الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس - التناحر الرجعي على السلطة

منير الضاوي

2018 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


-تونس - التناحر الرجعي على السلطة
يشتد التناحر هذه الايام خاصة بعد ندوة الدفاع عن الشهيدين –بلعيد والبراهمي-وما كشفته من معطيات حول تورط الجهاز السري للنهضة في هذه الاغتيالات وكذلك اثر اعلان السبسي حل التوافق مع النهضة واكد في تصريح لقناة المانية في برلين بانه لاعلاقة له مع النهضة بل مع الشيخ غنوشي وكأن الغنوشي لايمثل النهضة- وهو تصريح دبلوماسي يعني انه لم يتنكر لما وقع الاتفاق عليه في اجتماع باريس مع الغنوشي زعيم حركة الاخوان بامتياز لكنه يشير ضمنيا ان له خلافات مع النهضة خاصة وان النهضة تمكنت من جلب رئيس الحكومة –يوسف الشاهد- الى صفها-هذا الرجل الذي اقترحه السبسي وهو ابنه الثاني والمنتمي للنداء لكنه خان الامانة حسب "حزب نداء تونس" الذي جرده من العضوية.
ينحصر الصراع المحموم على كرسي 2019 اذا بين النداء وبعض اطرافه والنهضة ومشتقاتها-حزب التحرير وانصار الشريعة المحضور والمحبة والحراك وكل الجمعيات الاخوانية التي تعد بالمئات الى جانب الاطراف الانتهازية التي زايدت سابقا بعدائه للنهضة على غرار مشروع تونس.
لقد بينت الاحداث ان النهضة الاخوانية تتحكم في دواليب الدولة وبرز ذلك اثرالندوة المدافعة عن الشهيدين بحيث تمكنت النهضة الى حد الان من التملص من الجهاز السري وهي تعمل المستحيل لاتلاف الوثائق الموجودة في "الغرفة السوداء" بوزارة الداخلية واتضح للعيان ان القضاء غير مستقل وخاضع لضغوطات سياسية كما ان الداخلية غير محايدة.
يرجع تحكم الاخوان في مواقع النفوذ من وزارات ومؤسسات الى 2011 حيث كانت النهضة الطرف الرئيسي في المجلس التأسيسي وكان من المفروض كتابة الدستور في غضون سنة فقط غير ان النهضة مددت في حكم الترويكا ل3 سنوات تمكنت من خلالها تنصيب الموالين لها في كل مفاصل الدولة وفي كل المؤسسات خاصة بعد تشغيل أصحاب العفو التشريعي.
واستغلت النهضة تفكك النداء-الحزب الفائز في انتخابات 2014 لتتمركز في كل اجهزة الدولة وتمكنت من استمالة بعض المنشقين عن النداء على غرار مشروع تونس-محسن مرزوق- المرتزق الخليجي- الذي كان يعادي النهضة مثله مثل النداء الذي خاض حملته الانتخابية ضد النهضة لكنه تحالف معها باسم سياسة الوفاق وفق ما ينص عليه اجتماع باريس
.
ان التناحر بين النداء والنهضة تناحر عملاء صندوق النقد الدولي والدوائر الامبريالية وكل يريد تقديم نفسه كأحسن عميل لاختيارات الاستعمار الجديد وكضامن لمصالح الاستعمار في تونس وفي المنطقة لذلك ماانفك الغنوشي يتظاهر بالمدنية في اتصالاته بالاطراف الخارجية ويواصل السبسي التحذير ضمنيا من خطر التوجه الاسلامي المعارض للدولة المدنية في اطار الاستعداد لانتخابات 2019 لاغير

وقد جسد التحوير الوزاري الاخير حجم الخلاف بين القصبة وقرطاج بما ان رئيس الحكومة لم يستشر الرئاسة حول قائمة الوزراء بل ان قائمة الوزراء المقترحين غير مطابقة للقائمة المعلنة وهو ما جعل السبسي يرفض التحوير ويعلن عن عدم احالته على مجلس النواب.
واعتبر المستشار السياسي للرئاسة-المرتزق والمخبر سابقا- ان هذه الحكومة "هي حكومة نهضوية لاتعكس نتائج الانتخابات"وبالفعل فقد اصبحت النهضة الاخوانية ممثلة ب7 وزراء و3كتاب دولة(وهي صاحبة أكبر كتلة نيابية (68 نائبا / 217) وهكذا تنقسم كعكة السلطة حاليا بين النهضة والمبادرة ومشروع تونس واصبح النداء الفائز في الانتخابات في "المعارضة" ان صحّ التعبير.

يظل الشعب غير معني بمثل هذا الصراع الرجعي الذي تقف وراءه لوبيات المال الفاسد والسماسرة المتحكمين في الصفقات العمومية والدولية والماسكين بخيوط السوق الموازية والتهريب والارهاب ويقدم الاعلام الرسمي هذا التناحر على انه صراع بين اشخاص دون ذكر طبعا من يقف وراء هؤلاء الاشخاص وماهي مصالحهم وشركاتهم وعلاقاتهم بالاطراف الخارجية.
ورغم خلط الاوراق من قبل الدعاية الرجعية وتقديم الصراع بين قصر قرطاج –الرئاسة- والقصبة-الحكومة-كصراع من اجل الكرسي فان التناقض الاساسي والرئيسي يظل بين الشعب والكتل الرجعية المتناحرة والتي لها نفس البرامج اللاوطنية .

لذلك فان التناحر الرجعي على الكرسي لايعني البتة وجود برامج مختلفة لان البرنامج هو نفسه بالنسبة للاطراف المتناحرة=بيع خيرات تونس واستغلال عرق جبين الشغالين وفق توصيات صندوق النقد الدولي وقد اثبت الواقع المعيش هذه الحقيقة المرة بالنسبة لمجمل الفئات الشعبية بحيث التهبت الاسعار وتدهورت القدرة الشرائية حتى بالنسبة للكوادر فما بالك بالعامل البسيط الذي لايتجاوز اجره 350 دينارا.
ان تعاقب الحكومات وتعدد التحويرات وتغيير الوجوه لن يغير في شيئ جوهر السياسات اللاوطنية المتبعة منذ عقود ولم يعد الشعب يصدق الوعود الكاذبة ولايثق في السياسيين منتحلي صفة الوطنية او المدنية فهو امام خيار واحد ووحيد :النضال من اجل تحقيق مطالبه والنضال من اجل اعادة الاعتبار لشعارات الانتفاضة والنضال بكل الوسائل ضد الرجعية الحاكمة وكذلك ضد
الانتهازية المتربصة والمتلحفة بغطاء الشعبوية بهدف جني بعض الاصوات في الانتخابات المقبلة.
ان النصالات الشعبية التي عرفت ارتفاعا بزيادة 33 بالمائة في المطلبية الاجتماعية ستزيد في تفجير الصراع الرجعي ولن تصمد حكومة النهضة طويلا امام تصاعد وتيرة الاحتجاج من جهة وتناحر الاطراف الرجعية التي ستعمل على كشف ملفات طالما وقع إخفاؤها.

منير الضاوي
تونس 6 نوفنبر 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس