الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ج4/المجتمع المدني...وممثلوه المشبوهون في العراق وغيره!

علاء اللامي

2018 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ج4/ والأخير: الجذور المخابراتية والاستعمارية لمصطلحات "لبرالية" زائفة: المجتمع المدني...وممثلوه المشبوهون في العراق وغيره!
9-المجتمع المدني: لنسجل أولا، أن "المجتمع المدني" لا يعني المجتمع الحقيقي الذي نعرفه، والمكون من ملايين الناس الذين "اجتمعوا وتجمعوا" فكوَّنوا مجتمعا في دولة ما، بل هو تعبير مجازي يقصد به حسب التعريف البحثي (كل أنواع الأنشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة من الناشطين حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة. وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني تقديم الخدمات، أو دعم التعليم المستقل، أو التأثير على السياسات العامة. ففي إطار هذا النشاط الأخير مثلا، يجوز أن يجتمع مواطنون خارج دائرة العمل الحكومي لنشر المعلومات حول السياسات، أو ممارسة الضغوط بشأنها، أو تعزيزها (معاقبة صانعي السياسات أو مكافأتهم).
يضم المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية.
هناك مصطلح آخر قريب من هذا، ولصيق به، وهو "منظمات المجتمع المدني" ويقصد به (جمعيات ينشئها أشخاص يعملون لنصرة قضية مشتركة. وهي تشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري. أما الميزة المشتركة التي تجمع بين منظمات المجتمع المدني كافة، على شدة تنوعها، فهي تتمثل باستقلالها عن الحكومة والقطاع الخاص).
عراقيا ليس لدينا إلا شبكة من هذا النوع من المنظمات التي تتوزع على محاور قليلة منها النقابات ومنظمات للنساء والشباب والرياضة وهي مسيطر على غالبيتها الساحقة من قبل الأحزاب المتنفذة والمهيمنة على الحكم وترتبط بالنظام الحاكم او اجنحة رئيسية فيه. ومنظمات صحافية وثقافية وفنية كلها - إلا ما ندر وقد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة - ممولة من جهات اجنبية مشبوهة وتتخذ من جهات صحافية وثقافية غربية تزعم انها مستقلة، سندا ومديرا وموجها وممولا لها، ولعل من أخطر هذه المنظمات "معهد صحافة الحرب والسلام" الممول بشكل معلن من بريطانيا ويرجح البعض أن جهة التمويل الحقيقية هي إسرائيل ومقره في أربيل و هناك أيضا "المعهد الأميركي للديموقراطية" ويقتصر دوره على إقامة دورات وبعثات تدريبية في الولايات المتحدة وأروبا و يعمل على تجنيد مثقفين و باحثين للقيام بأدوار أكثر أهمية وخطورة ويتميز عمله بالسرية ومنظمات أخرى. وقد اتهمت هاتان المنظمتان بالتخطيط والتنفيذ لبرامج ومشاريع كثيرة منها التحريض والتأليب الطائفي بين السنة والشيعة وجمع المعلومات الحساسة السياسية والاقتصادية والأمنية والمجتمعية والثقافية وقد حدثت صراعات وتنافس داخلي بين العديد من منظمات المجتمع المدني المشبوهة هذه هو انعكاس لصراعات الدول الممولة حتى بلغ الأمر درجة التصفيات الجسدية الغامضة في مطارات أجنبية كما حدث فعلا للصحافية البريطانية جاكلين ستون والتي قيل أنها على علاقة بالمعهد سالف الذكر والتي قتلت في المرافق الصحية لمطار آتاتورك وهي في طريقها الى أربيل. كما قتل مدير برنامج المعهد العراقي في تفجير سيارة مفخخة أثار العديد من علامات الاستفهام.
ولا يمكن نسيان النشاطات التي تقوم بها منظمة USAID "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" التي أُنشئت عام 1961، هي، كما يسميها أحد الباحثين "قفّاز الحرير" الذي تستعمله وزارة الخارجية الأميركية و«مجلس الأمن القومي» لتنفيذ أجندتهما السياسية والاقتصادية الدولية.
فبحسب وثيقة صادرة عن الوكالة والخارجية الأميركية، بلغت ميزانية هذه الوكالة لهذا العام (2014) حوالى 47.8 مليار دولار أميركي. وتذكر الوثيقة المنشورة على موقع الوكالة أنّ أهداف برامجها هي (حماية مصالح الولايات المتحدة والحفاظ على قيادة أميركا في العالم). ولتحقيق ذلك، (خصصت "يو. أس. آيد" حوالى 580 مليون دولار لبرامجها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحوالى 1.7 مليار دولار لبرامجها في العراق). وتكفي ملاحظة ضخامة المبلغ المخصص للعراق من هذه الوكالة لنعرف مقدار الأهمية التي توليها للعراق ولمهمة الحفاظ عليه في قبضة النفوذ الأميركي التدميري. ثم أنَّ هذه المبالغ الطائلة لم تنتج أي مشروع مثمر معروف وموجود على أرض الواقع ولكنها تذهب لتمويل مئات المنظمات والمعاهد والوكالات والشبكات التي يطلق عليها "منظمات المجتمع المدني" ذات النشاطات المشبوهة والتي تهدف إلى صياغة وبلورة رأي عام عراقي سائد يدافع عن المصالح الأميركية وحليفتها إسرائيل في هذه البلاد ويقوم بمهمة الترويج لنظام الحكم الطائفي الذي جاء به الاحتلال الأميركي سنة 2003 والقائم على أساس دولة المكونات والهويات الفرعية وليس على أساس المواطنة والمساواة بين المواطنين.
وحتى على المستوى العربي فقد نجحت وكالة "يو أس أيد" في اصطياد فنانين ومثقفين عرب تقدميين وزجهم في نشاطات ومهرجانات مشبوهة ولكن الأمر لم يمر مرور الكرام فقد تصدى جمع من المثقفين العرب لهذه النشاطات وكشفوا جوهرها ونصحوا مَن تورط بالمشاركة في نشاطاتها بالانتباه وتجنب تلك النشاطات كما يشير تقرير صحافي حول الموضوع نشر في حينه/ تجدون رابطه في أول تعليق.
إن منظمات المجتمع المدني - إلا ما ندر - ليست مستقلة لا برنامجا ولا تمويلا ولا علاقات، وهي تشكل بشكل ارتجالي وفوضوي وبموجب قرارات الجهات الممولة ودون تنسيق أو تنظيم أو حتى اعتراف رسمي بها من قبل أجهزة الدولة المتخصصة أو بتواطؤ وتسهيل منها ليكون الاعتراف بها وبنشاطاتها أمرا روتينيا وتحصيلا حاصلا.
رابط 1 يحيل الى تقرير إخباري حول نشاطات وكالة "يو أس أيد" التابعة لوزارة الخارجية الأميركية في بعض الدول العربية:
https://al-akhbar.com/Literature_Arts/32984








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل