الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الفرق بين المالكي والعبادي وعبد المهدي؟

علاء اللامي

2018 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


علق أحد أصدقاء الصفحة على منشوري "هاكم كيف تدفع حكومة عبد المهدي إدارة البارزاني إلى الانفصال دفعا"، بقوله (لم يكن عبد المهدي الأمثل لرئاسة الوزراء واعتقد انه أفضل بكثير من المالكي وان بالتأكيد العبادي أفضل منه إلا انني اعتقد ان الامريكان كانوا مستعجلين للانتفاع أكثر داخل العراق).
وعلى ذلك أعلقُ بالكلمات التالية: أعتقد أن ثلاثتهم سواء في السوء النوعي أي من حيث النوع لا من حيث الدرجة والتفاصيل والجزئيات، والمشكلة ليست في الأشخاص بل في النظام القائم الذي يخدمونه ودستوره "دستور مرحلة بريمر" التي يطبقونه، أما من حيث الدرجة والتفاصيل الصغيرة والصفات الشخصية فالفرق بينهم نسبي ولا يعول عليه. ولكن قولك (الامريكان كانوا مستعجلين للانتفاع أكثر داخل العراق) صحيح تماما إذا استبدلنا عبارة "الأميركيون كانوا متعجلين على الانتفاع" بعبارة "متعجلين على احتلال جديد ناعم وتدمير شامل". عندي أن ثلاثتهم سواء في السوء من حيث النوع، والمشكلة ليست في الأشخاص بل في نظام الحكم وآلياته ودستوره أما من حيث الدرجة فالفرق بينهم نسبي؛ ولكن -والحق يجب أن يقال- فأن المالكي اكتسب عداء الجميع وحقدهم، بدءاً من البارزاني إلى طارق الهامشي إلى مقتدى الصدر مرورا بالسعودية ودول الخليج وحتى إيران جزئيا الى الساسة الطائفيين من السنة والشيعة لأنه حاول الوقوف ضدهم عمليا ومنعهم من نهب العراق وتقسيمه ولم يستجيب بسهولة لطلباتهم ورغباتهم وإملاءاتهم مع أنه كان عمليا يساهم معهم في نهب وتقسيم وتدمير العراق، إضافة إلى أنه تستر على فضائح وسرقات كبار اللصوص من حزبه وأقاربه وبعض حلفائه ثم انتكس لاحقا من وقوفه ضد بعض الأطراف الشيعية إلى النزوع الطائفي الحاد والمستفز للجميع. إن جوهر مشكلة ومأزق المالكي هو إنه يريد إصلاح النظام الطائفي ويبقى هو طائفيا في تفكيره وأفقه وطريقة تعامله مع الآخرين.
وكان نوري المالكي أسوأ قائد ورجل دولة عراقي يمكن تصوره خلال أزمة هجوم داعش وهو يتحمل المسؤولية الأكبر عن أكبر مجزرة في تاريخ العراق الحديث مجزرة سبايكر! أما حيدر العبادي فأمره مختلف من حيث الدرجة وقد تحققت في زمنه انجازات كثيرة وهي إنجازات عراقية وليس "عبادية" من حيث الجوهر، ولكنها حصلت في فترة رئاسته وهذه نقطة تحسب له تاريخيا وقياديا، وكان الرجل أقل طائفية سياسية على الصعيد الشخصي والإعلامي من جميع مسؤولي ما بعد 2003 ولكنه كان متهاونا ومترددا وحريصا على منصبه وعلى رضا الجميع عنه ومتلقيا منفذا للأوامر الأميركية ولم ينجح في استغلال ما توفر تحت يحده من عوامل قوة فلم يضرب الفاسدين في حزبه وخارج حزبه لا بيد من حديد ولا بيد من بقلاوة!
أعتقد أن أسوأ هؤلاء الثلاثة هو عادل عبد المهدي الانتهازي العريق، وابن الاقطاعي الطائفي المعادي لثورة 14 تموز، والمتذاكي ضعيف الشخصية إلى درجة الصفر المئوي. عادل عبد المهدي المجرب أكثر من الجرب، والذي لا علاقة له بالتكنوقراط والمبشِّر بالخصخصة والاستثمارات العشوائية المفتوحة، والمعتبر الفساد عاملا إيجابيا لتطوير الاقتصاد وهو ذو شخصية رثة لا علاقة لها بما ينسب إليه من "علمانية ومدنية" وهو الذي يمتنع عن مصافحة نساء عراقيات ومنهن الفنانة المحترمة شذى سالم، ولكنه لم يمتنع أو "يستحرم" عن مصافحة حمالة الحطب الأميركية "غونداليزا رايس".
إنه ضعيف الشخصية إلى درجة الفضيحة، وقد تكلم عن ذلك الكثيرون في جلسة منح الثقة حين أصبح كالدمية التي يحركها القيادي الصدري نصار الربيعي بإشارة من يده: يشير له قفْ فيقفُ، أجلسْ فيجلسُ/ رابط لحديث عدنان الأسدي في أول تعليق.
وأكرر، فلا فرق عندي من حيث النوع بين جميع ساسة نظام دولة المكونات والمحاصصة الطائفية بغض النظر عن طائفتهم أو قوميتهم ومنهم هؤلاء الثلاثة لأنهم جميعا يديرون نظاما رجعيا فاسدا تابعا لأميركا وفق قوانين و دستور سيء وملغوم سيؤدي الى تفكيك العراق وتدميره وإفقار شعبه وإضعافه بالأمراض والتجهيل والخرافات والخدمات السيئة والبضائع الغذائية الرديئة والخطيرة المستوردة ... لا فرق بينهم جميعا في النوع، والفرق بينهم في الدرجة لا يعني الكثير سياسيا وتاريخيا وأخلاقيا طالما ارتضوا العمل والدفاع عن هذا النظام وحلفاء هذا النظام ودستور هذا النظام بالضد من رغبات الشعب وتطلعاه الى الاستقلال والحرية والكرامة والتمتع بثرواته المنهوبة من قبل شلل من اللصوص السفلة والقتلة الدمويين.
حين نفهم الفرق بين النوع والدرجة، سنفهم اللعبة كلها ونقترب من تحقيق إنقاذ بلادنا وشعبنا من هذا الطاعون الأميركي الأسود والذي يحمل اسم دولة المكونات والمحاصصة الطائفية والخرافات والهويات الفرعية وننتقل الى دولة المواطنة والمساواة والعلم والكرامة والاستقلال الحقيقي. إن الفرصة ما تزال قائمة ولكنها ضعيفة جدا أمام دعاة الإصلاح وزاعمي التغيير "الإعلاميين" لتفكيك نظام المحاصصة وحظر الأحزاب الطائفية وإعادة كتابة الدستور وطرد القوات الأجنبية الأميركية والتركية من البلاد ووقف التدخلات والهيمنة الإيرانية الفظة في الشأن العراقي وإلا سيقول العراقيون - وإن طال الزمن - قولتهم الأخيرة.
وكلما تأخر إنهاء هذا النظام ورفض أو جبن القائمون على النظام عن تفكيكه تراكم المزيد من الأحقاد والجرائم وأصبح الانفجار الاجتماعي أكثر عنفا وهولا واحتمالية وسيدفع أقطاب هذا النظام وداعميه وحماته سياسيا ودينيا وأمنيا ثمن هذا الجشع والرثاثة والتخلف الحضاري باسم الطائفة والعشيرة والتبعية للأجنبي، وسيدفعون الثمن مضاعفا وعلى الطريقة العراقية المعهودة تاريخيا ولسوف يندمون ولاتَ حينَ مندمِ!
*رابط لشهادة وكيل وزارة الداخلية السابق والنائب الحالي عدنان الأسدي:
https://www.facebook.com/alliwayzi/videos/1960275950723530/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م