الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثرثرة من جانبٍ واحد

امين يونس

2018 / 11 / 15
كتابات ساخرة


حمكو .. شخصية ذو طبيعةٍ زئبقية ، أحياناً ، لا سّيما في الأوقات التي تُريدُ أن تتبادل معه الحديث أو تسألهُ عن شئٍ ما ، فأنه ينسابُ من بين أصابعك وينسل مُبتعداً مُتذرِعاً بأنهُ مشغول .
أما إذا كُنتَ مُستمتعاً بوحدتك ، مُتأملاً ، سعيداً بعُزلتك .. فإذا بهِ أي حمكو ، ينُطُ عليك ، لا تدري من أينَ جاء أو كيف عرف مكمنك . ويبقى مُلاصِقاً لك ، لا ينفع معه الغضب ولا اللين .. لا جدوى من القسوةِ ولا الرجاء . هذا أحد الأسباب التي بموجبها ندعوهُ فيما بيننا ب حمكو المجنون .
.................
في إحدى تلك المرّات التي كُنتُ مُنغمِساً تماماً في التحاور مع ذاتي .. هبطَ عليّ حمكو كالقضاء وفاجأني مُتلَبِساً وأنا اُكّلِمُ نفسي بصوتٍ مسموع , فقالَ ساخِراً : ها عّمي أمين .. يبدو أنكَ إستويت ! . فحتى أنا حمكو المجنون لم أصل إلى درجة التحدُث مع نفسي . ها ها ها .. ولا يهمَك .. ها أنا أتيت ، فَقُل لي ما تريد بدلاً من هذيانك والتعارُك مع نفسك ! .
تجاهلته ولم أرُد .. مُتمَسِكاً بأمَلٍ ضعيف : أن يشعر بالضجر ويُغادر " ويفُك منّي ياخه " . لكن هيهات . ضحكَ ببساطة وجلس قُبالتي قائلاً : أيه .. ماالذي يزعجك إلى هذهِ الدرجة ؟ قُل قُل لا تستحي ... فضفِض ياأخي . هل أنتَ مُفلِس كالعادة ؟ هل تخاصمتَ مع أصدقاءك كالعادة أيضاً ؟ ها .. أنتَ لا تجيب .. حسناً ، هه هه هه .. رُبما أنتَ حزينٌ على جمال الخاشقجي ؟ لا تحزَن يارجُل ، فكُلهم سَفَلة : الخاشقجي نفسه وخاطفيه أو قاتليه . أم تراكَ مُتأثِراً لأنَ المفوضية لم تُعلِن لِحَد الآن النتائج النهائية لإنتخابات برلمان الأقليم ؟ وماذا يهمك في ذلك وأنتَ تدرك حق الإدراك ، بأن لا تغييرات مهمة في الأُفق .. فالحّمامُ هو الحّمام والطاسةُ نفس الطاسة .. رُبما سيُبدلون الليفة أو الشامبو .. هه هه هه . أنتَ مُصِرٌ على السكوت .. طيب ، أما أنا فسوف أتكلم .
هل أنتَ مقهورٌ ، لأن صحتَكَ ليستْ على مايرام ؟ أشْكُر رّبَكَ ليل نهار يارجُل .. فلقد ذهبتُ البارحة إلى مستشفى الطوارئ ورأيتُ الأهوال ، وحالات خطِرة ، بل ان هنالك شباب يافعون ، يعانون من أمراضٍ مستعصية وهم على حافة الموت ... بينما أنتَ " وتفحصني مَلِياً بنظرةٍ متهكمة وساخرة " ما شاء الله عليك ، عيني عليك باردة ... أنتَ تتمشى وتأكل وتشرب وحتى تقرأ وتكتب .. فماذا تُريد بعد ؟ .
ها ... يبدو أنكَ مُستاءٌ لأن عادل عبد المهدي ، تأخَرَ في إعلان كابينته الوزارية ... لا عليكَ يارجُل ، فبعد بضعة أيامٍ سيكشف عن الأسماء المُقترَحة . المُهم .. إمتَدَ بنا العُمر أنا وأنتَ ، ورأينا " سيدة العراق الأولى " تتمشى في شارع المتنبي بمعية زوجها الرئيس ، وكان الرئيس بلا رِباط أي " بطِرك القميص " .. هل تعتقد بأننا سنرى سيدة العراق الثانية والثالثة يوماً ؟ نسيتُ أنكَ مُضرِبٌ عن الكلام ... نعم .. أليستْ زوجة رئيس الوزراء تُسمى سيدة العراق الثانية وزوجة رئيس مجلس النواب سيدة العراق الثالثة ؟ ... حَقاً أنكَ مُزعِج .. لا تتكلم ها ... حَسناً .. إبقَ صامِتاً .. ولكن أياكَ أن تُحاوِل التقرُب منّي أو مصالحتي .. هع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07