الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة، والعالم الرّقمي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 6
الادب والفن


أسأل نفسي أحياناً : هل من علاج لتلك الوحدة المتزايدة في العالم بشكل عام وفي سورية بشكل خاص؟
إذا كان الإنسان ينتمي إلى البيئة ، فإننا ننتمي اليوم لوسائل التّواصل التي عزّزت وحدتنا ز ربما كانت الوحدة موجودة بشدة حتى قبل وسائل التواصل، فالعلاقات الاجتماعية كادت أن تصبح مفقودة بين أفراد العائلة الواحدة ، إضافة إلى أنّ العلاقات الاجتماعية مكلفة ماليّاً ربما، وربما أيضاً أتت وسائل التواصل لتخرج السّوري من عزلته فيفرّغ ما لديه من أفكار على وسائل التواصل، والفيس بوك حالياً بالنسبة إلى السّوريين هو عجوز فأغلب مستخدميه منهم فوق الستين، ولديهم رغبة بالكلام الذي لا يستطيعون قوله شفاهاً.
كتب الكاتب السويدي دان هاليمارفي عموده الثقافي في صحيفة إكسبرسن مقالاً عنوانه :
كيف تجد الوحدة في العصر الرّقمي؟
يقول:
مع وصول الحداثة ، أصبح المنزل مكانًا للوحدة ، وأصبحت تنهال عليك الصداقات من خلال الهاتف.
ويأتي بقول للكاتب كلاس أولسون:
"أنا وحيد على الأريكة في المنزل. أقلّب الهاتف. أبحث عن شركة ، شركة تبحث عني. الأريكة هي مكان للاجتماع ، وأتطلع إلى الجمهور ، مع خصوصيات وأحلام الآخرين. فقد عاشت الأريكة وحدها مكاناً يتحرك فيها الجميع ، وتحديثها مع سرعة حشد من الناس في الطريق على رصيف عريض."
وفي فيلم لكلاس أولسن يصوّر في دعوة لإنقاذ المحيط حيث تهمل المرأة طفلها مع والدها وتبقى هي على الهاتف.
الفنانة الروسية-البريطانية ماري بشكيرشيف عرضت لوحة "اجتماع" مجموعة من الأولاد ينظرون إلى شجرة طيور وجدوها. الأولاد مجدّون بالبحث ، لكن إلى اليمين ، في منتصف الطريق في طريقهم للخروج من الصورة ، تظهر فتاة تسير في الشارع وتختفي. تبتعد عن المجموعة ، تاركة الأولاد إلى لعبهم..

تكتب:
"بدون هذه الحريّة ، لا أستطيع أن أصبح فناناَ رائعاَ". إنها نظرة ثاقبة على حرية التفكير خارج المجموعة ، للبحث عن المحيط الاجتماعي. ربما الوحدة هي حاجة في بعض الأحيان.
جميع من كتبوا عن الوحدة بعين العصر الحالي، أو العصر الفائت كانوا يصورونها على أنّها أحياناً قد تكون تميّزاً إلا إذا كانت من خلال أريكة.
لا أستعمل وسائل التواصل إلا للحاجة ولنشر بعض المقالات، لكنني أتصفح الفيسبوك أحياناً كي أعرف بعض الأخبار المحلّية. وأجد أنّه ليس الجلوس على الأريكة والنّقاش حول أمور ربما تكون أحياناً غثّة ، بل الزّيف والمجاملة ، والصور، ووصف الحالة النفسية، والتهجم، والتحريض، والقيام بالواجبات الثقيلة وبمجرد أن أجلس نصف ساعة يصاب ذهني بالتشويش، وأضطر لقضاء ساعة كاملة أسير على الرّصيف، لكنّني أيضاً مثل الجميع. أنظر إلى شركة ما، وشركة ما تبحث عني، وندور كلانا في البحث العميق بينما أنا ومدير الشّركة كلّ منا على أريكته يمارس الوحدة، والبحث. لا مفرّ من العالم الرّقمي، ولا بد أن نبحث عن طموحنا حتى لو من وراء شاشة، ومن على أريكة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع