الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الفاسدة

بشير الحامدي

2018 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الفاسدة
ـ 1 ـ
مرّة أخرى تعود التفجيرات إلى المدن وتتكامل الاستراتيجيتان: استراتيجية تعميم الفوضى واستراتيجية مقايضة أمن المواطنين بحريتهم.
استثمار الغضب الناتج عن قتل أيمن العثماني[1] ابن السيجومي والركوب على الحدث وتذويبه في عملية تفجير هو تقريبا نفس العمل الآخر الذي حول عملية القتل العمد إلى عملية قتل على وجه الخطأ وبرَّأ القائمين بها واندفع في عملية قمع شامل لسكان السيجومي وزج بكثير من الشبان أصيلي الحي في السجون.
الإرهاب منذ 2011 صار من استراتيجيات عصابة الانقلاب لفرض سياسات الانتقال الديمقراطي ووفاق بيروقراطيات قواه السياسية. وهنا أيضا تلتقي الاستراتيجيتان: استراتيجية الدولة وأجهزتها وعلى رأسها جهازها المسلح واستراتيجية تنظيمات الإسلام السياسي المسلحة المخترقة والمرتبطة.
إنها حرب الأجهزة الفاسدة تتكامل لتوظف ضد الأغلبية العاجزة عن الاستقلال عن أجهزة الهيمنة والقمع والتطويع. حرب الجهازين الفاسدين لن توطدّ سوى وضع الأزمة الدائمة للنظام وأجهزته وبيروقراطياته وككل مرة ستدفع الأغلبية وحدها ثمن هذه الحرب من خبزها وحريتها.
ـ 2 ـ
بعض شبابنا أصبح منكسرا لدرجة لم يعد بها من معبر أمامه غير العبور للموت .
هي لاشك زلازل تحدث داخل أعماق هؤلاء الشباب قنابل من عجز و إبعاد تنسف كل كياناتهم فلا يطلبون غير الموت.
هل أصبح الموت هو الحل ؟
هل بطلبهم الموت يقولون الحياة أجدر بنا؟
هل يستدرون عطفا أم يعلنون تمردا؟
هل بسعيهم للموت يفتحون أبواب الجحيم على الباقين على قيد حياة لا تستحق اسمها ورمزها؟
وهل نحن على قيد الحياة بعد كل هذا؟

قد يخيل للبعض أن حركة الارتداد في مسار ثورة ما يمكن أن تطبع الصيرورة كاملة بطابعها وتطيح بكل الآمال و الأحلام الثورية إلى الأبد .
واهم من يتخيل ذلك لأن الارتداد ليس إلا استثناء في الحركة والقاعدة هي للتقدم .
زمن "الترميدور" thermidor تبرز دائما قوى الارتداد كتعبيرة عن المأزق التاريخي الذي انتهي إليه النظام وكتعبيرة أيضا عن الانسداد الذي يواجهه مشروع مقاومته ولكن التاريخ لن يتوقف عن مسار تقدمه فسرعان ما ستعود حركة التقدم ويعود فاعلوها الجذريون إلى الفعل في وجه كل الهمجيات التي ستنتهي كلها مجرد حدث "عابر" استثنائي في التاريخ وتندثر لتبقى حركة التقدّم والثورة دائما هي القاعدة.
ـ 3 ـ
صعود الأصولية الاسلامية المسلحة في مسار الثورات العربية لم ينتجه الفقر والبؤس والفاقة والتهميش والابعاد ووو فقط لقد أنتجه أيضا فشل مشروع ادعى عقودا أنه مشروع تحرر وعدالة واشتراكية بينما هو في الحقيقة لم يكن سوى مشروع لبرالي بيافطات يسارية بائسة عاجزة لم يخرج يوما من الحيز الطبقي للبرجوازية الصغيرة الانتهازية الثرثارة ذات الألف توجه.
المطلوب مشروع مقاوم يضع كل هذا في الاعتبار.

لا يجب البحث عن أسباب الإرهاب وأهدافه في الدين والتدين إنه يجب البحث عنها في طبيعة الرأسمالية وفي أزمتها وفي همجية القوى الاستعمارية واستراتيجيات الهيمنة التي تنفذها الأقلية المسيطرة على رأس المال وعلى السلاح وعلى الإعلام عالميا.
الإرهاب منتوج وبضاعة وتخطيط وتنفيذ اليمين البرجوازي العنصري الارهابي الاستعماري على مستوى عالمي وما التنظيمات الأصولية الإسلامية إلا جزء من هذا اليمين وذراع من أذرعه.
[1] أيمن العثماني هو شاب من سكان سيدي حسين السيجومي [حي يقع غرب مدينة تونس العاصمة ] وقع قتله برصاصة من سلاح أعوان الديوانة أثناء مواجهة الاحتجاجات المواطنية التي وقعت حين مداهمة إدارة الديوانة لمستودع في الحي يقال أن به بضاعة مهربة.
وقد شيع يوم لأربعاء 24 أكتوبر 2018 أهالي الحي جثمان الشاب أيمن العثماني (19 سنة) إلى مقبرة العطار وجدّت أثناء عملية التشيع احتجاجات عارمة من قبل شبان الحي ومواجهات مع البوليس نتج عنها إيقاف العديد منهم كما نظمت عائلة الفقد مع سكان الحي مسيرة إلى وسط العاصمة تونس يوم 29 أكتوبر 2018 رفعت فيها شعارات تطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن قتل ابنهم.
ـــــــ
بشير الحامدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى