الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر العدد 40

أمجد سيجري
كاتب وباحث

(Amjad Sijary)

2018 / 11 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


العدد 40 من الاعداد المستخدمة بكثرة في حياتنا ابتداء من العادات والتقاليد وصولاً إلى مفاهيمنا الدينية مما يدفع الكثير من الاشخاص للبحث والتساؤول حول حكاية هذا العدد الذي يمكن بشكل أو بأخر أن ندعوه مقدس .
رياضياً هذا العدد يتمتع بصفة خاصة تميزه أنه عدد شبه تام والعدد التام هو العدد الذي يساوي مجموع اجزائه اي قواسمه مثلا 6 قواسمه بدون العدد نفسه (1، 2 ،3 ) مجموعها 1+2+3 هو 6 .
اما العدد 40 فهو يتمتع بكمال جزئي اي ان بعض من قواسمه يشكل هذا العدد :
قواسمه بدونه ( 1،2،4،5،8،10،20)
مثلاً 20+10+8+2
أو 20+10+5+4+1 الخ...

لكن بعيداً عن الرياضيات ما سر هذا العدد؟

بداية الحكاية :
تعرفنا في اكثر من مقال عن الإله السومري إنكي Enki هو إله الذكاء والحكمة والإبداع والصانع الماهر رب المياه والذي يتدفق من كتفيه في لنقوش السومرية المياه كتمثيل لنهري دجلة والفرات.
أفضل إقتراح لمعنى إسمه تجزئته لقسمين en وتعني السيادة و ki وتعني الأرض وتعني سيد الأرض.
عرف في الميثولوجيا الاكادية والبابلية بالأسم Ea إيا وعرف بهذا الأسم بكامل المنطقة الشامية وإنتشرت عبادته فيها كإيبلا و حتى المناطق الكنعانية والحيثية وأعتقد أن الإسم إيا ea هو لفظ شامي غربي من كلمة " حي " ويعني الحياة وتطلق أحيانا على فترة الربيع أما اللفظ " ا بدل ح " سببه خلو الكتابة المسمارية من الاحرف الحلقية حيث إنتشر بهذا الاسم تماماً كما انتشر" عل " بالاسم " إل " وذلك لإرتباطه بالحياة في المنطقة .

من المثير في الإله إيا إرتباطه من الألفية الثانية قبل الميلاد بالعدد 40 حتى غدا العدد 40 إيديوغراف خاص بالإله " إنكي / إيا " و دالاً عليه ودعي الرقم 40 بالرقم المقدس.

- لكن ما تعليل ترميزه بالرمز 40 ؟سأحاول أن أبين السر باستنتاج شخصي.

بالعودة إلى التسمية العربية "ربيع" هي تقريباً تسمية شامية مشتركة بنطق مختلف بين اللغات الشامية .
كلمة الربيع في التدوينات القديمة كان يعبر عنها بكلمة " حي " و إمتد هذا المعنى حتى اليوم فنجد قواميس اللغة العربية لا تعبر عن كلمة الربيع الإ بالحياة.
- إذا كيف أخذ الربيع اسمه وما علاقته بالإله إيا؟ الرقم أربعون العربي موجود في اغلب اللغات الشامية بالفاظ متقاربة فمثلاً نجده بالأكادية erbā إربا و اربعين ארבעין بالأرامية والسريانية.
نلاحظ في نصف الكرة الشمالي للكرة الأرضية
ان الربيع المناخي " الملاحظ " يعتبر نصف فصل ما يقارب 45 يوماً فلا نشعر به كثيراً في مناطقنا فهو فترة قصيرة بين الشتاء والصيف مثله مثل الخريف وهذه النقطة قد لاحظها المزارعون منذ القدم في المجتمع السوراقي تم حساب هذه المدة من قبل المزارعين وتبين أنها تمتد ل 40 يوماً من الإنقلاب الربيعي حتى تقريباً نهاية نيسان و بداية أيار حين تتفتح الزهور ويظهر الخلاص وإسم الشهر آيار اخذ اسمه من تفتح الأزهار.
لذلك تم ربطها بالإله إيا الذي يحمل معه الخلاص والحياة للمجتمع الزراعي مساعداً لقيامة الإله تموز مباركاً بمائه وابداع صنعته في نمو هذه النباتات لذلك حمل هذا الفصل اسم الإله إيا " الحي " ومن ثم ورقمه المقدس أربعين باللفظ " ربيع " أحياناً اخرى.
اذاً إرتبط الرقم الاربعين بالحياة والخلاص وإنتقل لعادات وتقاليد المنطقة و دخل الأديان وبقوة في عدد من القصص والحكايا مثلاً نجد .

أولاً في اليهودية

- في سفر التكوين(7: 4) في حكاية الطوفان تمطر السماء 40 يوماً وليلة .

- في سفر العدد (13 : 25) يعود جواسيس موسى من أرض كنعان بعد 40 يوماً .

- في سفر العدد (32: 13) تاه اليهود في البرية 40 سنة قبل ان يخرجهم الرب منها ويخلصهم.

- حكم معظم ملوك اليهود 40 سنة " عالي، داؤود ، شاؤول ، سليمان...

- في سفر صموئيل الاول (17:16) تحدى جالوت الاسرائيلين مرتين في اليوم ل 40 يوماً قبل ان يهزمه جالوت.

- في، سفر 9 التثنية مكث موسى في جبل سيناء اربعين يوماً لا ياكل الخبز ولا يشرب الماء وفي اليوم 40 اعطاه الرب، لوحي العهد.

- من الشروط الاساسية لتعليم الكابالا اليهودية هو بلوغ المتعلم سن الاربعين.

ثانياً عند المسيحية :

- في المسيحية بالإضافة لإيمانهم فيما سبق كونه جزء من العهد القديم يذكر انجيل متى ( 4:2 ) وفي لوقا ( 4:2 ) محاولة ابليس غواية يسوع الذي ياخذه للبرية ويصوم فيها 40 يوماً.
- في اعمال الرسل (3:1) استمر يسوع بعد قيامته بالظهور 40 يوماً لتلاميذه يعلمهم اسرار ملكوت الله .
ثالثاً في الاسلام :

- يتفق المسلمون مع اليهود والمسيحية حول الارقام التي ذكرت اعلاه الخاصة بالطوفان 40 يوما وبمكوث موسى 40 يوماً في سيناء وضياع بني اسرائيل 40 عام و صوم المسيح بالبرية ومحاولة غواية الشيطان له 40 يوماً عدا موضوع القيامة كون المسلم لا يعترف بصلب المسيح وانما شبه لهم كما يومنون بعدد من النقاط الاربعينية الخاصة بهم وهي :
- كان النبي محمد في 40 من عمره عندما تلقى الوحي الإلهي من جبريل.
- من العادات والتقاليد الإسلامية هي ذكرى أربعين الميت حيث تتم زيارة القبر في اليوم الأربعين من وفاته و لا تخلع الثياب السوداء عنهم الإبعد الاربعين وهي من العادات المصرية حيث كان يعتقد أن مومياء الميت تذهب من الارض الى العالم الاخر بعد 40 يوماً يقوده في هذه الرحلة انوبيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت