الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الشيخ وسام الغراوي أحد قادة انتفاضة البصرة إشارة خطيرة على طريق هيمنة الفاشية الطائفية!

علاء اللامي

2018 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


خلال انتفاضة الجنوب، وفي البصرة تحديدا، وبعدها بقليل، تم اغتيال ثلاثة محامين وعدد من الشباب المشاركين في قيادة الانتفاضة. وقد قيل إن المغدورين كانوا من المتعاطفين مع المنتفضين والمتظاهرين او المشاركين وقد قتلوا لهذا السبب من قبل جهات تضررت من الانتفاضة وأحرقت مقرات أحزابها، ولكن جهات رسمية وشبه رسمية حاولت تفسير هذه الجرائم تفسيرا جنائيا وعشائريا هزيلا بل ومؤكِدا لتواطؤ الجهات الرسمية مع القتلة أو التستر عليهم أو الخوف منهم. كما تم اعتقال المئات وإساءة معاملتهم، وما يزال بعضهم ملاحقا قانونيا، واختفى عدد آخر منهم. كما شنت الأوساط الإعلامية الحكومية والحزبية حملة تشويه لسمعة المنتفضين وشككت بهم وبانتماءاتهم وخونتهم، في الوقت نفسه الذي بادر بعض الرسمين إلى الاعتذار علنا للمتظاهرين وللمواطنين العراقيين وفي البصرة خصوصا عن التقصير والإدارة السيئة للحكم التي شاركوا ويشاركون فيها.
إن اغتيال الشيخ الشجاع وسام الغراوي يوم أمس يأتي ليؤكد أن طريق الاغتيالات والتصفيات الجسدية سيبقى سالكا من قبل أهل النظام، رسميين كانوا أو شبه رسميين في المليشيات والفصائل المسلحة الحزبية وحتى من قبل شبكات إجرامية عميلة، وإن النظام الحاكم يمكن أن يتسامح لفظيا مع منتقديه ولكنه لن يتعامل إلا بلغة الرصاص والقمع والسجون مع من يشكل خطرا حقيقيا عليه.
وإذا كان السبب المباشر لاغتيال الشيخ الغراوي هو تلميحه لاحتمال صدور دعوة للجهاد ضد النظام الحاكم منه ومن ثلاثة من زملائه الشيوخ وبغض النظر عن رأينا في هذه الدعوة فإنها تؤكد هذا المعنى الذي ذكرناه والذي خلاصته: المنظمات الطائفية الفاشية المسلحة لا تتسامح مع يشكل خطرا حقيقيا على نظامها الطائفي الفاسد وعلى امتيازاتها ونفوذها حتى وإن اختلفت في التفاصيل مع هذا النظام.
ورغم أن كاتب هذه السطور تحفظ دائما على أي دور لأية شخصية أو جهة أو مؤسسة دينية في الشأن العام وفي رسم وتنفيذ سياسة وإدارة البلد، انطلاقا من إيمانه بعلمانية الدولة المطموح إليها، وكونها دولة مدنية لا دولة دينية ثيوقراطية، ولكنه مع حرية رجل الدين، أي دين كان ولأية طائفة انتمى، كمواطن عادي وحقه في التعبير عن أفكاره والقيام بدوره الإنساني والنضالي كفرد لا يمثل إلا نفسه جنبا إلى جنب مع مواطنيه الآخرين في الميدان.
*الخلود لشهيد الشعب، الشيخ وسام الغراوي، ولشهداء انتفاضة البصرة وعموم العراق الأماجد ضد نظام المحاصصة الطائفية الفاسد التابع للأجنبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا