وعدم نقدها احتراما لمشاعر معتنقيها انما هي خيانة للضمير والواجب الانساني ، غايتنا من نقد الفكر الديني هي بيان الاخطاء وليس بهدف الازدراء
ـ في نقد الفكر الديني الاسلامي
ـ النصوص .. ( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) ، (قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) ، (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ، وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ) ، (فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ) ، ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
النقد : النصوص تعرض علينا فلسفة الفكر الاسلامي في مسألة الارادة والمشيئة ، من المعلوم ان كل فعل تقف وراء تنفيذه ارادة و مشيئة الفاعل ، في النصوص الفاعل هو الله ( القاتل ، الرامي ، المُضل ، الهادي ) والمفعول به هو الانسان الذي يخضع للحساب من قبل الفاعل ، واضح انها فلسفة غير عادلة حيث يقوم الفاعل بمحاسبة المفعول به على افعال حدثت بارادة الفاعل ذاته بعد ان تم تجريد المفعول به من ارادته ومن اي دور في الفعل .
ـ النصوص ... ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ) ، (هُوَ اللَّهُ .... الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ) ، (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ .... وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
النقد : النصوص تعرض علينا الصفات التي يتصف بها اله الدين ، وهي صفات انسانية راقية وعظيمة ، ولكن هل يستطيع دعاة الفكر الديني ان يقدموا الدليل العملي والبرهان الملموس على ان الههم الذي يعبدوه يحمل حقا وفعلا هذه الصفات ؟
ـ النصوص ... (قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) ، ( قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) ، (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
النقد : النصوص تعرض حالة الذين يتمسكون بمخلفات ومعتقدات الاباء والاجداد دون تفحص لمدى جدواها ، هؤلاء الذين يقدسون الماضي ورموز الماضي لا يفهموا ما يقال لهم في نقد مخلفات الماضي والدعوة الى التجديد ، ولا يعرفوا ماذا يقولون لتبرير تمسكهم بالماضي سوى ادمانهم عليه ، ولا يدركوا ما يحصل من تغيير في الواقع امام اعينهم ، فكأنهم صم وبكم وعمي ، اذ ان طبيعة الحياة تتغير باستمرار وان التمسك بالماضي دليل الفشل في الاندماج مع الحاضر وعدم استيعاب قوانين الحياة ، النصوص من حيث المبدأ صحيحة ولكننا نتسائل الا ينطبق هذا المبدأ على اتباع الفكر الاسلامي ذاته حاليا حيث يتمسكون بمعتقدات بشر عاشوا قبل 1400 سنة ؟ وما هي الادلة والبراهين على صلاحية الفكر الاسلامي في كل زمان ؟ ... انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا خساره. تنتقذ الدين؟؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2018 / 10 / 25 - 16:05 )
الا تحب ان تسكن في جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين؟؟؟. يا خساره!!!


2 - الخسارة في الايمان بالاوهام
رياض العصري ( 2018 / 10 / 25 - 17:20 )
لو كنت اؤمن بوجود جنة وجهنم ما كنت انتقدت الدين ... الجنة وجهنم لا وجود لهما في الحقيقة .. انما هما من صنع مخيلة مؤسسي الاديان ... يا خسارة لمن يؤمن بالاوهام


3 - الخسارة في الايمان بالاوهام
رياض العصري ( 2018 / 10 / 25 - 17:24 )
لو كنت اؤمن بوجود جنة وجهنم ما كنت انتقدت الدين ... الجنة وجهنم لا وجود لهما في الحقيقة .. انما هما من صنع مخيلة مؤسسي الاديان ... يا خسارة لمن يؤمن بالاوهام


4 - هل هناك ايمان حقيقي؟؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2018 / 10 / 26 - 09:01 )
كلا ثم كلا ياخي. ليس هناك ايمان حقيقي ومن يدعي ذالك فهو مدلس. الايمان الحقيقي هو الخوف من المجهول. الانسان اتى ولا يدري من اين اتى وسيرحل ولا يدري الى اين. وبالرغم من الحقيقة الي لا مراء فيها وهي واضحة للعيان وهي تحلل الاجسام في التراب واندماجه في الطبيعة الا ان الاديان وعدت بالعودة مرة ثانية لنيل الثواب او العقاب. ان عدم وجود حقيقة متفق عليها يبقى الايمان هو الخوف من المجهول. اما لمن حسم امره بان لا حياة بعد الموت فالوضع مختلف تماما.


5 - الايمان بالاوهام هو سلاح الحكام
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2018 / 10 / 26 - 10:21 )
كان تعليقي الاول هو من باب الاستئناس فقط لاني اعرف جيدا ان الايمان بالغيبيات لا دليل مقنع عليه ولكن العجب في من يبيد الحجر والشجر وينتهك الحقوق طمعا في شيء مجهول والانكى من ذالك ان ذالك الطمع يجعله كالدمى بيد دهاقنة الدين وولاة الامور وهو يرى بام عينه انهم لا يطبقون ما يؤمنون به كما يقولون.هل راينا اميرا او ملكا او تاجرا او عالم دبن فجر نفسه للفوز بالحور العين؟. كلا ثم كلا. نعم رايناهم يذهبون للغرب للعلاج حبا في البقاء في دار الدنيا.فاذا كانوا حقا يؤمنون بان الحور العين في انتظارهم فلماذا لا يحبون الذهاب لهم مبكرا؟؟.اثبتت الاحداث ان اذا اردت التحكم في المجتمعات الجاهلة فما عليك الا ان تغلف كل باطل بغلاف ديني.اخي الكريم لو وقف الانسان وقفة تامل وصدق مع نفسه وسالها ما هو الدليل على ايمانه باشخاص لم يرهم وانما نقلوا عنهم وهل هو ملزم بما قالوا لاجابه عقله بالنفي. لمذا ختمت النبوات والرسالات السماوية وهل من الانصاف ان اعاقب ان لم اصدق بما قيل قبل 1450 سنة وانا ابن القرن الحادي والعشرين؟.
دع آل عيسى يسجدون لربهم ** عيسى وآل محمد لمحمد
أنا لا أصدق أن لصاً مؤمناً ** أوفى لربك من شريف ملحد