الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما اكل المتظاهرون رئيس وزراء هولندا !

سليم نزال

2018 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




يبدو ان رجال السياسة عبر التاريخ هم مقامرون من الدرجة الاولى.اما ان يكونوا فى اعلى المراكز فى الدولة او ان تنتهى حياتهم غالبا بالقتل و احيانا بالسجن او النفى.

ولعل مصير يوهان و كان رئيسا لوزراء هولندا من اسوا المصائر التى قرات عنها فى التاريخ الحديث نسبيا .فقد هاجمه مواطنون غاضبون و قطعوه و اكلوا لحمه .و هذه الواقعة حصلت عام 1672 معروفة جيدا فى التاريخ الهولندى.

سمعت بهذه الحادثة من ممرضة هولندية متطوعة تعمل فى احد مستشفيات الهلال الحمر الفلسطينى فى بيروت.و فى تلك الاوقات كان يتوافد على لبنان الكثير من مناصرى فلسطين من اوروبا و امريكا خاصة من اليساريين مما شكل بدايات صغيرة لفك حصار الاكاذيب الصهيونية فى الغرب . كان الهاجس الاكبر لمنظمة التحرير فى تلك الاوقات هو التاثير فى الراى العام الغربى لان الجميع كان يعرف مدى سيطرة الاعلام الصهيونى و قدرته على قلب الحقائق.

.كنا نتحدث مرة فقالت اننا شعب قاس ان غضب .سالت لماذا .و كانت ان روت لى حادثة اكل رئيس الوزارة الهولندية التى استغربتها كثيرا .و لو قالت لى هذا الان بعد الذى رايناه من وحشيةفى سورية و العراق لرددت لها المثل الفلسطينى الذى يقول يوجد فى حلب كما فى بالشام اى كل الشعوب لها صفحاتها المظلمة .
كانت امراة جميلة تذكرنى الى حد ما بعصر الثوريات فى التاريخ مثل روزا لوكسنبورج .وصفها لينين رغم خلافاتها معه بانها ملاك الطبقة العاملة.و لعل كلمات المؤرخ الانكليزى اسحق دينتشر كانت بمثابة النبؤة حين اعتبر اغتيال روزا بداية انتصار النازية و هذا بالفعل ما حصل .

فى التاريخ هناك الكتابات التاريخية التى تكتب عادة من قبل مؤرخين عاشوا المرحلة او التى تليها و هناك الكتابات التاريخية المضادة و تسمى احيانا المراجعات و هى غالبا ما تكتب من قبل مؤرخين عاشوا فى مراحل ابعد من وقوع الحدث.هذا الذى يفسر وجود كتابات شككت فى حادثة اكل رؤيس الوزراء لكنها لا تنفى طريقة القتل .و تعتبر ان البروبوغاندا الرسمية التى هدفت الى تشويه سمعة الانتفاضة الشعبية العفوية هى وراء اشاعة اكله من المتظاهرين .

و منذ فترة ليست بالبعيدة شاهدت الاوكرانيون يلقون برجل سياسى فى مكب الزبالة و قد انتشرت صورة السياسى البائس فى مواقع الاتصال الاجتماعى الجاهزة لنشر اى خبر كان من كان .
و من فوائد مواقع الاتصال الاجتماعى انها صارت مثل الرقيب خاصة على رجال السياسة .اقل هفوة يرتكبها ستجد صداها بعد دقائق.الامر الذى جعل السياسيين الان اكثر حذرا من قبل .

و لو كان الرئيس الفرنسى الاسبق بومبيدو الذى كان له علاقه بامراة كان يذهب اليها سرا لفضح الامر من قبل وسائل الاتصال و لكان الخبر قد انتشر خلال دقائف حول الكرة الارضية.

و لعل مصير رجال السياسة فى بلادنا لم يختلف فى الجوهر عن ما كان عليه الامر فى اوروبا سابقا و ما زال فى الاذهان الطريقة البشعة التى قتل بها الرئيس الليبى معمر القذافى. .لكن تغيرت الامور كثيرا فى الغرب .صار السياسيون يتقاعدون و يتفرغون للعب مع احفادهم او ان يقوموا بنشاطات خيرية او ما شابه ذلك .و لا يوجد حسب علمى رئيسا عربيا كذلك سوى شارل الحلو رئيس لبنان الاسبق الذى كان فى اخر ايامه يشرف على مطعم لكبار السن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م