الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ المولود بن الصديق الحافظي الفلكي الأزهري.

الطيب آيت حمودة

2018 / 10 / 31
التربية والتعليم والبحث العلمي


°°(إيث ورثيران ) جهة جبلية عامرة بالقرى ، اشتهرت بجبلها المثقوب ، وعلماؤها ذائعوا الصيت في شتى صنوف العلوم الدينية و الدنيوية ، وقد حوت مكتبة الشيخ الموهوب أولحبيب بثالا وزرار ، العديد من المخطوطات لعلمائها ونوابغها الذين أصابهم هاجس الهجرة نحو الشرق لاستكمال تحصيلهم العلمي ، (فالزيتونة) و(الأزهر) هما مركزان مهمان يحج إليهما طلبة الثقافة الدينية بالخصوص ، في حين كان هاجس المصريين والمشارقة عموما هو التمغرب نحو بلدان النهضة الصناعية بعد فاجعة انهزام الجيش المملوكي في واقعة الهرم 1789 على يد الغازي الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت ، حيث تضمن كتاب (الجبرتي ) الذي عاصر الأحداث الكثير من مظاهر الإنهزام الحضاري و انقشاع الغيم على حضارة مادية صاعدة جاءت بوادرها على متن سفن فرنسية واحدة منها (لوريان ) كانت محملة بمطبعة آلية .
°°رغبة المصريين اللحاق بالركب الحضاري جعلهم يرسلون وفودا طلابية من نوابغهم للغرب كفرنسا وألمانيا وبريطانيا لمحاكاة أسس التطور والتفوق ، فكان رافعة الطهطاوي ،وأحمد أمين ، ومحمد عبده ، وطه حسين ... غيرهم ، فالمفارقة بيننا وبين مصر غريبة ، فهم ينشدون التغرب ونحن مشدودون للشرق غالبا ؟ ! لعل في الشرق ما يعيد عربتنا للسكة لتصل بر الأمان ؟ .
°°كان علماء منطقة (ايث ورثيران )ينشدون الهجرة شرقا فقد كان الشيخ الحسين الورثلاني ، ونجله الفضيل ، و كان الشيخ المولود بن الصديق الحافظي سبَّاقون لذلك .
°°لا أدري لما ذا غُيّب مصلحنا المولود بن الصديق الحافظي في الرواية السياسية و الثقافية والدينية رغم بوعه الكبير في مختلف مناحي المعرفة ، لماذا تتجاهلهُ المقررات الدراسية ؟ ولماذا تنكرنا لنضاله وجهده الكبير في إرساء قواعد الحوار والعقلانية والتصالح ؟ ، ولماذا أغفلنا الحديث عن [جمعية علماء السنة الجزائريين ] كتجربة قيمية في صد هجمة الإستعمار الفرنسي وصد عنف التيار الوهابي الذي استأثر بجماعة الإصلاح التي تبنت الكثير من طروحات (مدرسة ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ) العنيفة والدموية ، فعظماؤنا غابوا عن ساحاتنا لوجود فكر إقصائي شمولي لا يرى إلا نفسه ، فلولا تقدم وسائل التواصل الإعلامي والإجتماعي لما سمعنا ب(الحافظي ) ولا ب(ابن سماية ) ولا ب(مالك بن نبي ) .....

الشيخ المولود بن الصديق الحافظي الأزهري .
بهذا الإسم عرف الرجل المصلح ، أجبرته الظروف على التمشرق ، درس في الأزهر وتخرج بدرجة العالمية ( أعلى شهادة ) عالم متبحر في العلمين (الوضعي) و(النقلي) ، من مؤسسي جمعية علماء المسلمين 1931 وانشق عنها مؤسسا (جمعية السنة ) ، خلق جوا نقاشيا وسط العلماء مقارعا خصومه بالحجة والدليل ، يحمل في جوانحه هموم وطن أسير ، همشته السياسة و ذيله المنتصر بنفس الطريقة التي تفوق فيها أبو حامد الغزالي على العقلاني ابن رشد .
°°إنه [ سحابي مولود ] المعروف ب(المولود بن الصديق الحافظي الفلكي الأزهري ) المولود في 1880، فقد نسب نفسه للأرض الذي نبت فيها والقرية التي ولد بها (ايث حافظ ) جهة ايث ورثران ، وكنَّى نفسه بالأزهري لأنه من خريج جامعة الأزهر الإسلامية بشهادة عليا في تخصص علم الفلك .
هو من النوابغ ، حفظ القرآن في مسقط رأسه ، متقن للغة العربية ، عارف بالفرنسية ، نبوغه وطموحه العلمي تحقق بفضل خلاف مع والده بشأن بيعه قطعة أرض لدفع مصاريف المحامي لإخراج ابيه من السجن ، فعندما علم الوالد بذلك توعد ابنه المولود بالقتل حال خروجه من السجن ، فالأرض عنده مقدسة لا تُباع ، أمام هذا الوعيد فر الشيخ المولود باتجاه الشرق الجزائري ثم عبر نحو تونس طلبا للعلم فقضى بها ردحا من الزمن ، ليغادرها باتجاه ( القاهرة بجامعها الأزهر) الذي أسسه أجداده الكتاميون المرافقون للمعز الفاطمي .
°° جيل الإستقلال الذي هيمن على عقله الحكم الشمولي بتأليب من النظام الذي خنق الحريات واستبعد الآراء المخالفة ، جعلنا ننسى الرجال المعتدلون المنصفون أمثال ( المولود الحافظي) ، ولا شك أن عقلانيته أستمدها من تبحره في العلوم الدينية و الوضعية معا ، خاصة الفلك والرياضيات ،على عكس محاوريه الذين تأثروا بالتيار السلفي ( كالطيب العقبي) (والإبراهيمي البشير) و أبو يعلى الزواوي ، و مبارك الميلي ، و الإخواني ( الفضيل الورثلاني ) هذا الأخير الذي كان ملازما (لحسن البنا) وكان خليفته في التدريس والخطابة .
°° فعالمنا المقتدر المولود كان مصلحا معتدلا ، اختار قريته التي أقام بها معهده الذي كان مزارا لطلاب العلم ، ثم انتقل للتدريس والإشراف على زاوية عبد [الرحمن اليلولي ] بجهة عزازقة لفترتين متقطعتين ، ثم مدرسا في [زاوية بلحملاوي] قرب العثمانية بولاية ميلة ، وانتدب للتنشيط ( معهد الكتانية ) بقسنطينة . وقد ترك آثاره العلمية في انجاز 3 ساعات شمسية ( المزاول) cadran solaire.على أرضيات رخامية في كل الزوايا التي درَّس بها ، ( اليلولي ،و بلحملاوي ) و ساعة ثالثة قرب بيته (بايث حافط ) ورابعة وعد بانجازها لمسجد الخروب بقسنطينة ، كما ترك حصيلة فكرية من الدعوة الإصلاحية تتمثل في أزيد من 600 مقالة في شتى صنوف المعرفة علمية و دينية اجتماعية واقتصادية مثل (الكسوف والخسوف) ، رؤية الأهلة ، الإمساكيات ، الساعات الشمسية ، منشورة في أكثر من 17 مجلة وصحيفة [ الصديق ، النجاح ،المنتقد ، الشهاب ، صدى الصحراء ، الحق ، وادي مزاب ، البلاغ الجزائري ، البرق ، الإصلا ح ، المغرب ، النور الإخلاص ، لسان الدين ] وترك مخطوطات قيّمة ضاع كثيرها أو أحرق بعد تحويل داره إلى ثكنة عسكرية بموجب قرار إخلاء .
وأهم مخطوطاته المتبقية ، 1)الكوكب الشارق في الزيج الفائق ،2) دليل الأوقات في البسائط والمنحرفات ، 3) بهجة النظر في حساب خسوف القمر ، 4) النجوم الشارقات في البسائط والمنحرفات 5) السَّبعُ الشداد 6) لفظ الجوهر في تحديد الخطوط والدوائر 7) المطلب 8) كراسات مخططة بخط يده في مسائل محلولة في الجبر والهندسة والحساب ، وكتابات فلكية و مختصر مفيد في الجغرافيا .

الشيخ المولود في الأزهر.

وصل مصرَ وقاهرتها بجامع أزهرها وهو يحمل ذخيرته العلمية من حفظه للقرآن ، ومتون اللغة العربية ، ومباديء علوم الدين ، وشيء من الثقافة الفرنسية، لقنها في مسقط رأسه ، ونماها خلال إقامته بتونس لأربع من السنوات جامعا بين الدراسة في الزيتونة و العمل الجاد لكسب قوت يومه كنادل، أو مقتطع لتذاكر في شركات النقل ، ما إن توفرت له الفرصة حتى ركب البحر مبحرا باتجاه الأسكندرية ، ومتوجها برا نحو قاهرة المعز وجامعها الكبير ( الأزهر) طاب له المقام بعد أن توفرت له سبل الإقامة ليكون من نشطاء كلياتها مشرفا على رواق طلبة المغرب ، وتتلمذ على كبار العلماء أمثال (بخيت المطيعي ) الذي هو (البحر في أي النواحي أتيته استقيت منه ، ثم هو البحر في جلاله وهديره )حسب شهادة حسن الشقرا ، ( أنظر كتاب محمد صالح الصديق ،) ، وهو الأستاذ الذي تأثر بها الحافظي مذكرا دائما بخصاله وعلمه وتقواه فقد كان نبعا صافيا منهمرا ومرجعا للعلماء ومقصدهم ، وأخذ عنه حب العلم والرغبة الجامحة في نشره ، ومحاربة البدع والخرافات بالفكر والقلم والتدارس .
وهو وإن كان ضليعا في مختلف العلوم الدينية مع فصاحة لسان ، فهو متميز بين أقرانه في الفلك والرياضيات ذاك ما أبرزه في مناظرته مع الليبي الطرابلسي الشيخ ( الرداد البرقاوي) ، وقد قضى 16 عاما طوافا بين أروقة جامع الأزهر وكلياته وتخرج بأعلى شهادة فيها وبتفوق ( شهادة العالمية ) ، التي تؤله للتدريس في الجامعة التي تعلم فيها ، أو التعيين كقاض أو مستشار ، أو عالم لقيادة مهام البحث الفلكي في مصر ، إلا أنه فضَّل الرجوع إلى وطنه الجزائر للمساهمة في تحريره بالدعوة واللسان والقلم .

...و عودةٌ إلى وطن جريح .
بعد غياب طويل دام 20 سنة ، عاد عالمنا إلى وطنه الجزائر محملا بطاقة جهادية إصلاحية استقاها من تكوينه (العلمي ) و(الديني) ومعه ذخيرة من الكتب ، أوقفه الإستعمار عند بوابات الدخول مانعا له ، بدعوى مشاركته في إضطرابات في القاهرة ضد الوجد البريطاني فيها 1919 ، فلم يسمحوا له بالولوج إلا بكفالة وشرط عدم الخوض في أمور السياسة ، وحاولوا إغراءه تعيينا في العاصمة كإمام أو مفتي ، لكنه رفض فهو في أشد الحنين إلى (ايث حافظ ) وناسها فهم أولى بعلمه واعتداله و هم الذين استقبلوه بالأحضان والأفراح التي دامت لأسابيع .

نضالات الشيخ المولود الحافظي وجهاده الإصلاحي .

أ)في قريته (ايث حافظ ) : حيث وسع بناء داره ، وكون به نواة معهد ا لتعليم الطلبة على شاكلة ما كان قد فعله المرابطون في تأسيس أربطتهم على نهر السنغال ، فقد وفق إلى حد بعيد في استقطاب المريدين لعلمه من منطقته والجوار ، خاصة وأنه من القامات الفكرية المشبعة بالعلمية كعلم الفلك و الرياضيات ، والتاريخ والجغرافيا ، والعلم الديني ،، قيل عنه بأنه (خزانة العلم في شتى صنوف المعرفة ، مجالسته تروي الظمأ من كل حاجة وفن ). أو [ كان خزانة علم متنقلة ، فيها ماتشتهيه النفوس](1)
ب) كان يقدم دروسه للطلبة بانتظام وفق رزنامة مدروسة زيادة على نشاطه الصحفي بالكتابة في الصحف بمختلف توجهاتها ( إصلاحية) كانت أ و (محافظة صوفية ) .
ج)عضوا بارزا ومؤسسا لجمعية علماء المسلمين الجزائريين ، التي تأسست في 1931 و هي آنذاك الجامعة الموحدة التي تظم جميع العلماء (مصلحين و طرقيين ومحافظين ) لكنها انشطرت إلى (جمعيتين) في 1932 و(برئاستين) ، وبمنظورين ، كل يحاول استقطاب الرأي العام ، فكان الهجوم والدفاع استحسن فيهما كل الوسائل المتاحة ، واستحلت جل المحرمات ، فأصبح التنابز والشتم والقدح بين علمائنا السمة الأبرز في ذلك الحين .
د) ترأس [ جمعية علماء السنة الجزائريين ] ، التي تأسست في 15 سبتمبر 1932 ، وجرى لها احتفال عام في 20 ديسمبر من نفس السنة جرت وقائعه في العاصمة الجزائر ، وقد تضمن العدد الخامس من مجلة [ الإخلاص ] لسان حال الجمعية وصفا شاملا لهذا المهرجان الكبير الذي حضرته وفود عدة من داخل الوطن وخارجه ، فقد كان الحافظي [ يُفضل المهادنة على المهاجمة ، واللين على الشدة ، وذهب رأسا ليمثل ما للعفو من فضائل ،وما للخصام من رذائل ،. والحلم على الإنتقام ، وفضّل أن يقابل العمل بالعمل ، والقول بالسكوت ، فيشرح مقاصد الجمعية وأهدافها دون التعرض بسوء لجانب الخصوم ، إلا في إشارة عابرة مسالمة .] (2)
ه) انسحابه طواعية من جمعية علماء السنة بعد 1935 ، واهتمامه بالتربية والتعليم ، فهو آثر العمل الإصلاحي منفردا وليس داخل عباءة تنظيم جمعي لما شاهده من صراع فقهي وتصادم كلامي بين الصوفية والإصلاحيين ، الصراع الذي لم يرق لمستوى النضج المأمول في العلماء ، وأول الصدع والشقاق فرضه علماء الجزائر الذين تشبعوا من ( الفكر الوهابي النجدي) ، [كالطيب العقبي ]، و [البشير الإبراهيمي] ، و[مبارك الميلي ] ،و[العربي التبسي] و [أبو يعلى الزواوي] ، و[السعيد الزاهري] ، فقد كان نقدهم لاذعا ومقرفا ضد (المحافظين والصوفية )مثل ما كتبه الطيب العقبي في المنتقد في نقده الجريء على ( القصيدة العاشورية )، أو ما صاغه في قصيدته ( الدين الخالص ) ، وقد انبرى علماء الصوفية للرد ، فكان منهم (الشيخ علي البوديلمي المسيلي (3)، في كتابه ( إماطة اللثام ،عما نشأ في الحاضرة التلمسانية من الشكوك الأوهام والشقاق والخصام ) الذي فيه ردٌّ قوي على البشير الإبراهيمي ، معنون ب: [ كتاب مفتوح للداعية ] وفيه طلبٌ للمناظرة ، لكن الشيخ الإبراهيمي تمنع بقوله ( ، وَهل بَلَغَ الطُّرُقِيُّون أن يكونوا نُظَرَاءَنَا بالعِلْمِ والدِّينِ والتَّاريخِ والاجتماع؟ !!! (أو ما ذكره (الشيخ الوارزقي ) (4)القسنطيني، في ذم الشيخ ابن باديس في مقاله المعنون ( الشيخ ( ابن باديس في المرآة ) المنشور في جريدة الرشاد عدد 42 .

شقاق ، نفاق ...وهدر المال ، وتبديد الجهد .

كانت الثلاثينات من القرن الماضي محل تنابز قوي بين علماء مسلمي الجزائر، أنشئت بسببه صحائف ومجلات ، وظهر كتَّاب مهاجمون، وآخرون مدافعون فبُددت أموال ، وأهدرت أوقات وسنوات في القيل والقال لو صرفت في تثقيف الأمة وتزويدها بأدوات البحث و تثمين روح الفكر النضالي الذكي لتخلصنا من الإستعمار الذي استثمر في اختلافاتنا بذكاء لتمكينه من البقاء .
فشيخنا المولود الحافظي رحمه الله انتبه لخطر الشقاق ، و صرح في كثير من المرات بأن جمعيته ( السنة ) (تحترم كل من يعيش تحت سماء الجزائر ، كما تحترم (جمعية علماء المسلمين الجزائريين) ، ما دامت محافظة على كرامة جمعيتنا ، ولو كان لنا من الأمر شيء لكنا جمعية واحدة ، ويدلكم هذا على أننا وجهنا نداء لإصلاح ذات البين ، ولكن المقادير أبت إلا أن تكون جمعيتان ، ومع ذلك فالقطر واسع فلا تكفي فيه عشرات الجمعيات الرئيسية ، ومئات الجمعيات الفرعية ، فما على الجمعية إلا العمل بإخلاص لقتل الجهل والأمية والتعاون على البر التقوى، ومجانبة الشغب وإثارة فتنة العامة باسم الدين ، والدين ينهي عن الفتنة وهي أشد من القتل )

°°الشيخ المولود بن الصديق الحافظي قامة فكرية معتدلة ، لا يمكن فهمه إلا بقراءة ما كتبه في الصحائف الجزائرية التي نشر فيها عصارة فكره وعلمه ودعوته الإصلاحية ، فهو مدرك لمخاطر التيارات الفكرية النازلة التي تزعمها التيار الإصلاحي المتأثر ( بالحراك الوهابي ) ومدرك ( لمخاطر الطرقية ) بأخطائها وتأثيرها السلبي وهو كله أيمان بأن التغيير [يأتي تدريجيا بلا تعنيف ولا تكفير ولا إخراج من الملة ]، فهو يأتي بتعليم الأمة وتثقيفها ، ولا شك بأن إقامته في منطقة نائية ( ايث حافظ ) حجبت الكثير من علمه وثقافته عن الجزائريين لصالح علماء آخرين اختاروا الإقامة في الحواضر الكبرى كالإبراهيمي ، العقبي ، و العربي التبسي ... حيث الفضاء الإعلامي ، والمقاهي الأدبية التي تلعب دورها في التشهيروالشُّهرة ، وما من شك في أن عريضة الصلح التي قدمها لجماعة الإصلاحيين لرأب الصدع التي تحوي مطالبُ السكوت عن شيوخ التصوف وطرائقهم وسلوكهم ، والسكوت عن أقوال المفسرين والمحدثين والفقهاء من السلف الصالح ، ثم السكوت عن عادات الناس في أفراحهم واحتفالاتهم ومآتمهم ، هذه العريضة التي رفضها علماء الإصلاح جملة وتفصيلا ، وهو ما أنبأ بتصعيد المواقف وتسنجها ، لا زالت أثاره متبقية إلى الآن ، ولا أستبعد في أن سذاجة الأمة المغاربية جعلها لا تنتج ُ الفكر الإصلاحي من رحمها ، وإنما هي تستورده جاهزا من خارج حدودها لهذا أصبحت مجتمعاتنا محاضن حيَّة قابلة لكل فكر آت من الشرق .

الهوامش ---------------------------------------
1) كتاب الرحلات العلمية وأثرها في الحركة الإصلاحية الجزائرية ، عطلاوي ع الرزاق ، ( ص 98)
2) (مقتطف من كتاب الكفاح القومي والسياسي من خلال مذكرات معاصر ، لعبد الرحمن بن العقون ).

3) الشيخ البوديلمي من المتصوفة المحافظين ، متأثر بالطريقة العليوية ، انتقل خصيصا من المسيلة إلى تلمسان لمقارعة البشير الإبراهيمي فيها خاصة بعد تأسيس مدرسة الحديث ، طبع كتابه إماطة اللثام بالمطبعة العليوية بمستغانم 1939
4) حسن الوارزقي كاتب وأديب له علاقة وطيدة بالأمير خالد الجزائري ، ساهم في تصفيف جريدة الإقدام ، وهو من المحافظين باتجاه سياسي مـاثر بسياسة ابن جلول الإندماجية .
_____________________________________
المراجع : ---------------------------------
1) جمعية علماء المسلمين الطرق الصوفية تاريخ العلاقة بينهما ، د ، نور الدين بولحية
2) الكفاح القومي و السياسي من خلال مذكرات معاصر ج1 ، عبد الرحمن بن العقون .
3) علماء منطقة بني ورثيلان المولود الحافظي نموذجا ، مذكرة سفيان لصطب .
4) محاضرة الدكتور آيت بعزيز عبد النور حول المولود الحافظي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص