الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية الفراشة ( بابيون)

رحمن خضير عباس

2018 / 11 / 10
الادب والفن


رواية الفراشة ( بابيون)
رحمن خضير عباس
هذه الرواية التي كتبها الفرنسي هنري شاريير.هي عصارة لتجارب مريرة ،عاشها هذا الشاب ذو الخمسة والعشرين ربيعا ،حيثُ ساقه القدر وسوء الحظ ، أنْ يصبح مجرما رغما عنه. فيساق منفيّا إلى سجون رهيبة ، في جزر نائية عن وطنه فرنسا ، ومنها سجن غويان الذي يلقبونه ( بآكل الرجال).
لذلك فالرواية بمجملها، ما هي إِلَّا مجموعة من العذابات الإنسانية ، التي تكبّدها بشرٌ ارتكبوا جنايات وجرائم. ولكنّ مجتمعهم ارتكب باسم القانون جرائم أكثر فظاعةً. فكانت محكوميتهم بمثابة الانتقام منهم وليس محاولة إصلاحهم . لذا فقد جاءت هذه الرواية كلوحة فنية ، ولكنها غارقةٌ بوحل الإبادة والعنف والألم حتى الرمق الأخير .
لكنّ خلاص بطل الرواية ، قد تمّ عبر مخاض حاد وعسير ومحفوف بمخاطر الموت ، من خلال التجويع والتعذيب ، والتدمير النفسي ، بواسطة العزل في أقبية تحت الأرض تمتلئ بالمياه الآسنة والحشرات والجرذان. أو بجحور الصمت والظلام حيث يعيش السجين صمتا مطبقا ، حتى يصل إلى مرحلة الجنون. إضافة الى السجون الجماعية الزاخرة بعنف الجريمة وحكم الأقوى وحكايات الاعتداء الجنسي والقتل والتدمير. إنّها المشقة التي يعجز الإنسان عن تحملها. ومع ذلك ، فقد كان البطل يتحدى كل ذلك ، حتى بلغت محاولات هروبه تسع مرات ، تتكلل أكثرها بالفشل ، الذي سيضاعف من متاعب السجين وانتقام السجّان.
اقتبس هنري شاريير عنوان روايته من خلال وشم الفراشة ، التي زينت صدره قبل سجنه. وحينما أصبح سجينا أصبح الوشم اسمه. يطلقه عليه زملاؤه وسجّانوه. الكل يسميه ( بابيون / الفراشة) والتي تأتي مذكرا في اللغة الفرنسية ،على عكس تأنيثها في اللغة العربية.
تبدأ أحداث رواية الفراشة ، من لحظة النطق بالحكم ، فقد أدين المتهم ( بطل الرواية) بجريمة قتل لم يرتكبها ، ولكن القرائن العمياء جعلته قاتلا رغما عنه. إضافة إلى أنّ المدعي العام الفرنسي آنذاك ، والذي يتلذذ بإرسال المحكومين إلى المقصلة ، ولكنه حكم على بابيون بالأشغال الشاقة ، لعدم وجود مسألة الإصرار والترصد . وهكذا نطق القاضي ذو الملامح الجهنمية بحكم انتقامي ، موجها حديثه إلى المتهم :
" لا أبالي إِنْ كنتَ مجرما أو بريئا ، كل ما يهمني أنْ استعمل كل ما هو ضدك "
وهكذا تبدأ رحلة العذاب التي استهلكت من عمره ثلاثة عشر عاما. وقد سجلها الكاتب لحظة حجرية بعد أخرى، بكل تفاصيل العنف البشري والصراع من أجل البقاء ، بين الجدران المنسية والقصية ، والتي تجعل الألم مضاعفا ، والأمل بالخلاص مستحيلا ، وفي ظل بشر لا يعرفون الإنسانية ، بين سجناء محبطين ومجرمين ، وحرس لا يقلّ إجراما وعنفا وشراسةً. إضافةً الى رعب ما يحيط بنزلاء السجون من تجويع ممنهج ، وامتهان للإنسانية ، ومحاولة قتل بطيء .
إنها حقائق تقترب إلى الخيال منه إلى الواقع. لذلك فقد جاءت الرواية طافحةً بفيض من الأحداث والتحولات والمفاجآت والترقب. حتى أصبحت كروايات المغامرات (الأكشن) .
حينما سئل شاريير عن مدى صحة أحداث روايته ، أجاب :
" بأنها اعتمدت على خمس وسبعين بالمائة من الوقائع الحقيقية"
بين خلاصِهِ من السجن ، وبين كتابة روايته، حوالي أكثر من ربع قرن ، تجعل من تسلسل الاحداث ودقتها أمراً بعيد المنال. فقد صدرت هذه الرواية عام 1969 ، في الوقت الذي تخلص من السجن والمنفى عام 1944.
ولم يتمتع الكاتب بما تَدرّ عليه روايته ، التي طُبع منها مليون نسخة في بداية صدورها ، فقد توفي بعد أربع سنوات عن عمر يناهز ال 67 عاما .
تلك الرواية أحدثت صدمة كبيرة في المجتمع الفرنسي . مما جعله يكفّر عن قسوته وظلمه بإلغاء عقوبة الإعدام.
حالما يتم نطق الحكم القضائي بالأشغال الشاقة المؤبدة ، حتى يتم تجميعهم في أحد المعسكرات ،من أجل ترحيلهم إلى جزيرة غينيا الفرنسية. وهي جزيرة نائية ومحاطة بعمق المحيط ، حيث يبدأ (طريق الْعَفَن ) حسب تعبير الكاتب. ومن هناك يبدأ الصراع الحقيقي بين الموت والحياة ، من خلال :
شرطة مستعدة لأطلاق النار، وجلادين جاهزين لجلد السجين حتى الموت أو قاب قوسين ، لسبب أو بدون سبب .
ومجموعة يائسة من محكومين بالموت البطيء ، والذين يتحوّلون إلى ما يُشبه الوحوش ، في الفتك والقتل والسيطرة على الأضعف منهم .
يُضاف إلى ذلك العزلة وشحة الغذاء والماء ، وفي أجواء إستوائية حارقة ، وفي أعمال السخرة المدمرة للجسد والروح ، وتحت رقابة حرس لا يعرف معنى الشفقة ، إضافة إلى أنّ الجزيرة محاطة بمحيط عملاق ، تجتاحه العواصف المدمرة ويزخر بأسماك القرش الجائعة والمتربصة.
في هذه الأجواء يجد بابيون نفسه. في القاع البشري حيث يسود مبدأ القوّة بين السجناء أنفسهم. ولذلك فيلتقي برفيقه المتهم بالتزوير(لويس ديجا ) الضعيف البنية والذي استنجد به مخافة القتل وشاركه في هروبه .
كان بعض السجناء يمتلكون بعض المال ،الذي يستخدمونه في استمالة الحراس أو رشوتهم . وكانوا يضعون المال في لفة ويخفونه في شرجهم. ولكن ذلك يُشكِّل خطرا عليهم. لان بقية السجناء اذا علموا بأمر الأنبوبة ، سيقومون ببقر مصارين صاحبها للاستيلاء على ما فيها من مال. وقد احتفظ بابيون بهذه الأنبوبة. كما حاول إنقاذ صديقه ، فتحمل مسؤولية حفظ ماله.
لقد كانت محاولة الهروب الاولى فاشلة ، مما جعلته يقضي وقتا عصيبا في السجن الانفرادي. ولكن رفاقه كانوا يزودونه سرا بجوز الهند ، كي يستطيع المقاومة. وبعد أنْ أكملَ عقوبة الانفرادي ، نجح في الهرب الثاني ، وبعد صعوبات وإهوال، جنح قاربه وحيدا على جزيرة للهنود الحمر. وبدلا من قتله من قبل هؤلاء الذي يطلق عليهم الفرنسيون صفة البدائيين ، فقد أعجبوا بوشم جسده. وطلبوا منه أن يرسم بأجسادهم صورا مماثلة. وهكذا فقد كسب ثقتهم وصداقتهم ، فأحبته فتاتان شقيقتان . وعاش بشكل هادئ بين أحضان الطبيعة والشمس والحريّة والبحر وزوجتين . ولكن الحنين إلى المدن جذبه من جديد للعودة إلى أهوال البحر ، رغم اعتراض زوجتيه. ويرسو قاربه الصغير في جزيرة أخرى ، فيلجأ إلى الكنيسة. ولكن أحدا وشى به الى الشرطة ، فأعيد إلى سجنه الأول بعد أن تحرر منه لمدة ثمانية عشر شهرا.
لذلك فقد ازدادت عقوبته كهارب من السجن ، وتحمّلَ أسوأ أنواع التنكيل لمدة عامين .
لكنه عنيد كالحجر ، كلما زاد تنكيل السجن ، كثر إصراره على الهروب من جديد . وفي أحد المرات ، مثّل دور المجنون ، كي يجد وسيلة للهروب ، وقد بقي فترة يُمثِّل هذا الدور بإتقان ،حتى تمكن من إقناع الأطباء والحراس بأنه مجنون حقيقي ولم تنفع محاولات اختباره .
في واحدة من محاولات هروبه ، وصل ومجموعة من زملائه إلى مدينة جورج تاون، في جنوب إفريقيا . ولكنه لم يستطع أن يتحمل الفاقة فيها وعدم وجود فرص للعمل ، مع أنه افتتح مطعما ولكنه أِغلق نتيجة لمهاترات البحَّارة . ففكر بترك جنوب إفريقيا باتجاه المجهول في مغامرة متهوّرة وغير مبررة ، ليجد نفسه في فنزويلا . وكانت الحرب العالمية الثانية في عامها الأخير ، لذلك لم تستطع فنزويلا تسليمه. وتمكن من التعايش ضمن الحياة الفنزويلية ، حيث حصل على الجنسية وتَزوّج هناك واستقرّ حتى وفاته .
إنّ كثافة أحداث الرواية ، ونموّها وتنوعها ، وتوفر عناصر التلهف والمفاجأة في جوانبها قد جعلها أكثر شهرة من كثير من الأعمال الأدبية الشهيرة والمعروفة ، وذلك من خلال الشد السردي المُتْقن والمتنوّع ، بحيث أنه لا يمنح القارئ فرصة للملل ، فالأحداث تنمو مسرعة والمواقف حادة والمنزلقات كثيرة ومتشعبة.
والأدهى من ذلك أن الرواية تعتمد على أحداث حقيقة وواقعية مرّت به.وان شخوص الرواية غير متخيلين ، بل من صلب هذه التجربة. وكذلك الأمكنة التي مرّ عليها ، مثل سجن الميناء وجزيرة الشيطان وجزيرة المجذومين أو المصابين بالبرص ، والذين تنكرت لهم مجتمعاتهم ، وجزيرة الهنود الحمر ، وغيرها من جزر متناثرة في المحيط . وهذا مما جعلها رواية التشويق والمغامرات والتحدي.
كما أصبحت الرواية صوتا للكثير من البشر المعذبين والذين عاشوا وجع السجون وماتوا بشكل منسي وبائس ، لذا فقد أضحت صرخة ضد الظلم واختلال القيم والقوانين واللوائح التي تكافح الجريمة بمثلها. فحينما يدخل المتهم المدان أو البريء إلى مثل هذه السجون ، سيتحوّل من خلال الأهوال التي تمر به ، إلى مجرم وقاتل ومريض وناقم على البشر .
ورغم أنّ هنري شاريير قد كتب هذه الرواية بعد فترة طويلة من حريته .
لكنٌ هذه الفترة قد عتّقت الأحداث وشذبتها ، فأنتجت لنا عملا إبداعيا ثريا ومتكاملا، من حيث مضامينه الفكرية والفنية . لأنّ هنري شاريير لا ينتمي إلى عالم الأدب ، بوصفه شاب مقامر قبيل السجن ، وسجين لمدة ثلاث عشرة سنة. ومع ذلك فقد تبوأت روايته مكانة متميزة في الأدب العالمي ، نتيجة لصدقها واعتمادها على الفن الحكائي المباشر .
فقد طُبعت بملايين النسخ. وتُرجمت إلى أغلب لغات العالم ، كما تحولت إلى فيلم سينمائي عظيم من بطولة ستيف ماكوين و داستين هوڤمان.
لقد كان الثمن الذي دفعه بابيون في سبيل الحصول على حريته باهظا ، فقد جابَهَ القسوة من سجناء مجرمين ويائسين ، يعتبرون القتل اليومي لبعضهم البعض نوعا من اللهو . كما كشفَ الكاتبُ للملأ قسوة السجون والنفي ، وطبيعة الحياة بين الحجر والصمت والتجويع والتعذيب وأعمال السخرة الشاقة وأخطار البحر والعواصف. والتي عبّر عن هذه السجون بقبور الأحياء .
لقد تناول الكاتب الكثير من اللقطات والمواقف التي تتميز بالعنف المفرط . من خلال السجين الذي قتل سجّانه بتوثيقه وتركه فريسة للنمل الذي يأكل اللحوم. وحينما شكا لبابيون بانه سيعدم عن طريق المقصلة. رد عليه بابيون بقوله أنك ستموت في ثوان. بينما الشخص الذي قتلته بقي ثلاثة أيام وهو يموت ببطء من نهش النمل !
كما صوّر لنا مُناخات متعفنة من الموت البطيء. يرافقه الخوف والتوجس والحقد وانعدام الرأفة وشيوع القتل والموت ، سواءً بين السجناء أنفسهم أو من قِبَلِ سجانيهم ، حيث يتلاشى الأمل بالخلاص ، ويتم ّ توزيع الموت البطيء على هيئة جرعات . واذا مات السجين فلا يفقد سوى أغلاله وعذاباته.
وفي وسط هذا العفن والعنف والترويض ، تبرز بعض الحقائق عن ضعف الإنسان أمام بعض الامتيازات الرخيصة ، كما تبرز قوته على مقارعة المستحيل.
لذا انتهج بابيون خطة ترويض العقل ، على أن يكون سليما في ظل هذه الصخب من العنف والجنون.
وهذا ما جعله يتسامى ، ولم يسقط في وحل اليأس. لأنّ الأمل في الخلاص والحصول على الحرية ، سيساهم في انتصاره على المستحيل. لذلك فالرواية من بدايتها إلى نهايتها تبحث عن ( حرية الإنسان في حقه بالحياة ).
كانت جزيرة الجذام التي استعان بها. والتي تمثّل الإبعاد القسري ، لبعض الناس الذين لا ذنب لهم سوى ما ألمّ بهم من أمراض مُعدية. لذلك فقد لفظتهم مجتمعاتهم في ما يُشبه السجون والمنافي المعزولة والمغلقة . وظل هؤلاء في مواجهة قدرهم. ولكن هؤلاء المجذومين كانوا أكثر إنسانيةً من غيرهم ، فقد ساعدوا بابيون في إحدى محاولاته للهرب.
أمّا جزيرة الهنود الحمر التي لجأ اليها في واحدة من محاولات هروبه . فقد كانت جنةً طافحة بالاسترخاء الجميل والعيش المشترك ، مع بشر بدائيين وساذجين وطيبين. رغم قوتهم وشراستهم تجاه الرجل الأبيض الذي يغزو جزيرتهم . ولكن بابيون رأى عكس ذلك فقد تعايش معهم . ولاسيما أن الوشم الذي يُظهر صورة نمر وفراشة على جسده ، جعل منهم يحبّونه ويثقون به. كما إقترن بشقيقتين وعاش معهما أجمل الأوقات في صيد اللؤلؤ والأسماك ، والعيش المشترك في طبيعة خلّابة. ولكن حنينه إلى الحرية جعله يفرِّط بهذه الجنة التي عثر عليها في المنفى. وحينما ودعته زوجته الهندية الحمراء ، أخبرته بأنّ هناك جنينا في بطنها ينتظر عودته. وقد ودعته بعد أن ملأت حقيبته باللؤلؤ .
لقد طرحت الرواية مبدأ الإيمان بالحرية والعدالة. فبابيون حُكم بالأشغال الشاقة المؤبدة ظلما من قبل القضاء الفرنسي ، والذي كان فيه الكثير من مواطن الضعف آنذك. لذلك فان إيمان هذا الرجل بعدالة قضيته جعله قويا وجريئا وقادرا على المواجهة . لذلك لم يعرف اليأس وظل يبحث عن الانعتاق والحريّة. كان يعشق الوطن الذي نبذه. ولكنه في النهاية ارتضى البقاء في فنزويلا محطة هروبه الاخير.
يروي عن هذه الرحلة الأخيرة :
بعد أن غادروا جنوب إفريقيا ، تعرضوا لعاصفة مدمرة ، فقَدَ على إثرها زورقهم أشرعته. ووجدوا أنفسهم على شبه ميناء ، وكأنو متعبين فتعلقوا ببعض الشواهد البحرية ، وناموا من التعب. ولكنهم استفاقوا على هدير صفير وانذارات تحذرهم. ولم يدركوا أنهم كانوا يرتاحون على ألغام بحرية ، وحالما تحركوا باتجاه الميناء ، حتى رحبت بهم فنزويلا التي كانت تسلّم الهاربين إلى بلدانهم. لأن الحرب العالمية كانت في عامها الأخير. وكان ثمة جراحٌ عميقة في جسد أوربا. جعلتها تراجع الكثير من قوانينها.
الرواية تزخر بكثير من اللقطات الإنسانية في جمالها أو بشاعتها. في نبلها أو رخصها. الهندية الحمراء التي تهدي اللؤلؤ لبابيون مع علمها أنه سيدمر حياتها بهجرته ، لاسيما وأن في أحشائها يتحرك جنينه. منظر صديقه الذي مات ، وحينما ألقوه في البحر افترسه القرش ،ورفعه فوق الموج ، فبدا الجسد يعلو بمهابة ، وكأنه يوَدّعهم قبل أن يبتلعه اليمٌ.
الصيني الذي كان متعلقا بخنزيره الصغير وحينما أراد الجنود الأمريكيون في مدينة جورج تاون أخذه. وقف ضدهم وألقى بجسده أمام سيارتهم العسكرية. واجبرهم على إرجاعه ، في موقف عاطفي مثير للدهشة يصدر عن مجرم سابق.
رفيق بابيون في السفر الذي غرق ببطء في الوحل المتحرك دون أن يستطيع مساعدته. بينما الرمل المتحرك يبتلعه ببطء.
رواية الفراشة مزيج من حقيقة تقترب إلى الخيال. وهذا سرّ جمالها وشهرتها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم