الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صواريخ الجهاد الاخيرة

يوسف سلطان

2018 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


طالما تعايشت الجهاد وحماس ابان حكم الاخيرة في القطاع, رغم ان الجهاد سياسيا تحت عباءة حماس, مع اختلاف رؤي المستوى العسكري لكل منهما, وكان هناك كثير من محطات الصدام, بين السرايا والقسام وسقوط ضحايا غالبا من الجهاد, ومن مجاهدي السرايا نتيجة اعتداءات القسام, ومحاولات فرض السيطرة, حتى تم التوافق على انشاء غرفة طوارئ مشتركة, وتوافق كلا الفصيلين على ضرورة اتخاذ قراري التصعيد والتهدئة بشكل جماعي, فترة ليست بالقصيرة يقدم للعامة على انه قرار فصائلي.
تعلن الجهاد دوما انها لا تسعي الى المشاركة في الحكم والسلطة, وانها باقية في صف المقاومة, وظلت فترة حكم حماس لا تخرج عن قرار حماس في مقابل السلطة رغم قوتها الوازنة عسكريا وشعبيا في القطاع, وشاركت في كثير من محطات التفاوض بين حماس والسلطة, باعتبارها الحريصة على الوطن والوطنية.
دفعة الصواريخ التي قامت برشقها خروجا عن التوافق (الفصائلي), في لحظة حرجة كان من الممكن ان تجر حربا عدوانية اسرائيلية على القطاع, وفي محطة تعرف الجهاد ان حماس تتفاوض مع اسرائيل عبر مصر على موضوع التهدئة, ومدي ما تبذله الدولة المصرية ممثلة في جهاز مخابراتها من اجل التهدئة على الحدود.
اذن كيف يمكن تفسيرقرارها, وكيف يمكن ان نقرا اعلان وقف اطلاق النار من الجهاد عبر الوسيط المصري, في غياب حماس, وكيف يمكن ان نقرأ محاولة اسرائيل تجنيب حماس عن مسئولية الصواريخ؟ وتبريرها كون هذا قرارا ايرانيا للجهاد على حساب حماس, واخيرا كيف نقرا تصريح القيادي الحمساوي محمود الزهار حول ضرورة واحدية السلاح والقرار؟.
عبر ثلاث عقود ونيف, مثلت حماس القوة المناوئة لمنظمة التحرير والتي كانت تسعي لتحل محلها, ومن بعدها القوة التي تضع العصي في دواليب السلطة, وتعطيل محطات تفاوضية عدة بين اسرائيل والسلطة من خلال العمليات الاستشهادية التي عكست نفسها بالسلب على المكتسبات الفلسطينية.
وليس بعيدا حتى تم نصب الفخ السياسي لكلا من حركة حماس وللسلطة في ان واحد, لتمكين حماس من المشاركة في السلطة, لتقوم حماس بالانقلاب على نفسها وعلى السلطة بعد عام واحد من الحكم المنفرد, ودان الحكم والسلطة الى حركة حماس وحكمت القطاع كامر واقع, على مدى احد عشر عام, حكما كان مشمولا بالعناية الضمنية ودفع التكاليف عبر السلطة في رام الله.
مارست حماس دور القائد الاعلى, على مختلف الحالات, بما في ذلك الجهاد الاسلامي بجناحية السياسي والعسكري, والفصائل الوطنية واجنحتها الموجودة في القطاع, وحاولت خلق بعض الفصائل الوهمية لتشكل تيارا توهمت انها تقابل به مكانة منظمة التحرير ومكانتها عربيا وعالميا.
طيلة فترة حكم حماس لم تخرج الجهاد عن الخط المرسوم لها من حركة حماس, بما يوحي انهما على توافق وانسجام لدرجة التماهي, لكن هذه المرة خرجت الجهاد لتغرد وحدها, وحيث انه لا يمكن ان نعتبره تبادل ادوار بين الفصيلين الاسلامويون الكبار, ونعتقد ان الجهاد بهذا توجه رسائل داخلية وخارجية, تقول انها اضحت رقما مهما في قطاع غزة وانها لايمكن ان يتم احتواؤها, وان مسارها السياسي لن يبقي في عباءة حماس, وان اوامر السرايا لن يكون بيد حماس المهيمنه على القطاع في كل شئ.
وهل تقرا الجهاد المرحلة القادمة, لتكون مناوءة لحماس, كما كانت حماس مناوءة للسطلة وللمنظمة من قبل تمهيدا لمشاركتها؟ وحيث ان الاسلامويون تجمعهم (فضيلة) عدم الشراكة, فهل ترى الجهاد نفسها بديلا محتملا لحركة حماس بعد قياس مكانة حماس وعدم الرضي الشعبي عنها؟
لاتزال الرؤية غير واضحة , وحدها الايام ستجيب عن تلك التساؤلات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو