الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوميّة، والطائفيّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


القومية وباء يستفحل في المكان الذي يحلّ فيه، وقد يكون مرتبطاً بالديانة والطائفة ، وهذا مايجري في سورية والعراق.
كتب أندرس ليندبيري مقالاً لصحيفة أفتونبلادت السويدية تحت عنوان :
القومية هي طاعون عصرنا
يتحدث الكاتب عن سيراييفو حيث كان يزور مكتبتها "مكتبة سراييفو الوطنية الجميلة ، التي أعود لها دائماً . واحدة من هذه الأماكن السحرية. عندما وضعت قدماي في سراييفو للمرة الأولى ، كان المبنى الفخم الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمن بمثابة خراب. هي التي رأتني قد بدأت في البكاء عندما أخبرتها. كان ربيع عام 1996 وكان السلام عمره أشهر فقط. في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) ، تم توقيع اتفاقية دايتون في قصر باريس الاليزيي ، الذي وضع حداً لحرب استمرت أربع سنوات في البوسنة والهرسك. عندما توقفت المدافع ، قتل أكثر من 100.000 شخص أثناء القتل و الطيران ، ولن يعودوا.
شهدت أوروبا معسكرات اعتقال وإبادة جماعية ، وشهدت أحداث عنف جماعية وجرائم حرب"
يستشهد الكاتب بمذكرات شتيفان زفيج "عالم الأمس" ، التي نشرت في عام 1944 ، يكتب عن "... الوباء الحقيقي هو ، القومية ، التي سممت ثقافتنا الأوروبية".
كما يقول الكاتب أنّه "في هذا العام ذهبت البوسنة إلى الانتخابات ، في الوقت الحالي ، تخضع البلاد ل 14 حكومة انتقالية. تركت عملية السلام خليطًا معقدًا من وحدات ومستويات ذات حكم ذاتي أكثر أو أقل من الدولة إلى كانتونات مختلفة. مرة أخرى ، توجد معارضة لكن الخوف لا يزال قوياً والذكريات حية للغاية. ففي نهاية المطاف ، قبل عشرين عاماً فقط أطلق الرماة النار على مدنيين عزل هنا في سراييفو ، بينما كان العالم يشعر بوحشية ، من قبل المدمرين والناجين على حد سواء”
المقال سلس لكنه مخيف أيضاً، فإذا كانت تجربة السّلام في : يوغسلافيا السّابقة قد أفرزت ونتيجة انتخابات ديموقراطية قادة قوميين .قد يكون الوضع مؤسفاً لو لم تكن أوروبا وأمريكا لازالت موجودة في تلك الدّول، ففي كوسوفو مثلاً يجب أن يأخذ حتى رئيس الوزراء إذناً من الحرس الأمريكي للمرور فوق إقليم آخر.
الأمر ليس بتلك البساطة، فقد بدأت الحركة القومية في الازدياد في أوروبا، ووصلت حتى إلى الدول الاسكندنافية.
عندما نتحدث عن سراييفو ننظر إلى بغداد ودمشق حيث بنادق الرّماة تطال جميع البشر ، وبنادق الرّماة مأجورة من أجل لقمة العيش، فمن كان يرمي من خلال مليشيات إسلامية انتهى مفعولها. انضم إلى حزب الله، والهدف لقمة العيش المر ،لا علاقة له بالخيانة. بل بتجربة الحرب المرّة.
لا شكّ أن النّظام السّوري قومي طائفي دكتاتوري، ويستمد شرعيته من الفكر الطائفي القومي أحياناً. أما أن نطالب العالم بإسقاطه فلا شكّ أنه نوع من المزاح الجادّ. الاعتزاز بالمواطنة ، والأصل لا يعني التفكير القومي الضّيق، والاعتزاز بالمذهب والطائفة لا يعني فرضهما بالقتل، ولكن ، وأكثر من لكن. لن يستطيع بلد النهوض إن كان يتزعمه فكر قومي شعبي، وسيراييفو هي المثال، لا أمان لأحزاب قومية وكانتونات . وأفكار تخاطب العامة من النّاس.
وإكمالاً للموضوع لابد أن نمرّ بالمرحلة الترامبية التي هي قومية شعبية بامتياز.

والسّؤال هو: هل تستطيع الولايات المتحدة الجيدة ، التي تعجب أصدقاءها في جميع أنحاء العالم ويريدون حمايتها ، أن تجعلهم يعيشون؟

يجب أن تكون الإجابة على هذا السّؤال بنعم. إن دور الولايات المتحدة كزعيم حر في العالم غير قابل للتغيير. بدون قوة الولايات المتحدة العسكرية والقوة الناعمة ، فإن النظام العالمي الليبرالي أمر مستحيل.
نحن لا نعوّل على أمريكا، لكننا نعوّل على أفكار الحرّية. ومع أن الانتخابات الأمريكية أعطت الديموقراطيين أغلبية في مجلس النواب، والجمهوريين أغلبية في مجلس الشيوخ،ورغم أنّ الديموقراطيين سوف يحفرون تحت ترامب. إلا أن ترامب نجح في استقطاب القوميين الشّعبيين، والمرحلة الترامبية لن تنتهي بانتهاء ولاية ترامب. نتيجة الانتخابات.
لماذا يشتم السّوري العالم، ويستحضر الصهيونية والماسونية إلى أفكاره وينسى السبب المباشر وهو القومية، والطائفة؟
العالم ليس مجبر على قبولنا إلا كما نقدّم أنفسنا، وحتى الآن نقدّم أنفسنا كإسلاميين. أتحدّث عن أغلبية المعارضة، والإعلام الذي يسوّقها، فعلى قصة النجاح التي تسوقها الفضائيات أن تكون الفتاة فيها محجبّة، والشاب له ذقن كإخوان مسلمين، وهنا لابد من التذكير أن حركة الإخوان هي سياسية إيديولوجية، فقناة الخاشقجي-عفواً الجزيرة- لا تقبل إلا افكاراً إخوانية حتى عزمي بشارة المسيحي فكره قومي إخواني، وهذا ليس تهجّماً. بل حقيقة. جمال خاشقجي قتل بيد الدكتاتورية . في قنصلية، في بئر، في مزرعة. الأمر عادي جداً، ومتوقّع جداً، وربما أصبح اليوم أكبر قضيّة يمكن التفاوض عليها مادياً. لا أحد مهتم لقتله، لكنهم يديرون لعبة هي اللعبة القومية الدينية. إذا كان هناك من وصف القومية بأنها طاعون فإن الدّين في بلادنا هو المتسبب بهذا الطاعون. الطوائف هي حالة مارقة على الدين، وجميعنا ساقطون في الطّائفيّة. حتى نعيش في مكان علينا أن نلمّع الزعيم، أو زعيم الطّائفة، أو العشيرة، أو نخرس كي لا نموت.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يجتمعان
Muwaffak Haddadin ( 2018 / 11 / 7 - 22:18 )
لا يا سيدتي الطائفية والقومية لا يجتمعان
مع التحية
موفق حدادين
الاردن
7 /11 / 2018

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال